في صباح يوم الأحد...
حضر عمران كل شيء في الحديقة ليستقبل الجميع في منزله للإحتفال بعيد ميلاد صديقه المقرب شادي، كان يعيش في منزل به حديقة خاصة مليئة بالورود ذات الألوان المبهجة، جهز سفرة كبيرة تحمل كل صنف من أصناف الطعام الشهي، أعد عمران كل تلك الأصناف بمساعدة هنادي التي أتت قبل الجميع بدعوة منه لكي تساعده في جميع تلك الأمور، نظر إليها قائلًا بامتنان : لولا مساعدتك لي لما استطعت فعل كل ذلك وحدي
هنادي بابتسامة : لا داعي لكل ذلك فنحن أصدقاء...ثم تابعت مازحة : و أيضًا لم تكن ستفعل كل ذلك سواي لأن النساء أكثر مهارة و خبرة من الرجال في الطهي
رفع عمران حاجبيه قائلًا : ستقومين بإذلالي من الان؟، وليكن في علمكِ، أمهر الطهاة في العالم و أغلبهم من الرجال
صمتت هنادي لم تعرف ما ستقوله لترمقه بنظرات حادة ثم تابع : هاتفي الجميع لنرى أين هم الآن
هنادي : وهل رامون سيأتي؟
عمران بحيرة : ولمَ لا ياتي؟ إنه أول شخص قمت بإخباره أن يأتي
نظرت هنادي إليه بتعابير متألمة قائلة : هل تعتقد أنه نسيَ ما حدث في السابق؟
صمت عمران للحظة ليقترب منها واقفًا أمامها ثم نظر إليها بعمق قائلًا : ما فات مات، لن ننظر إلى الوراء مرة أخرى ولن نعبث في الأبواب المغلقة من جديد... ضرب اصبعه في جبهتها بقوة ثم تابع : يا إلهي وأنا من يقول أننا نستمد طاقتنا الإيجابية منكِ، ماذا حدث لكِ الان؟
هنادي بألم : كف عن فعل ذلك أيها الأحمق إنها تؤلم حقًا
عمران : إن لم ينسى ما حدث لمَ برأيكِ قرر أن يصبح صديقنا؟
كادت أن تجيبه هنادي لكنه رأى الجميع يأتون في جهتهم، رحب بهم عمران و هنادي بحرارة ليقول رامون : هل جهزت حساء Gazpacho الذي أخبرتك عنه؟!
عمران بتذمر : لقد كان تحضيره معقد بالنسبة لي
رامون : أنا من سيحدد إذا كان حساءك سيعيد ذكرياتي التي عشتها في أسبانيا أم لا
رفع عمران حاجبيه قائلًا : يا لغرورك
جلس الجميع على مائدة الطعام، لا يُسمَع إلا صوت الملاعق والسكاكين ليكسر ياسين الصمت قائلًا : لم نتجمع كثيرًا هكذا منذ فترة طويلة
نادين : معك حق، اشتقت لتجمعنا سويًا
سمر : بالأمس كنا في منزل رامون والآن تجمعنا مرة أخرى لمناسبة سعيدة، كل عام وانت بخير يا شادي
قام الجميع بتهنئته ليقول خالد بإنبهار : ذلك الحساء لذيذ حقًا، أحسنت صنعًا يا عمران
عمران : فلتشكر هنادي أيضًا، لقد ساعدتني في إعدادها من شدة تعقيدها
ضحكت هنادي قائلة : لم تكن معقدة لتلك الدرجة أنت فقط من لم يجرب ذلك النوع من الطهي قط
أفلت رامون ضحكة مكتومة لينظر إليه عمران قائلًا : أخبرني أنه أعجبك يا سيد رامون ديلغادو
شادي بهمس : سيقتلك إن قلت العكس
ضم رامون كفيه ثم استقام ظهره قائلًا : إن كانت هنادي من فعلته، إذًا بالطبع رأيي سيكون أنه أفضل حساء تذوقته في حياتي
ضحكت هنادي بينما كاد عمران أن يقوم بلكمه، كانت مسك صامتة لتلاحظها سمر ثم اقتربت منها هامسة : في ماذا أنتِ شاردة؟
نظرت مسك إليها قائلة بهدوء : لا شيء، شردت فحسب
نظر ياسين تجاهها ليقول مبتسمًا : ما زلتِ كما أنتِ لم تتغيري، هادئة ولا تتحدثين كثيرًا
نظر رامون بدوره إليها ليقول ضاحكًا : في كلا الأحوال تبدو جميلة، لا تكن سخيفًا معها هكذا
نظرت مسك إليهم طويلًا بنظرات غير مريحة ممزوجة بنظرات باردة لتقول : أنا ذاهبة لدورة المياه
نهضت مسك بينما نظر الجميع لبعضهم البعض في إحباط، كسر رامون الصمت قائلًا بنبرة محبطة : من المفترض أننا نسينا ذلك الموضوع منذ فترة، لم أقصد أن أفسد أي شيء
نادين بإنزعاج : هي من تبالغ في تصرفاتها، لأنها رفضت الزواج منك لا يعني أن تتعامل معك بتلك الطريقة
قامت هنادي بضرب نادين في يدها بقوة لتنظر إليها قائلة بغضب : لمَ فعلتِ ذلك؟! أليست تلك الحقيقة؟! إنها مغرورة وتلفت الإنتباه لا أكثر!
هنادي بهمس : ما الذي تقولينه؟! إنها صديقتنا على كل حال لا يجب أن تقولي ذلك عليها!
نظر خالد إليها نظرات عتاب لتلتزم الصمت بينما قال عمران محاولًا إصلاح الأمر : مثل تلك المشاحنات تحدث دومًا بين الأصدقاء لا بأس
رامون : ما حدث بالماضي قد حدث، بالنسبة لي لقد نسيت كل شيء بالفعل وأصبحنا أعز أصدقاء الآن
ربت خالد على كتفه بقوة قائلًا بسعادة : ونحن سعداء لأنك أصبحت معنا
عادت مسك لتجلس بكل هدوء وكان الصمت سيد المكان، كسر ياسين الصمت ذاكرًا المواقف المضحكة التي حدثت في الماضي ليضحك الجميع و يتبادلون الأحاديث فيما بينهم، منهم من يستمتع بتلك الذكريات و منهم من يشعر بعدم الراحة أثر تلك المشاحنات، أتى المساء وقد سرقهم الوقت، لم يلاحظو أن الساعة تجاوزت التاسعة لينهض الجميع وكل منهم عائدًا إلى منزله متفقين أن يرون بعضهم البعض غدًا بعد العمل...
_______________________
في اليوم التالي...السادسة مساءًا...
بعد يوم عمل شاق كان الجميع عائدون إلى منازلهم لتصلهم رسالة نصية على هواتفهم، أمسكت سمر هاتف ياسين لتقول : إنها من عمران يقول لك أن تأتي إليه في ذلك العنوان
نظر ياسين بغرابة قائلًا : غريب، لم أسمع بذلك المكان من قبل
نظرت سمر إلى هاتفها أيضًا لتجد أن هنادي أرسلت لها رسالة نصية بها نفس مضمون رسالة عمران، نظرت إلى ياسين بحيرة لتقول : ربما لديهم مفاجأة لنا
ياسين : لنذهب و نرى ما بهما
قاد ياسين السيارة مسرعًا ليصلو إلى المكان في غضون خمسة و أربعون دقيقة، كان المكان أشبه بمبنى مهجور، أمسكت سمر بيد ياسين ليذهبا إلى المصعد ليقول ياسين : ولمَ اختارا ذلك المكان الغريب؟
سمر : ما الذي يدور في بالهما؟
وصل المصعد ليدخلا و يضغطان على زر الدور الأرضي كما طُلِب منهما، فُتِح باب المصعد ليكتشفا مكان آخر مهجور تمامًا، ظلام دامس يعم المكان لا يضيئه سوى ضوء القمر الخافت، شعرت سمر بالخوف بينما أمسك ياسين يدها بقوة قائلًا : ابقي بجانبي ولا تتركي يدي، يا لهم من مجانين حقًا
خرجا من المصعد ليُغلَق خلفهم ويتوقف تمامًا عن العمل، اندهش ياسين مما حدث ليقول بصوت عالٍ : إن كان ذلك إحدى مقالبك يا عمران فهذه ليست مزحة جيدة!
تقدم كل منهما أكثر ليكتشفا المكان، أبواب مكسورة، صخور، دمى مكسورة في كل مكان، أثناء اكتشافهم للمكان وجدا شخص ما يركض نحوهم، صرخت سمر من شدة الخوف، كاد أن يركض ياسين ممسكًا بسمر لكن ذلك الشخص أوقفهم بسرعة، قام ياسين بلكمه بقوة ليسقط الشخص أرضًا، كاد أن يضربه مرة أخرى لكن استوقفه الصوت وهو يقول : هل جننت يا ياسين؟! إنه نحن!
عقد ياسين حاجبيه قائلًا : أنا من جن جنونه أم أنت؟ ما هذا المكان يا عمران؟! ولمَ طلبتَ منا أنت وهنادي مقابلتنا هنا؟
نظر عمران إليه طويلًا والصدمة تعلو وجهه لتفعل هنادي المثل ثم يقول : ما الذي تقوله؟ أنت من رسل لي رسالة نصية وبها ذلك العنوان
هنادي بنظرة اندهاش : رسلت سمر أيضًا تلك الرسالة النصية لي
علت صدمة على وجههما، نظرا إلى بعضهما البعض بخوف لتقول سمر : لقد أتينا لأنكما طلبتما منا المجيئ إلى هنا، ما الذي يعنيه هذا؟!
صمت تام، لا أحد منهم يعلم من الصادق ومن الكاذب، لا أحد منهم يعلم ما الذي يحدث أو من فعل ذلك ! ...Hallo Leute 🔥♥️
أتمنى إن الفصل الثاني نال على إعجابكم متنسوش تكتبولي رأيكم في التعليقات ومتنسوش التصويت ♥️
الأحداث بدأت تبقى شيقة 😈🔥
See You Guys Later 👋🏻♥️
أنت تقرأ
في الخفاء || In secret
Actieكل شخص لديه ما يخفيه حتى عن أقرب الناس إليه، ولكن هنا لم يعد هناك أي شيء يخفى...