شيطان بالغ الرقة،
ملاك شديد القسوة.
حَين تتخيلين عَني ككائن سماوي أكون دومًا بالمنتصف، شيطان بأجنحة ملائكية، أو ملاك بملابس سوداء وهالة فوق رأسي ليست من نور، بل من الظلامَ . لست مع الخير ولا الشر، وهذا السبب الذي لا يجعلني مخلوقًا سماويًا البتّة،...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لِسُت مجنونة لِكن في يومٍ كهذا شيءٌ ما مجهول، مألوف، يولّدُ إثارة. أهو فكرة؟ أمَ مُجردَ تَخِيُل؟ صوتٌ يمرّ عبْر العِوالم؟ بين هناك وهنا؟ أَستشعر بوَجود هَالة لشَخص ما فيَ شقتي وهذا يرَعبني، لِذا لا يَغُرك مِظَهري الثابتَ. مشاغبٌ ومُنسجم، كمثل الأشياء المبعثرة لحياة طائشة للأفعال والأفكار والرغبات والحب والغضب والمتع والتخيلات والأحزان الساقطة بنعومة مع مرور أعوام على بقعة متآكلة مظللة، غنية بالحديد، على أرض مبددة في عناقات مختلفة، قوتها الحيوية متناثرة، متشظية في الجو. كيف أتيتُ إلى هنا؟ هل حُكي عن هذا منذ وقت طويل هل رُوي في حكايات إنجليزية قَديِمة؟ عن رحلةٍ يقوم بها شَبح شقتي كي يعثر على شيء ما يتوهج بضوء غير أرضي، كي يعثر عليه في مكان أرضي؟ هل أواجه الآن شَيء خَارق للطبيعة؟ فِي بلَد آخر بعيد في الاسفل! اللعنة يبدو هذا جنونًا حيث توجد الكائنات غير البشرية التي نعرفها تسير، تغني أحجيات، تُنادي، تتجنب الرؤية؟ تُحرك الاشياء؟ حَركة خَفيفة، مُثْقلة بالعطر، تهب عليهِ وتميّلهِ لي يرنّ بنعومة في أذني؟ مُنحدر من السماء، في ظل مظلم بِجانبي؟
أَنا مِتاكدة بأنَ شَقتي مسِكونة. طوال الليل يَتخيل لِي بأنني أسمع أصوات شَخص ينشُدني. أدفع نفسي نحو ذلك المستحلّ في دائرة صمتي. طوال الليل يَتخيل لي بأن هناك شيء يتمَايل تجاه نظري، طوال الليل أسأل مِن هَنا فَيكون الصِمت جَوابًا.
"لِم أرىَ أي شيء، صَدقني، في شِقة صغيرة كهذه، لا أعتقد أن أي شيء يمكن أن يختبئ لِوقت طويل ويبقى مخفيًا بينما أبَحِث عَنهُ "
لكنني أَسمع أصواتًا.
أصَوات قعقعة معدنية ،وضربات مطرقة،وقرع عَنيف، وألاهم من هِذا كلهُ ،أصوات خطوات أقدام .لم تكن عالية بما فيها الكفاية لإيقاظي عندما كنت نائمة، ولكن عندما كنت أسمعها وأنا مستيقظة، كانت تُجِهّد حواسي تقريبًا. الغريب في الأمر أنهُ كانت هناك ليالٍ لم يحدث فيها شيء ،ولكن فِي الليالي التي تِركت فيِها فراشي وأتُجهت لمصِدر الصِوت الذَي بالكاد أَسمعهُ مقارنةٌ بصِوت دَقات قلبي المُضطربَ لم يكِن هناك شيِء يُرى! وَلم يكونوا الجيران في الطابق العلوي او حتى ليِمزحوا مثل هذا المُزاح الغِليظ في ظّلام الليل الدَامس.
