لا اريد ان اموت

484 21 181
                                    


استيقظت على صوت حركه خفيفه بجانبي

السماء لا تزال مضلمه لذا خمنت ان انها ليست الفجر بعد

زوجتي كان يدعك جبهته و يتمتم بشيء ما قبل ان ينهض بصعوبه و هو يتكئ على الحائط

" شينتشي !! " سرعان ما هرعت لأمساك يده و التشبث به اكثر خوفاً من ان يسقط

" هل ايقظتكِ !! انا اسف " همس و هو يحاول تجنب النظر الى وجهي

" لا تعتذر !! لقد كنت شبه مستيقظه في حاله احتجت شيئاً !! ماذا تريد ؟؟ سأحضره لك "

نضر الى عيني بأسى و اردف " ماء !! اشعر بلعطش "

" حاضر !! سأحضر لك الماء حالاً .... اولاً عد الى السرير !! مازلت بحاجه للراحه " سحبته الى السرير و رفعت الغطاء الى جذعه السفلي تاركه اياه يتكئ على ظهر السرير و حرصت على تثبيت وساده خلف ظهره

هرعت الى المطبخ و احضرت الماء بسرعه اليه

" تفضل !! " جلست بجانبه و قربت زجاجه الماء من فمه لينظر لي بريبه

" سأشرب بمفردي !! " اردف ثم رفع يده و اخذ القنينه

اعطيتها له ببساطه ... لم اشأ ازعاجه او ان اجعله يشعر بأنه عاجز

شرب الماء على دفعات .... يبدو انه كان شديد الضمأ

اخذت الزجاجه الفارغه و وضعتها جانباً بعد ان انتهى

" انا اسف !! دمرت موعد العشاء لكلينا و جعلتكِ تمرين بوقت عصيب !! انا خجل من نفسي حقاً " اردف و هو ينزل رأسه متجنباً النضر لي مباشره

" توقف عن هذا !! حين تتحدث هكذا فأنه لا يجدي نفعاً ... انت تجعلني اشعر بلعبئ اكثر !! "

لا يمكنني تفسير النضره التي رقمني بها وقتها .... ربما خيبه او ألم

" انا اشعر انني عبئ عليك لأنك تحاول ارضائي بكل الطرق بينما لا تريد مني ان افعل المثل !! " اقتربت و عانقت رأسه نحو صدري و تنهد طويلاً في حضني قبل ان يرفع يداه و يحيط خصري بقوه كأنه طفل يبحث عن حضن امه

لقد عرفت منذ البدايه !! انه يفتقد للحنان

منذ اول مره لمسني فيها كانت لمساته دافئه و حنونه و دائماً بحث عن الهدوء و الراحه في حضني

يحاول ان يرضيني و يعامل جيداً بكل الطرق الممكنه انه شخص يخشى ان يخيب امل الاخرين و يخشى ان اتركه ان عرفت نقطه ضعفه

يخشى ان اراه ضعيفاً .....

ربما مع تفاقم حالته تشكلت عقد النقص هذه عنده

و طوال الوقت بحث عن الشخص المناسب ليكون ملجئاً لمشاعره المضطربه و مكاناً يجد السكينه فيه لنفسه

  لهذا ارادني دائماً بين ذراعيه و كره الابتعاد عني... ربما لحضه الفراق هذه كانت تشكل عبئاً على تفكيره و عقله

ابريل الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن