رقصة الظلال: اوريونا

part 02: دموع حبيسة

تأكد أنها ستلمع! 🌟

" غياب حنان الأم، ينمو القلب كغابة بلا مطر،
يتساقط فيها الورق قبل أن يخضر. وعندما تُفضل الأم أخوة على آخر، يتشقق الصدر بشعور النقص، كأنما الحب يُقسم بمقادير ولا يكفي للجميع"

••••••••••••••••••••••••

فقدان حنان الأم يمكن أن يخلق جرحًا عميقًا في الروح، جرحًا لا يراه الآخرون ولكن يشعر به الفرد بكل خلية في جسده. حنان الأم هو ذلك الدفء الذي يحتضن القلب منذ الصغر، يغمره بالأمان والطمأنينة. عندما يفتقد الإنسان هذا الحنان، قد يشعر بالضياع وكأن جزءًا أساسيًا من وجوده قد اختفى.

الأم هي المعلم الأول والصديق الدائم، وحنانها يشكل الأساس الذي يبنى عليه الشخص شخصيته ويستمد منه قوته. بدون هذا الأساس، قد يجد الفرد نفسه في مواجهة العالم وحيدًا، دون ذلك الدرع العاطفي الذي يوفره حنان الأم. يمكن لهذا الفقد أن يؤثر على الثقة بالنفس وعلى القدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين.

الأم تعلمنا كيف نحب ونعطف على الآخرين. ففي كل مرة تمسح دمعة أو تشجع خطوة، تزرع فينا بذور الرحمة والعطاء.
________༺༻________

لم أعِر ذلك الشاب الوسيم انتباهًا لكلماته، ربما ظننت في تلك اللحظة أنه يحاول جمع شتات كبريائه المحطم، لذا واصلت طريقي مع ماري إلى محطة الحافلة. وجدتها هناك تنتظرني، فودعتها وصعدت

عدت إلى المنزل وأنا متعبة للغاية، كل ما أردته هو النوم. ولكن، لم يكن بوسعي ذلك، فأمي امرأة تعشق العمل وأقصد هنا الأعمال المنزلية التي لا تنتهي. تضايقني لأني لا أجيد فعل أي شيء وانا من افعل كل شيء حتى وإن اردت ان تفهم لن تفعل ، وتصفني بالمهملة وغيرها من الأوصاف. في تلك اللحظة، غمرتني ذكرى قديمة اغرقت عيناي بالدموع. مجرد التفكير في الماضي يجعلني أتمنى لو أنني لم أكن موجودة.

دخلت المطبخ لأغسل الاطباق وأنا أستمع إلى أغنية Space Song نزعت السماعة بعدما سمعت صوت والدتي وهي تتحدث بحماس مع شخص ما. ذهبت لأرى من هو الضيف الذي جاء في هذا الوقت، ويا للمفاجأة، إنه أخي. أحيانًا أشعر وكأن والدتي تفضله

عدت إلى المطبخ وأثناء عملي سمعت صوت أخي يقول بسخرية: "ماذا تفعل خادمتنا؟ تغسل الأطباق؟" "وإذا لم تبتعدي عني سأضيفك إليهم" ثم انفجر بضحكة عالية على الرغم من كل شيء، لا يمكنني إلا أن أحبه، فهو أخي بعد كل شيء.

عدت إلى غرفتي بعد انتهائي من الأعمال، ولكني نسيت هاتفي. وبينما كدت أعود لأحضره، سمعت حوارًا بين أمي وأخي، يتحدثان عن زوجته
"امي انا حقا لا اعرف"
" زوجتك تريد فستان كايرا ؟ "
"نعم انتي تعليمين انها ستلد قريبا اردت ان اشتريه لها لكن لم اجده بحث في جميع المتاجر والجواب نفسه انها نسخة محدودة "
"لا بأس فقط لا تقلق غذا بعد ان تذهب الى المدرسة تعال كي اعطيه لك"
"ماذا عنها انها هدية منه"
"انت تعرف انها بليدة لذا لا بأس"
"امي لا تقولي هكذا"
"هل كذبت؟ منذ تلك الحادثة وهي بائسة لا اعرف متى سستتخطى"
دموعي غمرت وجهي عدت إلى غرفتي، لم تكذب والدتي ، فأنا لا أشعر بشيء. أنا قوية، هذه هي الكلمات التي أكررها كلما شعرت بالانكسار. والدتي دائمًا ما تظن أنني لا أتأثر كباقي إخوتي، وأن قلبي الأقسى وأقلهم إحساسًا، ولكن الحقيقة عكس ذلك تمامًا.