انقطع الامل: part 06

36 4 3
                                    

                          تأكد انها ستلمع⭐

الثقة أصبحت عملة نادرة، كل ابتسامة تحمل في طياتها خيانة، فكيف يمكنني أن أعيش في عالم كهذا؟"

                 
                •••••••••••••••••••••••••••

غيرت ملابسي بسرعة إلى سروال أبيض وتيشرت أبيض أيضًا، كل شيء هنا أبيض، يا لها من سخرية! أشعر وكأننا في مصحة المجانين. خرجت من الغرفة لأجد بعض الفتيات والفتيان يسرعون بل يجرون إلى القاعة، لم يتبقّى إلا دقيقة، هذا ما كانوا يقولون. أمسك أحد الفتيان بيدي وحثني على الجري معه. عندما وصلنا، التفت إليه، وجدته ينظر إليّ، شكرته وأنا أتمعن في وجهه. لماذا هذا المكان يعج بالوسيمين؟ في عالمي، لن ترى شخصًا وسيمًا إلا مرة أو مرتين في الشهر، هذا إن رأيته. أما هنا، فالمكان مليء بهم. قاطع تفكيري نفس الرجل الذي ألقى ذلك الخطاب اللعين وهو يقول:

"أهلاً وسهلاً، سأبدأ بالتعريف عن نفسي، أنا ارشيبولد قائد هذه المجموعة، كل من في هذه القاعة سيبدأ التديب تحت إشرافي، عامين هو كل ما ستحتاجونه لبدء الجحيم الحقيقي." ألقى نظرة علينا وأكمل قائلًا: "درسكم الأول سيبدأ اليوم، عودوا إلى غرفكم، سيأتي إليكم بنفسه."

عندما كان يتحدث، لاحظت أنني وصفت ملابسه فقط، أما عن وجهه، فكان وجهه اسمر اللون، بعض الشعر يزين ذقنه، و عينيه بنية صافية، أنفه يناسب ملامحه القاسية، كان وسيمًا، إلا أنه كان سيئًا. هل يستطيع أذْيَةَ هؤلاء الأطفال؟ كيف واللعنة يستطيعون؟ في تلك اللحظة، تصادمت عيوننا، فأكمل وعينيه مازالت معلقة عليّ: "حياتكم الفاخرة التي كنتم تعيشونها، إنسوها، فَهُنَا لا مكان للطف أو الجبن."

فجأة فتحت باب القاعة وقال: "عودوا الى غرفكم." بدأ الجميع في المغادرة ففعلت أَيْضًا. دخلت الى المسمى بغرفتي، انتظرت التدريب الأول أن يأتي، فلاحظت أن هناك عود خشبي مرمي على الأرض، أخذته ورتميت على السرير. هذه الاحداث جعلت رأسي مشتتًا، لماذا أنا هنا؟ ألا يجب أن ادرس لألتحق بالجامعة؟ فكيف دخلت الى هذا العالم؟ هل أنا أتخيل كل ما يحدث أو انه حقيقة؟ رأسي يؤلمني، لقد اشتقت الى حياتي رغم روتينها الممل، أريد عيشها ، على أن أبقى هنا. قاطع ما يؤرقني دخول فتى أظنه يعادلني العمر. تكلم أرشيبولد عبر المكرفون وقال: "هذا تديبكم الأول، أقتل أو ستُقتل. لديكم خمسة عشر دقيقة، إذ لم تَقْتُلُهُ سَتَمُوْتُ سَوَاءَ أَنْتَ أَوْ هُوَ."

ماذا سأفعل؟ لم أقتل نملة من قبل، فهل سأفعل ببني آدم؟ كلا، لا أستطيع، واللعنة هذا مؤلم، رأسي سينفجر. انقض عليّ ذالك الفتى، هل سيقتلني؟ هل يستطيع فعلها؟ اذا فعل سأفعل أَيْضًا، سأقتله قبل أن يفكر هو بقتلي. كانت يدي لازلت ممسكة بالعصى عندما قترب مني، راوغته وأدخلتها في بطنه، كانت مشحوذة لذا فهي كالسكين ماضية. مات هو، فمات قلبي معه، وجهي مغطي بالدماء، ملابسي، عقلي يعج بالافكار

رقصة الظلال: اوريونا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن