5

279 32 40
                                    

كانَ هُناك ذَلِكَ الصَوْت الَذي يَقطع سِكون المَكتبة ، صَوْت صاحِب الوشوم الصاخِب، كانَ مِينهُو قَدْ أعتادَ الصَمتَ وَ السِكونِ فِي دارِه، وَلَكِن هيوْنجِين وِجدَ هُنا لِكسرِهِ بِبَهجَتِه وَ بَهاءه.

كانَ كِتابه مَفتوح أمامه عَلى الطاوِلة، بَيْنَما قابِلهُ الآخَر عَلى كُرسي، حَقيقةً لا يَعرِف مِن أين سَحبه، كانَ يُحادِثه حَديثٍ عَن شَخص قَدْ خاضاهُ مِن قَبل.

وَ فِي لَحظةِ مَلل قَدْ رَفعَ كِتابه قَليلًا لِلأعلى لِأنهُ لَم يَستَطع أن يَلمح آخَر الكَلام المَكتوب بِالصَفحة ، وَلَكِن بِاللحظة الَتِي رَفعها بِه قَدْ أُهبطَ بِهِ الآخَر بِأصبعينِ مِن يَده وَ أرجعهُ مَكانِه ما جَعلَ مِينهُو يَرفع بِأنظارِه لِلعابِس.

" مِن الوقاحة عَدم الأستِماع لِشَخصٍ يَتَكَلَم مِينهوي "

زَمَّ مِينهُو شَفَتيهِ ضَجرًا وَ تَنهد يُغلِقُ كِتابه بَعدَ أن وَضعَ بِقطعة وَرق عشوائية داخِله. وَ ناظَرَ الآخَر .

" لَقَدْ أخبَرتُك بِأنَّكَ قُلتَ هَذا مِن قَبل "

" وَ ما المانِع؟ أنا أُنعشُ ذاكِرتِك لِلأضافة الجديدة لَها "

أبْتَسَمَ مِينهُو بِطَريقة وَجدها الآخَر جَذابة، قَدْ أمالَ رأسه وَ أتَجهَت يَده لِتَمغط خَدْ صاحِب الوشوم.

" أنا أتذَكَر بِالفعِل، لِتَنتَقِل لِلجزء الجَديد "

ضَحكَ هيوْنجِين بِخفة وَسَحب يَدْ الآخَر عَن خَده لِيَجعلها بَين دِفءِ كَفيه هُناك دوْنَ تَركِها .

" فِي الواقِع .."

قُطعَ حَديثهُ حِينَ رَنَّ جَرس الباب بِهَمجية غَير مُعتادة ، كَشَفت عَن فَتاةً شَابِة ذات شَعرٍ أشقر طَوِيل، وَ تَرْتدي مَلابِسًا رَسمية، كانَت فَقَط غَريبة، ما جَعلَ هيوْنجِين يَنهضُ مِن مَكانِه.

" مِينهُو لَقَدْ بَحثتُ عَنكَ لِوَقتٍ طَويل "

كانَت الفَتاة تَتَحدث بِصَوتٍ رَنان لِعلوِه وَ سَعادِته، تَخطو بِخطواتِها السَرِيعة ناحِية الرَجُل المَنشود، مُتوقَعة أن تَغرِقَ بِحضنِه، وَ تُقَبِله حَتى مِن فِرط الشَوق ، وَلَكِن ما حَدَ طَرِيقها هوَ رَجُلًا آخَر طَويل، وَكانَ يَقطبُ حاجبيهِ بِغَيض أثناء النَظرِ لَها ما جَعلها تَتَوقف فعِلًا وَ أظهَرت مَلامِحٌ حائِرة،

" مَن أنتِ ؟"

نَطقها هيوْنجِين بِأقتِطاب وَ كَتفَ ذِراعيه بِوضعية دَلَت عَلى العَدوانية أن لَم تُغَير مِن نَظرَتِه، وَ مِينهُو كانَ وراءه قَدْ فَقَدَ كَلِماتِه تَمامًا بَعد حِدوث هَذا .

" ماذا! بَل عَليَّ تَوجيه هَذا السؤال لَك "

تَحدَثَت الشَقراء بِأنفعال وَ أشارَت ناحية الرَجُل الآخَر الَذي أزدَدَت مَلامِحهُ حِدةً .

لَيِّن ~ هيوْنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن