4

254 31 28
                                    

آمانِي كانَ فارِغًا هَذا الظُهر ، لَم يَكُن يَمتلِك مُحاضرات ، او عَملٌ يَشغله، فَأخَذَ يُفَكِرُ قَليلًا بِأخيهِ الفارغ الآن تَمامًا مِثله .

مِينهُو كانَ جالِسًا عَلى الأرِيكة وَ يُعطي بِكُلِ تَرْكِيزه لِلتلفاز الَذي أمامه، كانَ يَعرضُ فيلمًا قَديمًا، وَهَذا كانَ يَروقُ لَهُ ، فأظهرَ مُتعةً بَسيطة بِمُقلَتيهِ اللامِعة.

جَلسَ آمانِي بِالقُربِ مِنه عَلى الأريكة ، قَدْ ألقى بِنَظرة عابِرة عَلى التِلفاز قَبل أن يُعيدها لِمَظهر أخاه، وعادَ الحوار الَذي خاضَهُ مَعَ صَدِيقه بِالأمس بِرأسه، حَول كَيف أنَّ مِينهُو هادٌئ جدًا، وَ لَم يَغضب بَتاتًا.

وَ حِينها أصابتهُ حِيرة بَسيطة حَول الأمر ، فَكانَ الأمرُ صَحيحًا؟ فَلَم يَراهُ يَغضب تَحت ظِلِ أيِ ظَرف . وَ أراد أثبات هَذا بِالواقع .

فَقَرَّر العَبثَ مَعه بِتَغيير القناة دونَ قول أي شَيء ما جَعلَ الآخَر يُناظِره بِملامِح مشوشة .

" هَل هُناك شَيء تَودُ رؤيَته ؟"

تَسائل مِينهُو بِصوتٍ هادئ، يُوَجه بِأنظاره عَلى أخيه الَذي كانَ يَتجاهله بِكُلِ وِضوح، ما سَبَّبَ لَهُ شعورًا خالِص مِن عَدم الراحة.

" هيي آماني هَل تَتَجاهُلني ؟"

لَم يَحصل عَلى إجابة ايضًا وَقتها ما جَعلهُ يَتنهد وَ يَنهض مُبتعدًا عَن الآخَر الَذي حَبسَ ضِحكَتِه بِصعوبة ،

قَدْ مَرَ بَعض الوَقت البَسيط قَبلَ أن يُعاوِد مِينهُو الظهور أمامه بِملابسٍ مُختَلِفة أنيقة جَعلَت الآخَر يَستغرب.

" إلى أين سَتَخرُج ؟"

" سأُشاهِد فِلمًا بِالخارِج "

رَدَ مِينهُو بِنَبرة أعتيادية وَكانَ يَرتدي حِذاءه وَقتها، لَم يَكترِث حَقًا لِأنظار الآخَر له حِين لوح بِيَده وَ خَرج مِن مَنزِله بِهَذِهِ البَساطة .

بَقى آمانِي شارِدًا لِبضعِ ثوانٍ مُتفاجئًا مِن تعامِل أخيه معَ الموضوع بِالكامِل، فَعبسَ وَ عادَ لِغُرفته .

مِينهُو أختارَ الذَهاب لِلسينما القَريبة لِمُشاهدة فِلمًا عَشوائي، لَم يَهتم حَقًا لِما قَدْ يُشاهِد، فَهوَ فَقَط يَمتلِك رَغبة بَسيطة بِمُشاهدة شَيء الآن .

لِهَذا وَقَف أمام العروض بِملامِح فارغة، يَرى مَن يَمتلِك أكثَر غِلاف جَذاب لِيُشاهده .

حِينها شَعرَ بِشَخصٍ يَنظرُ إليه ، لِذا ألتَفتَ إليه بِعقدة بَيْنَ حاجبيه وَ تفاجئ بِذات اللَحظة حِينَ كانَ الرَجُل يُناظِره بِذات المَلامِح تَقريبًا ، كانَ هيوْنجِين ،

الشَخص الَذي يَأخذُ تَوصياتِه بِالكُتب ، وَ دائمًا ما جاءَ لهُ بِالمَكتبة ، أحيانًا عَبثًا، وَ أحيانًا لِيَتَكلم عَن أحد الكُتب الَتِي قَراءها ، وَهوَ بِالواقِع يُحبُ أحاديثه السَخيفة وَ الغَير مَنطقية تَمامًا.

لَيِّن ~ هيوْنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن