يَعتَقد مِينهُو بِأنَّهُ لَيْسَ مِن المُعتاد أن تَكون المَكتبة بِهَذا الهدوء أثناء وجودِه .
لَقَد أنشغلَ قَليلًا بِوضع بَعض الكُتب الأتية حَديثًا لِمَكتَبَته، فَأخَذَ وَقتًا طَويلًا بِتَرتِيبها بِالطَبع.
كانَ هيوْنجِين يُساعدهُ بِالبداية وَلَكِنهُ مَلَ بِالمُنتَصَف حِيْنَ رأى عَدَم إستجابة مِينهُو لِأحادِيثه، فَشعرَ بِالمَلل وَ أخَذَ يَبحثُ عَن شَيءٌ آخَر يَشغله.
مِينهُو بِالواقع لَم يَكُن يَسْتَطيع التَركِيز بِعدة اشياء بِذات الوقت، فَلَقَد كانَ عَليهِ تَرتيبها وفق نَمط مُعين وَ كانَ عَليهِ التأكُد مِن الكَمية وَ ما شابه، لِهَذا لَم يَكُن يَستجب كَثيرًا له ، بِغَير هَمهمة وَ إجابات مُقْتَطَبة.
حِين عَودَتِه قَدْ لاحظَ إنشغالِه بِكتابٍ ما لَم يَستطَع أن يُمَيزه إلى أن اقتربَ كفاية لِقراءة العنوان ، وَهَذا قَدْ اثار أستغرابه .
" ما الَذي تَفعلُه ؟ "
" اقْرأ ؟"
قَدْ أجابَ بِتساؤل وَ أمالَ بِرأسِهِ ناظِرًا لِلآخَر مِن الأسْفَل ما سَبَّبَ هَذا بِتَبَعثُر خِصَل شَعره بِفوضوية عَلى مَلامِح وَجهه.
" أسْتَطِيع رؤيةُ هَذا، لِما تَقرأ هَذا ؟"
قَدْ لامَسَ أصْبعه غِلاف الكِتاب مُشيرًا لِلعنوان ما جَعل الآخَر يَنظرُ كَذَلِك وَ كأنَّهُ لا يَعرف ما كانَ يَقرأ بِالفعِل.
'مُرْتَفعات ويذرنِغ'
" وَ لِما لا ؟ "
يَسحبُ مِينهُو الكِتاب مِن بَينِ يَديه مُلقيًا بِنَظرة عَليه .
" لَقَد قَرأت الكَثيرَ بِالفعِل بِهَذا الوَقت القَصِير "
" هَذا لِأنَّكَ تَأخرت "
يُجيبُ هيوْنجِين عابِسًا ، فَنَظرَ لَهُ مِينهُو بِطَرَف عَينه، قَدْ أخَذَت أحدى يَديه تُرَبَت عَلى شَعر العابِس وَ يَدهُ الآخَرى ثَبَّتَت بِالكتاب أمام ناظَريه .
" تؤ يَالِ مِن شَخصٌ سَيء "
بَعثرَ شَعره قَليلًا دونَ أعتراضًا مِن الآخَر الَذي بِالرُغمَ مِن عبوسِه كانَت عَينيهِ لامِعةٌ رَقِيقة ، حِينها قَدْ تَركَ بِالكتاب عَلى الطاوِلة وَ رَكزَ معه بَدلَ هَذا .
تُلامِسُ أصابِع يَده الوَشم أعلى حاجِبه، وَ كانَت هُناك رَغبة مُلِحة بِتَقبيلهُ بِهَذا المَكان.
حِيْنَ رَأى تَركِيز مِينهُو لِهَذِه الدَرجة قَدْ ضَحك هيوْنجِين بِخفة .
" هَل تَعرف ليورَين يَمتلِكُ وَشمًا مُشابِه ؟ "
يَسحبُ مِينهُو يَدهُ عَن مَلْمَحهُ باسِمًا، كانَ هَذا الأسم كَثِير التِكرار فِي أحادِيثه وَلَكِنهُ لا يَتَذَكرُ رؤيَتِه .

أنت تقرأ
لَيِّن ~ هيوْنهُو
القصة القصيرة" إنْها انا وأنتَ فَقَط ، فِلما كُلَ هَذا التَعقيد؟" يَطرقُ الإنذارَ رأسه، وَلَكِن بَعدَ ماذا؟ بَعد تَجاوِز الحِدود ، لا رَجعةَ لِلوراء وَ لا الكِتمان.