8

268 25 28
                                    

كانَ جَو اليَوْم ماطِرًا، عاصِفًا بَعض الشَيء ، يَعتقد مِينهُو حِينها بِالغباء لِأنَّهُ لَم يَقرأ النَشرة الجوية لِليَوْم ، وَ هوَ الآن حَبِيس مَكتَبَته يَنتَظِر أن يُخفَ المَطرَ قَليلًا لِيَسْتَطيع الرَكض لِلمَحطة وَ يَعود لِمَنزِله، خاصة وَ إنها مُظلِمة جِدًا الآن .

كانَ يُرَتِب بَعض الكُتب عَلى الرَفوف ، لَم تَكُن بِحاجةٍ لِهَذا ، وَلَكِنهُ يَشغلُ ذاتِه بِشَيءٍ ذا فائِدة بِنَظرِه، مُتَناسيًا بِأنَ لا فائِدةَ مِن هَذا بِكُل الأحوال.

يَنتَظِر لِعدةِ دَقائِق أُخرى يَفقدُ بِها صَبره ، فَيُقَرر الذَهاب عَلى أيِ حال، يَضعُ بِحقِيبَتِه عَلى ظَهره وَ يَنطلق لِلخارِج ، يَظنُ بِأنَّهُ سَيُقابِلهُ البَلَل فَور خِروجه.

وَلَكِن بَدلَ هَذا كانَت هُناك مَظلةٌ تَحميه ، وَ هيوْنجِين أمامه بِأبتسامةٍ حِلوة.

" لَقَدْ كُنتُ بِأنتظارك "

يَقول هيوْنجِين بِنَبرة طَغى عَليها الحَماس وَ أبتسمَ بِوسعٍ مَوضِحًا سَعادَتِه، يَجعلُ مِن الآخَر يَستغربُ مُبتَسِمًا بِشَكلٍ ساخِر.

" كُنتَ بِأنتظار خِروجِي لِصُنع هَذا المَشهد الدرامِي ؟"

" نَعم ! هَل نَجَحت ؟ "

يَغمز هيوْنجِين ناحِيته بِطَريقة غَزلية وَ تُصبحُ أبْتسَامَتِهُ أنْعَم. يَبتسِم حِينها الآخَر وَ يَتَنهد.

" لَستَ سَيئًا "

قَدْ تَحدث بِهدوء ، بَيْنَما أعطى أهتمامِه بِأغلاق المَكتبة بِالمفتاح قَبلَ أن يَسْتَدير ناحية الآخَر مَرة أُخرى ، وَ الَذي كانَ يُراقِبه بِهدوء، إلى أن أصبحَ مِينهُو بِجوارِه فَبدأَ كِلاهُما بِالسَيرِ ناحِية الأمام .

" هَل تُرِيد المَجيء لِمَنزلِي؟ أنَّهُ أقْرَب ، أم تَود أن أوصِلك لِلمَحطة ؟ "

بَدَ مُحرجًا بِشَكلٍ واضِح مِن طَريقَتِه بِتَجنَب النَظِر ناحِيتِه، فَزمَّ مِينهُو شَفَتِيه ناظِرًا إليه .

" ماذا عَن النَظرِ إلِي أثناء الحَدِيث ؟ "

يُبادِله هيوْنجِين حِينها النَظر بِسُرعة ، يَظهر بَعض التَفاجئ بِالواقِع، لِكونِهِ يَهتم لِهَذا بَدل حَدِيثه.

" اه وَلَكِن لِماذا ؟ "

" أُفَضِّل التَواصِل البَصري أثناء الحَدِيث ، غَير هَذا سَأشعُر بِالتَوتِر "

فَسرَّ ذاتِه بِبَسمة هادِئة سَحرَت الآخَر تَمامًا، فَأوْمأَ بِخفةٍ ، تَتَحرك بِخصلات شَعره عَلى عَينيه فَينغاضُ مُبْعدًا أياها لِخَلف إذْنِه.

" لِنَذهَب لِمَنزِلك، وَ لِنَبْتاع بَعض المُثلجات، أحبُ أكلها بِهَذا الجَو "

يَتَحدث مِينهُو هَذِهِ المَرة دوْنَ أن يَنظُرَ ناحِيته كَونهُ كانَ يُرسِل لِأخيهِ رِسالةً تُخْبِره بِعَدَم قِدومِه.

لَيِّن ~ هيوْنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن