كانَ جَو اليَوْم ماطِرًا، عاصِفًا بَعض الشَيء ، يَعتقد مِينهُو حِينها بِالغباء لِأنَّهُ لَم يَقرأ النَشرة الجوية لِليَوْم ، وَ هوَ الآن حَبِيس مَكتَبَته يَنتَظِر أن يُخفَ المَطرَ قَليلًا لِيَسْتَطيع الرَكض لِلمَحطة وَ يَعود لِمَنزِله، خاصة وَ إنها مُظلِمة جِدًا الآن .
كانَ يُرَتِب بَعض الكُتب عَلى الرَفوف ، لَم تَكُن بِحاجةٍ لِهَذا ، وَلَكِنهُ يَشغلُ ذاتِه بِشَيءٍ ذا فائِدة بِنَظرِه، مُتَناسيًا بِأنَ لا فائِدةَ مِن هَذا بِكُل الأحوال.
يَنتَظِر لِعدةِ دَقائِق أُخرى يَفقدُ بِها صَبره ، فَيُقَرر الذَهاب عَلى أيِ حال، يَضعُ بِحقِيبَتِه عَلى ظَهره وَ يَنطلق لِلخارِج ، يَظنُ بِأنَّهُ سَيُقابِلهُ البَلَل فَور خِروجه.
وَلَكِن بَدلَ هَذا كانَت هُناك مَظلةٌ تَحميه ، وَ هيوْنجِين أمامه بِأبتسامةٍ حِلوة.
" لَقَدْ كُنتُ بِأنتظارك "
يَقول هيوْنجِين بِنَبرة طَغى عَليها الحَماس وَ أبتسمَ بِوسعٍ مَوضِحًا سَعادَتِه، يَجعلُ مِن الآخَر يَستغربُ مُبتَسِمًا بِشَكلٍ ساخِر.
" كُنتَ بِأنتظار خِروجِي لِصُنع هَذا المَشهد الدرامِي ؟"
" نَعم ! هَل نَجَحت ؟ "
يَغمز هيوْنجِين ناحِيته بِطَريقة غَزلية وَ تُصبحُ أبْتسَامَتِهُ أنْعَم. يَبتسِم حِينها الآخَر وَ يَتَنهد.
" لَستَ سَيئًا "
قَدْ تَحدث بِهدوء ، بَيْنَما أعطى أهتمامِه بِأغلاق المَكتبة بِالمفتاح قَبلَ أن يَسْتَدير ناحية الآخَر مَرة أُخرى ، وَ الَذي كانَ يُراقِبه بِهدوء، إلى أن أصبحَ مِينهُو بِجوارِه فَبدأَ كِلاهُما بِالسَيرِ ناحِية الأمام .
" هَل تُرِيد المَجيء لِمَنزلِي؟ أنَّهُ أقْرَب ، أم تَود أن أوصِلك لِلمَحطة ؟ "
بَدَ مُحرجًا بِشَكلٍ واضِح مِن طَريقَتِه بِتَجنَب النَظِر ناحِيتِه، فَزمَّ مِينهُو شَفَتِيه ناظِرًا إليه .
" ماذا عَن النَظرِ إلِي أثناء الحَدِيث ؟ "
يُبادِله هيوْنجِين حِينها النَظر بِسُرعة ، يَظهر بَعض التَفاجئ بِالواقِع، لِكونِهِ يَهتم لِهَذا بَدل حَدِيثه.
" اه وَلَكِن لِماذا ؟ "
" أُفَضِّل التَواصِل البَصري أثناء الحَدِيث ، غَير هَذا سَأشعُر بِالتَوتِر "
فَسرَّ ذاتِه بِبَسمة هادِئة سَحرَت الآخَر تَمامًا، فَأوْمأَ بِخفةٍ ، تَتَحرك بِخصلات شَعره عَلى عَينيه فَينغاضُ مُبْعدًا أياها لِخَلف إذْنِه.
" لِنَذهَب لِمَنزِلك، وَ لِنَبْتاع بَعض المُثلجات، أحبُ أكلها بِهَذا الجَو "
يَتَحدث مِينهُو هَذِهِ المَرة دوْنَ أن يَنظُرَ ناحِيته كَونهُ كانَ يُرسِل لِأخيهِ رِسالةً تُخْبِره بِعَدَم قِدومِه.

أنت تقرأ
لَيِّن ~ هيوْنهُو
Короткий рассказ" إنْها انا وأنتَ فَقَط ، فِلما كُلَ هَذا التَعقيد؟" يَطرقُ الإنذارَ رأسه، وَلَكِن بَعدَ ماذا؟ بَعد تَجاوِز الحِدود ، لا رَجعةَ لِلوراء وَ لا الكِتمان.