- ما الفائده من الهرب ؟ لا شيء !
ها قد هربتِ ثلاثة سنين متواصله حتى أُصبتِ بسوء المنقلب ورماك القدر اليوم إليه تتمسكين بطرف ثوبه !
تلك اليدين التي تحولت إلى قالب ثلج وكأن جريان الدم بِهما قد تجلط .. والجسد الصغير المنثني فوق أرضية المطبخ الملساء والبارده مشلولٍ على الحركه
والعينان ! آهٍ من العينان - مرآة الروح - أُصيبت بغشاوة ضباب كثيف حتى أصبحت الرؤيه غير واضحه
ليهطل الدمع على ناعم الخد يُبلل وجنتيها بأمطار غزيره يفزعها برق ورعد مُفاجئ أخترق حصانتها منذُ الوهله الأولى لهذا اللقاء العفوي بعد هلاك الفُراق وكأن الموعد رتب نفسه بنفسه ليفاجئهم بأجتماع خطير النوايا !
يالله هل سيل تلك العينان الصامته لا ينقطع ؟ ماذا بِها تبكي أمامه الأن بكُل هلاك وبهذا القدر المؤلم من الوحشّه والفزع .. تبكي دون حراك ! دون صوتٍ أيضًا ! تبكي فحسب .- أشاح جواد عيناه بعيدًا عنها مُستديرًا إلى الجهة الأُخرى وعدوى دموعها قد أصابتهُ دون حول ولا قوه
كُل ما به يصرخ مُعترضًا
لا ينبغي لنا أن نلتقي !
تعاهدا على الفُراق فما بِه اللقاء أصبح أناني ليقحمهم في هذا الموقف المُدمر
أن خاطره يفيض من الكلمات المؤجله ولكن الحاصل أنهُ مرتديًا للصمت كأرتداءه لملابسه الداخليه !
تنهد وكأن أحمال جوفه ستتكفل بهم هذه التنهيده الثقيله والتي أن قام بوزنها الأن ستفوق ثقل الحديد بأطنانٍ عديدهيالله اي عجز هذا ؟؟ لقد كانت قريبة للحد الذي لو كانت الأمور طبيعيه لكانت ماتزال حتى الأن له .. دون هذا المستحيل الذي يقف في طريقهمُا !
لقد كبلهُ المصير من جديد وقيده القهر وهو يتذكر بانهُ تمنى لمراتٍ عديده لو لم ينفصلا لو أنها حتى هذه اللحظه على ذمته .. لو أن أسمها بقيّ مقرونًا بأسمه .. لو أن أبنة عساف الكُبرى كانت ولا زالت زوجته ! لكان الأن هو أكثر من يملك حق القُرب مِنها !
لم يصل إلى هذه المرحله من الغضب القلبي .. لقد تحمل مصائب كثيره حتى تقوّت روحه .. ولكن غضب القلب هذا قاتم ومُخيف .
تبًا لهذه اللعنه التي ستحرقه حيًا .. تبًا لكُل تلك القيود التي تقف بينهُ وبينها .. والف آهٍ لتلك العائله الصغيره التي تبعثرت قبل أن تكتمل !
أحتقنت عيناه بالدمع حتى أحمّر تلك البياض الذي يحيط في عدساته ، وهو يضرب صدره بعنف شديد بقبضة كفه التي كورها حتى أستعاد رُشده بعد ثوانٍ مُتسائلًا هل يلقي عليها السلام ؟ هل يمتلك تلك الحق الصغير جدًا ؟
أزدرد رمقه يُبلل جفاف شفتيه ويحاول تركيب الأحرف لعّلهُ يستطيع نُطقها .. لتتلكأ وتقف على طرف لسانه فتعود تلك الغصه مرةٍ أُخرى تتكور في حلقه وتجعله عاجزًا عن الحديث
وهو يحاول يفكك سكوته
لقى له كلمة على شكل سكين !
حاول يمررها على أطراف صوته
تجرَّحت وأستنجد الصوت بالعين
مسح تلك الدمعه الحارقه التي أستقرت في رمشه ينفض رأسه بطريقه جسّوره قدر المستطاع ثم يلقي
عليها نظرةٍ أخيره وكأنهُ يقول : أنا ساكت .. بس صوتي عا ا ا لي أسمعيه !
أنت تقرأ
" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "
Mystery / Thrillerمن علم إيديك تصبح للمُهاجر بلد ؟ الشمس والليّل وأكواب المساء تحتريك وعلى مدار السنه ما ينتظرني أحد !