- البارت الـ٢٤ .. الجزء الثاني :

104 4 0
                                    


- أن هذا اللقاء الأول الذي يجمعه بِها رابط وثيق ، أن أبنة مجيّد أصبحت له دون اي عوائق أُخرى تُعيق هذه العلاقه ، لقد أصبح الأن الشخص الأحق بكُل ما يخصها بالنظر إلى عيناها برؤيتها وهي بكامل زينتها بلمس شعرها المجعد التي لطالما حلم أن يستنشق عبيره ، هي الأن له دون حواجز ولا خطوط حمراء ولا غض نظر ولا صدود حتى أن اراد أخذها لأبعد شبراً في هذه الأرض ليس من حق أحد ان يمنعه !
بلحظة واحده وبخطة قلم وبتوقيع حبر قاتم تغيرت كُل القواعد وأصبح كُل ما كان محظورًا مُتاح
من ذا الذي قد يتجرأ أن يفتح ثغره بكلمةٍ واحده بخصوص تواجدهم الأن في الغرفه ذاتها ؟
أن كُل تلك الكوابيس قد تلاشت وذهبت في مهب الريح
" كابوس أول لقاء وخوفه من ان تكون هذه الأُنثى الذي سرقت أنفاسه وهو يتأملها ويسمع نشيج بُكائها تجلس في قلب الصحراء هي زوجة أعز اصدقائه " !
" كابوس زواجها من جواد التي أقترحه سُهيل ليُميت هذا الرجل وهو حيًا " !
" كابوس عدم موافقتها عليه " !
كوابيس عديده قد سرقت النوم من عينه وهو يفكر بِها لليالٍ طوال ويتخيل العديد من السيناريوهات التي ستجمعهم
يتخيل ويبتسم ويرجف قلبّه رغم صلابة جسده

ولكنها الأن تقف أمامه بطولها الفارع وجسدها الغض النحيل ترتدي فستانًا من اللون البنفسجي والتي قد أستعارتهُ من أختها لضيق الوقت و لم يُتيح لها الذهاب إلى السوق ، حتى أنها قد أخذته إلى الخياط ليقوم ببعض التعديلات عليه والتي تُلائم ذوقها أكثر ، وتلك التعديلات كانت في منطقة الصدر التي أتصلت بالأكمام الشفافه يُزينها العديد من اللؤلؤ الأبيض موزعًا بشكل عشوائي وقد أستغنت عن الحزام الأساسي للفستان لتضع بدلًا منه تلك الكسرات المجعده قليلًا في قماشه وليبدو ناعمًا على جسدها من الخصر حتى النهايه بشكلًا إنسيابي رهيّب للغايه .
اما شعرها قد كان تُحفةٍ أُخرى ترفع نصفه وتترك النصف الأخر ومن الأمام تُزين أطراف وجهها العديد من الخصل الصغيره التي استمرت قبل دخوله بالنفخ عليهم ليتطايروا بفعل الهواء من شدة توترها وكدلاله واضحه على ربكة الموقف
يالله لقد كان فارس على موعد لقائِها - مُستميت - ما كانت أبد عاديه إنما مُذهله بطريقه لا تسعها الكلمات ولا تستطيع الـ٢٨ حرفًا شرحها
يتسائل بملئ جوفه من إين أتت بهذه المحاسن كُلها ؟
من إين جائت بهذا الجمال اليوسفي
بلغت من الأشياء غاية حُسنها
وكأنما قال الجمال لها : أصطفي
وكأنها قالت لكُل ملاحةٍ
" يا هذه وحدي عليَّ توقفي "

- صمت مُهيّب يملأ المكان هو ينظر إليها بملئ عيناه مُنبهرًا من الترف التي قد تشكل بوضوح عليها والرقه التي لا تقل عن رُقي أسمها
" هي وحدها .. وهو أمام جمالها وحده " !
- تنظر إلى الأرض بعينان خجوله وتكاد أن تذوب من فرط نظراته وتوتر الموقف ، حتى قرر فارس أن يبدأ بالكلام لعّلهُ يستطيع كسر صمت اللحظه لينطق بأول جمله خطرت على باله دون أن يتعب نفسه في التفكير : أنتِ يمديك تطيرين برموشك صح ؟
- رفعت ترف رأسها بإستحياء ودهشه قد أرتسمت على متحف ملامحها ، ماذا يقول ؟
هل لم يتبقى في الكوكب اي كلمة أُخرى ليقولها سوى هذا السؤال الغريب !
بل هل يرى أن هذه العباره القصيره مُلائمه ليقولها في لقاء أستثنائي كهذا ؟
حتى أستوعبت مقصده جيدًا فهو يبتدأ حياتهم الزوجيه بمدح كونها تمتلك أهدابًا طويله وكثيفه تجعل عيناها آسره بكُل ما تعنيها الكلمه
- يرى أنها غزاله تقف أمامه الأن ترتدي فستان -
لا تنكر أن جملته جعلتها تثق بشكلها وجمالها أكثر من ذي قبل
علمًا أنها تعلم جيدًا مكامن الحُسن الفريد التي وهبها الله بِه ولكن نظراته لها تعطيها قيمه عُظمى شعرت بِها تُدغدغ قلبها التي أنكمش منزويًا على نفسه من كثافة ماتشعر به
بل أيضًا تشعُر أن كلماته استطاعت شحن غرورها الأنثوي بطريقه تتمنى أن تشعر بِها كُل نساء الأرض
حتى أندفعت قائله رُغم حروفها المتلكأه إلاّ أنها نطقتها بقوه : قول ما شاء الله !
- أستوعب فارس سؤاله الغبي ليضحك أمامها بحرج يحك ذقنه كمن قال شيء كان لا ينبغي له أن يقوله ، بعد ثوانٍ كفكف ضحكاته راسمًا تلك البسمه الخلابّه على ملامحه مما بدأ أمامها وسيم للغايه : أسمعي يابنت الحلال أنا والله ما أدري وش يقولون العرسان بهذي المواقف حتى أحُس بأني متوتر أكثر منك ، أعذري غبائي لكن صدق ماشاء الله مافكرتي من قبل تطيرين بهالرموش الطويله ؟
- رفرفت ترف برموشها وهي تضحك بخفّه من هذا الرجل التي زاد توترها توتر أضافي ، يسألها اسأله تعجيزيه وكأن تاجّ هي من لقنته الدرس قبل أن يدخل إلى هُنا وأخبرتهُ كيف يتحدث .. فهي لا ترى أمامها الأن سوى رجل تمكث البراءه في عينيه من يراه الأن سيتوقع أنهُ قد فقد عقله بلا شك ! مجنون ولكن بطريقه تجعل قلبها يدق في الثانيه الف مره .. تجزم بجميع جوارحها بأن جنونه أحلى جنون في العالم وبشكلًا عفوي رفعت أناملها لتُعدل من تلك الخصله التي تُحيط اطراف وجهها من الجهتين قائله بتلقائيه عجيبه : خلّنا نجلس تعبت من الوقفه ، ودّ الحماره ماسمحت لي أجلس ساعتين وهي كل خمس دقائق تمسك بيدي وتقول دوري أشوف شكلك ، شكلها تحسب إني سندريلا .. هو صح أنا أحلى من سنديلا بس خلتني أدوخ والله العظيم ماعاد فيني حيل أوقف خمس دقائق أضافيه .. يمكن لو وقفت أكثر بيغمى عليَّ .

" أُمطري على الهجر ليّن ينبُت وصّال "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن