هدوء ما قبل العاصفة

51 6 3
                                    

*نظرت هاروكا الى مومو و هي تعلم ان كل ما ستقوله هو ما سيقرر البقاء أم الفناء*
"اسمع....أنا أعرف جيدا أنك مجرد كومة من الحقارة و الشر المطلق ، أهدافك لا معنى لها ، كل ما تهدف له هو حرفيا عالم عدمي ، انت ستفقد المعنى من حياتك و ستحاول ان تنهيها مرات عديدة و لن تفلح في ذلك لأنك ببساطة قد وقعت في ظلام وحش الخلود، ستدخل في دوامة لا تنتهي ، ستتآكل داخليا و ستجن و ستستمر في ذلك في الى ما لا نهاية في عالم مظلم واسع الى ما لا نهاية ، هذه ستكون حياتك مهما نكرت و مهما حاولت اخفاء ذلك العيش بدون هدف ، هو تماما العيش بدون هواء ، انت ستبقى حبيس اليأس و الفراغ لسنوات لا تعد و لا تحصى ، و مهما كان هدفك صالح ام لا و مهما كان جوهرك طيب أم شرير فالحياة بدون هدف لا معنى لها و الأمر ينطبق عليك ايضا انت لن تجد مخلوقات لتضايقها و كواكب لتدمرها و قوة لتكتسحها انت حرفيا ستعيش في اللاشيء و ستبقى رهين اللاشيء ، ستحاول الإنتحار في كل ثانية لكنك لن تستطيع انت حرفيا في دوامة لا تنتهي مع آلام الوحدة و ستستمر في الغرق في محيط شاسع بدون قاع..."
*استمر مومو في الإستماع و هو لا يعرف كيف يتفاعل مع الأمر بدا أنها منطقية للغاية و كلامها لا تشوبه عيوب لقد أخافه كلامها و زاد غضبه و استحقاره لها بدأ ينظر اليها بأعين مظلمة و قاتلة و توقف من اقترابه لها و بدا يتمتم و يتصبب عرقا و هالته الشريرة تشتد بدت افكاره تتصارع داخل رأسه و هو غير مدرك لنفسه و يضحك بهستيرية صامتة*
"لا....لا يمكن...انا الاه! لن استمع لكلامك السخيف انا الأقوى انا الأعلى لاااا!!"
*بدأ يتكلم بصوت عالي و ضحكته الهيستيرية تعلو و تتصاعد الى ان بدأ صوته يملأ الغابة كلها و هو ينظر للسماء و يضحك بشكل أكثر من هيستيري*
"انا الأقوى ! اجل انا كذلك ! هذا لن يؤثر علي ابدا....لكن ماذا لو عشت في ذلك الظلام؟ ماذا لو انتهت قوتي؟ لا لا لا لا قطعا لااااا!!! لا استطيع قبول هذا!!!"
*بدا صوته يعلو و في كل مرة يعلو يشتد الزلزال و الرياح التي اصبحت عاصفة و في خضم ذلك الصراع مع نفسه فجأة و بدون سابق انذار يلامس وجهه الجميل يدين صغيرتين دافئتين ناعمتين لقد كان ذلك كالخلاص لأفكاره الجنونية هدأ للحظة ، لقد كانت لمستها كالسحر المهدئ، أنزل عينيه نحو وجهها القريب من وجهه ، تنظر اليه بأعين تشفق عليه و على حالته اليائسة لتتكلم اخيرا*
"هذا يكفي..."
*صمتا الإثنان للحظة و هم ينظران لبعضهما ، هدأ كل شيء حولهما و انطفئت هالته الشريرة ، ثم تضيف قائلة*
"هناك قولة تقول أن لا احد منا يولد شريرا...بالرغم من ان هذا لا ينطبق عليك لكن يمكننا عكس ذلك يمكن للشرير بالفطرة ان يصلح نفسه، اعلم انك ستسخر من كلامي ، انا لا اطلب منك اصلاح نفسك"
*تزيل يديها من وجنتيه و تحوم حوله و هو يلاحقها بعيناه و تتابع قولها*
"انا اطلب منك ان تجد هدفا اكثر منطقية فهدفك الحالي لن يخدم مصلحتك و ايضا اكتساب القوة من خلال استنزاف طاقة كوكب ما، يعد غشا و مملا للغاية ، جرب ان تتعب و تتعرق و تصبح رائحتك كريهة من التدريب القاسي دماغك سيفرز الأدريلانين و ستصبح في غاية السعادة كما انك ستكتسب قوة جبارة مع الوقت و المداومة و الإستمرارية جرب ذلك و جرب بعد ذلك حماما دافئا و النوم ، افضل بكثيير من اختراق الأبعاد و تدمير ما حولك، فأنت بكل بساطة لم تشبع رغبتك بالحصول على القوة بالطريقة الصحية لهذا انت  دائما في مزاج سيء و تسعى لقوة اكبر لأنك لم تتحمل التعب و الجهد المطلوبين للحصول على القوة ، جرب ذلك لمدة اشهر و ستمتن لمجرد حصولك على بعض التقدم و تدرب مع اقرانك و كون روابط معهم انا متأكدة انك ستحب ذلك و سيساعد من التخلص من افكارك الجنونية"
*لم تتزحزح عينيه منها و هي تتكلم بكل هدوء و أرياحية في اقتراحها فيما سيفعله مستقبلا ، كره تلك الثقة الكبيرة التي كانت تعبر بها كلامها ، فهو لا يحب ان يلقى عليه الحلول او الأوامر من افراد عشيرته فما بالك من بشري يستحقره و يدوس عليه كالحشرة، حاول تهدئة نفسه و فقد رغبته في تدمير كوكب الأرض و اصبح الأمر مملا بالنسبة له...لكن بالرغم من هذا كلماتها التصقت في أعماق دماغه و لم يستطيع التخلص منها تجاهل ذلك و مر من جانبها بحركة رشيقة و اخذ منذيله النبيل من جيبه و مسح وجهه الثمين بعناية ثم قام برميه في الأرض و قال*
"لقد اتسخ وجهي من طرف حشرة لديها عقل ذكي"
*ابتسمت هاروكا بشكل منزعج من فعله لكنها حاولت ان تسايره*
"سأعتبرها مجاملة ايها الغريب"
موموشيكي : "و ايضا لست انت او احد غيرك سيملي علي ما سأفعله في حياتي كلماتك كانت مزعجة و قمت بإضاعة وقتك فقط، كل ما سمعته هو طنين حشرة مزعجة...."
*نظر اليها للحظة الآخيرة بأعين ضيقة و منزعجة قبل عودته لعالمه من اسفلها الى اعلاها يفحصها بشكل دقيق ثم قال اخيرا بنبرة ساخرة*
"يا للخسارة، انها مضيعة حقا و غير عادل ان يعطي الإلاه هذا الشكل الجميل لوضيعة مثلك"
*استدار ليفتح بعده ، و توقف للحظة و استدار نحوها ثم اضاف قائلا*
"سأعود يوما ما لإتمام مهمتي كما المطلوب ، الأمر فقط انني فقدت الرغبة اصبح الأمر مملا، لكن عندما سأعود ، سآتي حتما اليك لقتلك اولا و امتصاص كل طاقة حياتك و تعذيبك الى اخر لحظة ستموتين فيها...ليكن ذلك في بالك"
*قال ذلك بنبرة تهديدية منه كأنه غير راضي الى ما آل إليه الوضع بسببها و برودة عينيه تصل الى جسدها لتصيبها قشعريرة ، هاروكا حقا صامدة للغاية و كل ما تبقى من قوتها تقوم بتسخريه كي تبقى واقفة على قدميها و ان لا تظهر ضعفها امامه لا تحاول ابدا اثارة غضبه ، تقوم بالتحديق به فقط*
*قام بفتح باب بعده ثم غادر تماما بدون ان يبقى له اثر ، سقطت على ركبتيها و هي تتذكر كل محادثتهما بسرعة فائقة في رأسها مما سبب لها ذلك دوخة كبيرة و آلام حاد في رأسها كان شكله الجميل سم بالنسبة لها بدأ يسري في جسدها لا تستطيع الآن التخلص منه في قلبها اصبحت الآن أسيرة به بالرغم من خوفها منه و غضبها العارم لكنها لم تستطيع أن تفلت من سحره بالرغم من غرورها و كبريائها ثم تذكرت عندما أشاد بجمالها بطريقة غير مباشرة و قاسية بالرغم من هذا أحبت ذلك احمرت وجنتاها بلون و ردي خفيف و هي تتنفس بصعوبة و تحاول تمالك نفسها تسمع خطوات جري نحوها ترفع رأسها ثم تجد صديقتها المفضلة هانابي هيوغا و بجانبها بعض النينجا من الفئة القوية(جونين) تراهم بشكل ضبابي و غير واضح يصرخون بإسمها و مع ذلك لا تستطيع سماعهما ابدا ثم اغمضت عيناها و فقدت وعيها*
هانابي : "هاروكا!! هيا تمالكي نفسكي يا صديقتي! سنأخذك الآن للمستشفى!"
احد الجونين : "لا بد انها عانت كثيرا ، لا اصدق انه تم الهجوم علينا من قبلهم ! يجب علينا ابلاغ الهوكاجي و باقي القرى"
هانابي : "اجل اعلم، الآن لنأخذها للمستشفى هذا هو المطلوب هيا ساعدني!"
الجونين : "اجل لنذهب هيا لنحملها"
*في مكان ما ، في مكان بعيد جدا من كوكب الأرض بملايير السنين الضوئية حيث تعيش الكائنات السماوية و النبيلة ، و ايضا قساة و اشرار للغاية، يدخل احد الأمراء الذين جائوا من مهمتهم و لم يكن إلا ولي عهد عشيرة الأوتسوتسوكي موموشيكي ساما بينما يمشي بشكل انيق و رائع نحو القصر الإمبراطوري ، تظهر امرأة جميلة للغاية تخرج من باب القصر و تنظر لمومو بنظرة ودية و حنونة لكنها تحمل في طياتها ايضا بعض من نظرات الإزدراء و السخرية ثم انحنى الجميع عند رؤيتها كل من في ذلك العالم يتميزون بالشكل المميز ، شعر فظي و اعين بيضاء مائلة للبنفسجي و بشرة شاحبة للغاية ، لا شك في ذلك العشيرة التي حكمت أكوان عدة منذ نشأتها ، تقدم ولي العهد نحو تلك المرأة و الكل منحني لها و له و عند وصوله امامها إنحنى هو الآخر ثم قال بنبرة محترمة*
"تحياتي لجلالة الإمبراطورة الأرملة شمس عشيرتنا الوحيدة فلتباركك الآلهة بالسلطة و الأنعام"
*ابتسمت له بإبتسامة سوداوية و ردت عليه بنبرة لطيفة و هادئة*
"ليس عليك ان تكون رسميا للغاية يا ابني اللطيف"

اوزوماكي هاروكا في عالم الأوتسوتسوكي🏮حيث تعيش القصص. اكتشف الآن