. 4 .

267 166 118
                                    

° عَمل °
............................
ليخذَ بيترَ نفساََ عميقاََ و يتقدمُ بخطواتٍ ثابتةَ
ليتعرفُ على أولِ بَشريةٍ يراهاَ فيِ حياتهُ
وَبفعلتهُ هذهِ قامَ بكسرِ أحدَ قوانينِ وطنهُ
...
تَتسعُ عيني اَيمليِ و يليُها تَعابيرُ
الغضبِ على مَحياها لتبدأَ وَجنتاهاَ بالحَمرارِ
دالتاََ على نارُ الغضبِ الشديدةَ التيِ اندلعتَ
بداخَلِها
__منَ سمحَ لكَ بقرأَةِ مذكراتيِ؟
ينظرُ لهاَ ثمَ يردفَ بنبرةٍ هادئةَ
__اسفَ ..
تُحاولُ الأخرى انَ تُهدأ نَفسهاَ مبَعدتاََ
خَصلَ شَعرها عنَ وجهُها
لتَقولَ بحزمٍ بينمى تَقتربُ منهُ كتهديداََ لهُ
__اياكَ انَ تُمسكَ مذكراتيِ، اناَ اُحذركَ
ليرفعُ بيترَ يدهُ علامةََ على اسَتسلامهُ
__حَسناََ، اناَ اعدكِ
تبدأَ اَيمليِ بالابتعادِ عنهُ وهيِ تُحدقُ فيهِ
قاطعَ تُحدقُها صوتُ ايزابيلَ تُعلنُ انهُ وقتُ
تناولِ بعضِ المُعجناتِ
تَقدمَتَ اَيمليِ نحوَ تلكَ الطاولةَ الخشبيةَ
ذاتَ اللونِ البنيِ اللامعَ وَ حولُها بعضُ الكراسيِ
تَجلسُ اَيمليِ و يجلسُ ديفدُ امَامهاَ
و بيترَ بجانبيهاَ اما ايزابيلَ فقدَ جَلستَ فيِ مُقدمةَ الطاولةِ بعدَ انَ وضعتَ تلكَ الصحونَ وَ فنجانيِ قَهوهَ احَدُهما لهاَ و الاخرَ لايمليَ
باشرتَ بالاكلِ بينماَ بيترَ يمررُ نظرهُ بينَ الارجاءِ
و بينَ الحينِ و الاخرِ يتنهدُ بمللٍ
وَضعاََ يدهُ على وجنتهُ و يحدقُ بالتيِ
تَجلسُ بجانبهُ
بينماَ الأخرى تأكلُ بعضَ
البَسكويتِ تارةَ و تشربُ منَ القَهوةِ تارةََ
أخرى، و بينماَ هيَ تَفعلُ ذلكَ مُحاولةََ
تَجاهُلَ بيترَ وَ نظراتهُ تلكَ اردفتَ
بصوتٍ عَاليَ مُنزعجَ منَ بيترَ
__كفَ عنَ التَحديقَ
عَندهاَ اردفَ ديفدَ الذيِ كانَ يختلسُ
النظرَ منَ دونِ عَلمُها
__فَقطَ أريدُ انَ اُجربَ ذلكَ الشرابَ ذوَ الرائحةَ السيئةَ
قَالَ كلامهُ بينماَ يُشَيرُ نَحوَ كوبِ اَيمليِ
لترفعُ اَيمليِ كوبهاَ الأبيضَ ذوَ الخِطوطِ
الذَهبيةَ لترَدفُ
__ تُسمى قَهوهَ ايُها المُزعج
تُعطيهِ الكوبَ و ماَ انَ ارتشفَ القليلَ منهُ
حتَى تَعكرتَ ملامحَ وجههُ ليعاودُ القَولَ بنزعاجٍ
__طَعمُها سيء كَرائحتُها
وَ اخذَ يرتشفُ ثانيةََ
__كَيفَ تَشربينها؟
يُعاودُ التَجرعَ منَ الكوبِ
__انَها مُرةُ المذاق
يِعطيِ الكوبَ إلى اَيمليِ بعدَ انَ رأى تَجهمةَ
مَلامحُها فقدَ نالَ مبتغاهُ
و ماَ انَ نَظرتَ الأخرى فيِ الكوبِ
وجدتَ انهُ لمَ يبَقى بيهِ شيء
عاُدتَ النظرَ نحَوَ ديفدَ مرةَ اُخرى
لتجدهُ ينظرُ لهاَ و يبتسمُ بَسخريِة
سامحاََ لغامزتهُ بالظهورِ على خدهُ الأيسرِ
قاطَعهُما كلامُ ايزابيلَ اذَ اردفَ
__اتَتناَ مَجموعةٌ جَديدةٌ منَ الكتبِ، عَليكماَ انَ تُرتبهاَ حسبَ تَصنيفُها
وَقفتَ مُبَتسمةََ وَ اكملتَ بنبرةَ يَكسُوها الحنَانَ
__ايمليَ انَ احَتجتيَ اي شيء تَجدينيَ فيِ مَكتبيَ
تَنظرُ نَحوَ ديفدَ وَ تَقولُ بَحزمٍ
__اياكَ انَ تَجعلهاَ تَحَملُ اي شيء ثَقيل
__حَسناََ ايزابيلَ
__عليكَ احترامَ منَ همَ اكبرُ منكَ سناََ وَ لا تُناديهمَ باسمائهمَ ..!
__حَسناً .. امُي
بَعدَ انَ ذَهبتَ اَيزابيل وَقفتَ اَيمليِ مُمسكتاََ
حَقيبتُها السوداءَ القُماشيةَ مُخرجةََ منهاَ
ربَطةَ الشَعرَ، تَبدأُ بلفِ شَعرهاَ الاسودِ وَ رفعهُ للأعلى على شكلِ كعكةِ كيِ لا يُزعَجها
أثناءَ عَمَلَها الا انَهِ بعضِ الخصلِ تسللتَ على وَجهُها و وَجنتُها
فَقدَ قامتَ بَلفهُ بطريقةٍ مُبعثرةٍ لتَعودَ مرةَ أخرى مُحاولةََ تَرتيبهُ
امَا عنَ ديفدَ قامَ برفعِ اكمامِ قَميصهُ
الاسودِ سامَحاََ لعروقِ يدهُ بالبروزِ
يبدأُ بجمعِ الصحونِ منَ على الطاولةِ
مُتجهََ لغَسلهمِ
تَاركاََ قَطراتُ الماءِ تتَناثرُ على يديهِ
وَ عندماَ انتهى منَ غَسلهمِ وَ اعداَهُم إلى مَكانُهمَ بَقيتَ بعضُ قطراتِ الماءُ
على يديهِ ليمررُ يدهُ بينَ خُصلاتِ شَعرهُ وَ يتجهُ إلى اَيمليِ التيِ لا تَزالُ تُحاولُ ربطةَ شَعرُها بطريقةٍ صَحيحةَ كيِ لا يَتبعثرُ
وَ ما انَ اصبحَ خَلفُها حتى رافعَ يدهُ
بهدوءٍ وَ سحبَ ربطةَ الشَعرَ وَ ماَ انَ فَعلَ
ذلكَ حتى بَاشرةَ بالتَقدمِ
لتَقولَ ايمليَ بَغضبً
__ديفدَ .. ايُها المُزعجَ
يلتفتُ الاخرَ وَ ينظرُ لها بينماَ يضعُ ربطةَ
الشَعرِ على مَعصمِ يدهِ وَ يقولُ
__قالتَ ايزابيلَ انَ لا اجَعلكِ تَحملينَ اشيائاََ ثَقيلةَ
__وهلَ ربطةُ الشَعرِ ثَقيلةٌ بالنسبةِ لكَ؟
__لاَ ولكِنهاَ ثَقيلةٌ بالنسبةِ لعَصفورةٍ صَغيرةٍ .. مثلكِ
__اَعدهاَ اليِ
__اعديِ ليَ كوباََ منَ القَهوهِ وَ عندهاَ تَستطيعينَ اَستَعادتُها
__احَتفظَ بِها اذنَ
تُمسكُ حَقيبتُها تَبحثُ عنَ ربطةِ شعراََ اُخرى
وَ لحسنِ حَضِها انَها وجدتَ أخرى
لتَقومَ بلفِ شَعرُها رُغمَ بعثرتُه
الا انهُ بدى جَميلاََ عَليِها
فبعضُ الخصلِ قَصيرةٌ مُنسدلةََ
على وَجهُها وَ الخصلَ الَطويلةُ مَرفوعةٌ
وَ مُبعثرةٌ على شكلِ كعكةً
تَتجهُ للَمَمرَ الطَويِل ذو الرفوفِ
الكبيرةَ المليى بالكتبِ القَديمةَ
وَ بَعضُها جَديدَة وَ اغَلَبُها نادرَة
لَتجدُ فيَ النَهايةِ صَناديقٌ ذاتَ لونِ بُني
تَحملُ أحدَها وَ كانَ انهُ ثَقيلاََ جَداََ
تَلفتَ لتَجدُ بيترَ خَلفُها
لتَغمضُ عَيناهاَ بَسرعةََ بينماَ تُحاولُ
تَنظيمَ انَفاسُها التيِ اوشكتَ على الانعدامِ
لتردفُ بنبرةً غَاضبةٌ مَمزوجَةٌ ببعضِ الخوفَ
__اللعنةَ بيترَ لقدَ اخَفتنيَ .. كمَ مرةََ اَخبرتُك
انَ لا تَظهرَ هَكذاَ فجأةَ لازلتُ لمَ اعَتادُ على وجودكَ
تَتخطاهُ مُبتعدةٌ قَبلَ انَ يتحدثَ
وماهيَ الا ثوانيَ حتى توَقفتَ
لتُلاحظَ خفةَ الصندوقِ
تَلفتُ بسرعةٌ لتَرى انَ اوقعتَ بعضَ الكُتبِ
و ماَ أنَ فعلتَ ذلكَ حتى راتَ ما شدةَ
انَتَباهُها، رذاذُ ذوَ لونٍ ذَهبيِ وَ رائحةٌ فَواحةً
يتَسللُ منَ قَبضةِ بيترَ ذات العُروقِ الخَضراء
البارزةَ تتبعُ الرذاذ بَنظراتُها لَترى انهُ
يَقبعُ تحتَ الصَندوقِ
و ماَ انَ فارقتَ شَفاتَها للتتَحدثِ
قَاطَعُها بيترَ
__أريدُ مُساعدتكِ
لتنظرُ نحوَ عَيناهُ مُباشرةً وَ ابَتسامُتها تُزينُ
مَحيَاها
__شكراََ لكَ بيترَ
يَحاولُ النظرَ الشيء اخرَ غيَر عَيناهاَ بينماَ
يردفُ
__لاَبأس لا يوجدُ داعي لَشُكري
عَاودتَ ايمليَ التَقدمُ مَتجهُ إلى أحد الطَاولاتِ لتضَع الصَندوقَ عَليِها وَ باشرتَ بتَقسيمَ الكَتب حَسبِ تَصنيفُها وَ بينما هي تَفعلُ ذلكَ كانَ بيترُ يَحملُ اكثرَ منَ ثلاثَ صناديقِ بيداهُ وَ يَضَعُهم على الطَاولةِ بجانبِ ايمليَ المُنغمسةِ بتفحصيَ تلكَ الكتبِ وَ ترتيبُها
مَرتَ ساعةٌ
يَجلسُ بيترَ على الكُرسي وصدرهُ يعلُ و  يَهبطُ فَقد حَملَ اكثرَ منَ 20 صندوقَ
التَفتَ ايمليَ نحوهُ كيَ تَشكرهُ
الا انهُ صوتَ خَطواتَ على السُلمَ
وَ صوتهُ ذوَ النَبرةِ الحَادةَ قدَ قَاطَعُها
__ايتُها العَصفورةُ اَعتقدُ انَ هذهِ الكتبُ يَجبَ انَ توضعَ هُنا
التفتَ لتجدُ انهُ ديفد يَسيرُ بَتجاهُها
بعَد انَ انتهى منَ نُزولِ السُلمَ حاملاََ بينَ
يديهُ عدداََ منَ الكتبِ تكادُ تَكونُ بطولهُ وَ تحجبَ عنهُ الرؤيةَ
__هلَ انتهيتَ منَ تَرتيبِ كلَ الكتبِ المَوجودةَ فيَ الطابقِ الثَانيِ
اردفتَ ايمليَ بعدَ انَ راتهُ يتجهُ نحوهاَ
ليَهمهمَ الاخرَ كرداََ على سؤالها لتَسألَ مرةَ أخَرى
__حَسبَ تَصَنفيهاَ؟!
__اجَل اجَل كَما قالتَ اَيزابيلَ بالضبطَ
__كَل مرةَ تقولَ بَها ذلكَ اَجدُها مُبعثرةَ وَ ينتهيَ المَطافَ بترَتيبيَ لها
صمتَ الاخرَ، تتَقدمُ ايمليَ نحوهُ كيَ تُساعدهُ فيَ حَملِ الكتبِ و ما انَ اوشكَ علىَ اعَطائهُا
بعضَهُا كيَ تَحمُلها تذَكرَ يدُها لَيتخطَاها مُبتعداََ بينماَ يَقولُ بَسخريةََ
__ لا اَعتقدُ انَ عَصفورةََ مثلكِ تَستطيعُ حملَ كَل هذهِ الكتبِ وحَدُها
ليضعَ الكتبَ على الطاولةِ و يجذبُ نضرهُ تلكَ الصناديقُ التيِ يزيدُ عددهُم عَن 20 صَندوقَ ليردفُ بداخلهُ
__اللعنةَ هَل استَطاعتَ حَملَ كُل هذهَ الصَناديقِ و حدهَا ؟!
قاطعَ تَفكيرهُ تَقدمُ ايمليَ و حَملُها أحدَ الكُتبِ
بينماَ تَطلعُ على عُنوانهُ لتتجهُ لاحدِ الممراتِ
وَ تضعُ الكتابَ فيَ احدِ الرفوفِ
و تُعاودُ فَعل ذلكَ مع الكتابِ الاخرَ
بينماَ بيترَ و ديفدَ يُراقَبانِ تَحرُكاتُها بحذرٍ
وَ حرصٍ شديدَ ليُقاطعُهما صوتُها وهيِ تَقولُ
__أسوفَ تَبقى تُحدقُ فيني هكذاَ أيُّها المُزعجَ؟
ابتسمَ ديفدَ ليتقَدمَ و يبدأُ بالعملِ وَ بينماَ هُما يَعملانَ نظرَ بيترَ نحوَ الطاولةِ شاردَ الذهنِ يُفكرُ بداخلهُ
__هَي لطيفةَ لكنَ هلَ تَستحقُ التضحيةَ؟
كانَ ديفدَ و ايملي يَعملانِ بجَد بينماَ
يَستمتعُ ديفدَ بازعاجِ اَيمليِ غَيرَ
مُنتبهيِنَ لعَيني اَيزابيلَ التي كانتَ
تُحدقُ بهُما مُبتسمةٌ ثمَ تُعاودُ قراءةَ
الكتابِ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
تَقديراََ للمجهودَ المبذولَ
ارجوَ الضغطَ على النجمةَ
و كتابةَ تَعليقَ لطيفَ لجعلي استمرارَ بالكتابةَ
ارجو عدمَ اقتباس اي فكرةَ أو نصَ دونَ اعلاميَ بذلكَ
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

نَجمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن