Alphonse (Scarface)

p:8

لنعيش الحياه يجب ان يكون لدينا امل ولو
قليلاً يربطنا بها …يجب ان يكون لدينا شخص
يكترث لنا …ولكل تفاصيلنا الصغيره والكبيره
يجب ان تكون لنا عائله تضمنا …واصدقاء
يرافقوننا يجب ان نشعر ب يد تمسك يدنا
وذراعين تحيط بنا وترفعنا عندما نريد ان نقع
يجب ان يكون معنا شخص ليبث الامل بقلوبنا
حتئ نحيا…فقط حينها سنستطيع الاستمرار
بهذه الحياه ومواجهه مصائبها بصدر رحب
دون ان نتمنئ الموت من اول ضربه لها تخترق
صدرنا …كل هذا نحتاجه لنعيش لكن اريناس
كانت فتاه تفتقد جميع هذه الاشياء كانت فتاه
وحيده …اكملت حياتها لوحدها رغم انها
كانت تموت في اليوم الف مره الا انها حاربت
لاجل ان تكمل حياتها …صارعت نفسها
وذكرياتها التي تسحبها للماضي الذي دمر حياتها
بالكامل فقط لاجل ان تحيا …لاجل ان تتمسك
بأخر ذره امل بقلبها…لكي تبقئ قويه لكي
تستمر في هذه الحياه التي استنزفت اخر طاقه
لها…لتجعلها جثه عامده فقط لكن الفرق بينهن

كان قليل جداً هو ان الجثه ساكته لاتتحرك
وهي كانت تسير بلا روح…تفعل كل شيء
بملامح جامده …وبعينان يظهر عليهما الخوف
والارهاق…والرعب الذي تعيشه كل يوم لوحدها
دون ان تجد احد بجانبها تضع رأسها علئ كتفه
وتبكي عليه ثم تقص له كل مايخيفها ثم
يحضنها ليطمنها انها ليست لوحدها وانه معها
لكن هذا لم يحدث …لم تشعر به بحياتها لمره
واحده…حتئ عائلتها التي من المفترض يجب
ان تحميها …ان تكون سنداً لها تركتها لتتعذب
دون ان يرف لهم جفن …ووالدها الرجل الذي
ظنت انه سيحميها بروحه لم يكلف نفسه عناء
الالتفات لها…لقد سار علئ مبدأ ضحي بشخص
واحد …ولاتضحي بعشره…وهو فعل هكذا
ضحئ بها حتئ يحمي عائلته…كانت تموت
في اليوم الف مره ولن يأتي لها حتئ في حلمها

وهذا اكثر ماكان يصيبها بالجنون…ليس
الضرب والاهانه…والذل والاغتصاب..والعذاب
هو من جعلها تجن هكذا…لا بل كان السبب
الوحيد هو عائلتها التي تركتها…عائلتها التي
ذهبت لهم باكيه وهي تزحف علئ قدميها لأنها
لم تكن تستطيع السير…تركتها …ارادو تسلميها
له …حتئ لا يشكل خطر عليهم لذا جنت…اجل
حقاً جنت وهذا ماجعلها تتصرف دون وعي
قتلتهم جميعهم فقط لكي لاتعود لذلك العذاب
قتلت عائلتها حتئ اخيها الصغير الذي لم يكن له
ذنب بذلك قتلته …لاجل ان لاتعود لذلك الوغد
ان لاتشعر بالسوط يمزق جلدها…ان لاتسمع
صوته يهمس بأذنها بأسوء كلمات العالم…ان
لاتراه يحدق

بها بنظرات تكاد تلتهمها…ان لاتشعر به في
كل مكان بجسدها …استباحها بالكامل حفر
كل مافعله بها بجمجمتها اللعينه…وهذا اكثر
ماجعلها تعاني …ارادت ان تنساه …ان تنسئ ابتسامته تلك …ان تنسئ عيناه…ان تنسئ
صوته…والاهم ان تنسئ مافعله بها…كل
مافعله…لكن في الاخر تشهق مستيقظه من
سبات نومها بعد حلمها بكابوس اجل كانت
تحلم به يأتي لها في كل مره فاتحاً باب
غرفتها ثم ينادي عليها كي تنظر له كان يوعدها بالحلم انه سيأتي …سيجدها ثم سياخذها
مجدداً لتكون له …ليعودو كما كانو…لكنها
كانت ما ان تستيقظ تضع يدها علئ وجهها
مصبره نفسها مشجعه اياها بأن كل ماحدث
حلم فقط كابوس… كابوس …ليس حلم
وأنه لن يأتي في الواقع …لن تراه يوماً ولقد
مرت ست اعوام وهي تحلم بهذا الحلم ولم
يأتي لها انه فقط حلم لعين…يجعل كل ذره
بعقلها ترتجف رعباً …كل خلايا عقلها تصرخ
خوفاً وفي النهايه يبقئ حلم…لكن لم تعلم ان الاحلام تتحقق هكذا