part 5

57 35 1
                                    

قالت كلمة غريبة لم يفهمها لكن قد فهم انها من اللغة العربية
"كوك كوك استيقظ لقد وصلنا"
استيقظ مفزوعاً وقابله وجه الينا من الامام
"حقاً...هل نمت كثيراً؟"
قال بصوت مبحوح اثر النوم وهو يمسح وجهه بكفيه
"لا نمت تقريبا خمسة عشر دقيقة"
"حسناً شكراً لايقاظي"
"هيا اخرج من السيارة وصلنا للغابة"
خرج ووجد امامه غابة كثيفة الاشجار الشاهقة الارتفاع
فشعر بالحنين لوطنه
"آه اشعر بالحنين للوطن"
قال بينما يستنشق الهواء ويخرجه وكأنه يشتم عطر الربيع الزاهي
"هل تريد ان نتأخر اكثر سيد جونغكوك هيا تعال وامسك هذه الحقيبة"
قالت وهي تمد له حقيبة ظهر صغيرة زيتية اللون ليحملها
عندما حملها كانت ثقيلة لكنها لا تساوي ثقل كتلته
قامت بتوزيع الحقيبة الكبيرة الى حقيبتين ظهر صغيرتان
"والآن سنذهب يارا"
"سأستفقدكِ"
حضنتا بعضهما بشدة
بعد ان فصلا العناق نظرت يارا الى جونغكوك
"دعني اراك في المرة القادمة"
"بالتأكيد"
انحنى لها من بعيد لكنها لم تبادله المثل
ودعا يارا وداعاً حاراً ثم دخلا الغابة
مشا بصمت شديد
لم يمشو كثيرا حتى قابلهم نهر يفيض بغزارة
كانت مياهه تجري وكأنها خيول هاربة
لونها كلون الفضة اللامعة
كان جماله لا تصفه الكلمات
"كيف سنعبر"
قال جونغكوك بتسائل
"اتبعني"
تبعها اقتربت قليلاً من حافة النهر ثم رمت حقيبتها الى الجهة الأخرى من النهر
ففعل مثلها
مدت يدها له
نظر ليدها قليلاً ثم لوجهها
امسك يدها
صرخ فجأة حين قفزت بالماء
لم يلحق ان يأخذ نفس
اخذ يسبح ورائها بنفس مخنوق
تسبح للأسفل اكثر فأكثر
اغلق عينيه لانه ظن انه اقترب من الموت غرقاً
فُتح انفه وشعر بالبرد القارس
فأدرك انه في الخارج تلمس ما اسفله فوجد نفسه على اليابسة
فتح عينيه شيئاً فشيئاً فوجدها امامه تنظر اليه بأبتسامة
"اعبرنا ام لم نعبر؟"
قالت وهي تضحك بخفة لشكله الخائف
"عبرنا نعم عبرنا ولم نموت صحيح؟"
اردف وهو يرتجف
"كلا لم نموت"
ضحكت بخفة وهي تسند جزعها الى الخلف بينما هو اغلق عيناه مجدداً
اخذت انفاسها
"اهلاً بك في ارض آجوس"
اردفت بأبتسامة
لم تمر بضع ثوانِ حتى فتح عينيه فوجد يدها تقابله
"هيا استقم استبقى هنا طوال حياتك"
ابتسم بخفة ابتسامة ثقة ثم امسك يدها
استقام وامسك بتلك الحقيبة
"دعنا ننطلق"
سارا ثم هرولا ثم ركضا
كان ركضهم سريع كسرعة البرق
لكن يديهم بقيت متشابكة
مرا من امام القصر ظناً منهما انه لن ينتبه لهما احد
لكن فجأة سمعا صوت قوي من خلفهما
ثم صدح صوت مصاص دماء يركض خلفهما
"قفا انتما الاثنان"
نظرا له كان يركض خلفهم بسرعة كبيرة
شدت يدها عليه اكثر
كانت تبدو وكأنها طفلة في الثالثة من عمرها خائفة من عقاب والديها بعدما سكبت الشوكولاتة على فستانها
"اذن تعاندان!"
طار فجأة و اصبح امامهما
توقف جونغكوك والينا عن الركض
امسك بيدها وارجعها خلف ظهره
"من تكونا"
اردف مصاص الدماء ذاك
كانت بشرته شاحبة كبشرة جثة عمرها مئة عام
لكن عيناه تبرق باللون الاحمر يتخلله البعض من العشبي والسماوي
كانت عيناه حادة كحدة السيف ورموشها كثيفة ككثافة الغيوم في السماء
وفكه حاد مما يزيده جاذبية
جسده مفتول العضلات وجذعه طويل
كان يصل لطول جونغكوك تقريباً
"الالفا جونغكوك واللونا الينا"
قال جونغكوك بصوت بارد خالٍ من المشاعر
فرمقه الآخر بنظرة حادة
"كيف تتجرأ على المجيء لهنا"
"اذهب حيث اشاء"
بينما هما يكادان يقتلان بعضهما
كانت تقف تلك خلف جونغكوك مرتجفة
تجمدت اوصالها عند سماعها صوت مصاص الدماء وهو يكشر عن انيابه
شعور داخلها يقول لها انها ليست خائفة على نفسها بل على جونغكوك
وفي لمح البصر
وقعت على الارض
.~.~.~.~.~.
عينيها مغلقتان
تتسائل اين هي
تسللت لانفها رائحة العشب وزهور الاقحوان
ففتحت عينيها
وجدت نفسها تستلقي على ارض
ارض عشبية خضراء يتخللها نهر صافي يقسمها الى نصفين
تعجز عن رؤية النصف الثاني لكنها تسمع صوت من خلاله كان صوت اشخاص يتحاربون وصوت سيوف تتلاطم ببعضها
اشاحت نظرها من النهر واستقامت
نظرت الى قدميها فكانت حافية
وترتدي فستان ابيض طويل يصل الى قدمها ذا اكمام طويلة تصل الى رسغها مزركش من عند الخصر باللون الفضي
تحسست رأسها فوجدت شيئا يحيطه
فكان ذلك تاجاً من الورد الابيض
سارت قليلاً على العشب فوجدت ان ملمس الارض لا يزعجها
ابتسمت وضحكت قليلاً
ثم توجهت الى النهر
رفعت اكمام فستانها قليلاً ووضعت يدها بالماء تتحسس برودته التي لم تكون مزعجة
رأت انعكاسها على الماء كان شكلها مختلف قليلاً اختلاف اعجبها
اخرجت يدها من الماء واستقامت
ثم نظرت للسماء
كانت صافية لا يوجد بها غيوم والشمس ساطعة مما يعطي الجو دفئاً جميلاً
رفعت فستانها واخذت تركض
تركض وتضحك
فتجمع حولها العصافير
اقترب واحد منهم ووقف على اصبعها
كان لونه غريب
لونه احمر ناري ورأسه كان عليه ريش اصفر يبدو وكأنه تاج ملكي
جلست على الارض وذلك الطائر على يدها
اخذت تداعبه
فروه ناعم جداً
كان هو يستجوب معها ويحرك رأسه بأتجاه حركة اصبعها
ابتسمت للطافته
لكن فجأة توقف ذلك الطائر وصار ينظر بأتجاه واحد
حاولت اصدار اصوات لينظر لها
وداعبته بأصابعها لكنه لم يستجب
فنظرت حيث ينظر -لخلفها-
كان هناك شخص يقترب منهم
عجزت في البداية عن معرفة هويته
او رؤية ملامحه
لكن مع اقترابه اكثر اتضح لها انه اشيب
وكلما اقترب اكثر اتضح منه شيئاً
الى ان اصبح امامها
حين رأته لمعت عيناها التي اختلطت بهم زرقة السماء وخضرة الارض
طار الطائر من يدها وتوجه الى كتف ذلك الرجل
"ابي"
قالت وهي تنظر له
ابتسم ذلك الرجل ومد لها يده لتقف
فأمسكت بيده واستقامت
"ابي كيف جئت الى هنا"
قالت وهي تمسك بيده وعينيها تدمع
"انا اسكن هنا"
"اذن لم تتوفى انت حي"
"كلا انا متوفي جونغكوك لم يكذب عليكِ"
اجابها بصوته الاجش الهادئ
رفع يده ومسح دمعتها عن وجنتيها
"اذا كان كذلك فكيف انا هنا؟"
قالت بصوت خائف ومستغرب
"انتِ تستطيعي التكلم مع الموتى"
اردف بجدية
ثم امسك بيدي ابنته وقال بجدية اكبر
"لا وقت للشرح الآن الينا،ان حياتهم بيدك"
"من هم الذين حياتهم بيدي؟"
"ارض آجوس وارض دريكول ستندلع بينهم حرب لن يستطيع ايقافها إلا انتِ"
"كلا لا اريد انا لست بحجم هذه المسؤولية"
قالت بتردد وخوف وهي تنظر بمقلتي والدها التي تشبه الزيتون الفلسطيني
"كلا انتِ بحجم تلك المسؤولية انظري ابنتي الي لقد تعرضت للخيانة من اقرب الناس الي والتي هي زوجتي لكنني الآن سعيد اما انتِ لن تتعرضي للخيانة ان اصبحت اللونا وستكوني سعيدة"
قال وهو يضم وجهها بكفيه متعمقاً داخل عيني ابنته
التي يرى بها والدتها من خانته
"كيف لن اتعرض للخيانة وجونغكوك حتى لا يحبني؟"
قالت بغضب وهي تجد كلامه غير منطقي
فقال لها بحنية
"لا تعلمي مايخبأ لكِ القدر"
صمت قليلاً ثم اشار بأصبعه على قلبها
"لكنني اعلم ان من يسكن هذا القلب هو جونغكوك"
قال بأبتسامة خلابة اظهرت التجاعيد التي نالت من وجهه باكراً
"حقاً اممكن هذا؟"
ردت عليه بحيرة وهي تسند رأسها على كفه الموضوع على خدها
"ممكن،والآن يا ابنتي اذهبي في ذلك الطريق-الجانب الآخر من النهر- واوقفي تلك الحرب انتِ مفتاح النجاة بالنسبة لهم انتِ تستطيعي وانتِ قوية بما يكفي لتحاربي أولئك الأشرار"
ردد امامها ليحفذها على الذهاب لهم وكان قد اصدر ذلك العصفور صوتاً وكأنه يحثها على الذهاب
ثم فجأة ابتعد عنها وصار يمشي بخطوات هادئة الى الخلف
ثم ادار ظهره وراح يمشي دون ان يسمع صرخاتها الباكية
هي اخذت تصرخ بأسمه-كلمة ابي وليس اسمه الفعلي-وتترجاه يعود
جلست على الارض واخذت تبكي
بكت حتى جفت دموعها ونال التعب من عينيها وجسدها
"احقاً ما قاله؟"
تكلمت مع نفسها وهي تحاول استيعاب ذلك الكم الهائل من الصدمات
"ان كان صادق فحياة كل من يعيش بأرض آجوس وأرض دريكول ستكون على المحك"
استقامت ومسحت دموعها التي كانت ستتيبس على خديها
وتوجهت نحو ذلك النهر
رأت انعكاسها عليه فوجدت طيف ابيها بجانبها وقد همس لها "هيا امضي قدماً"
نظرت بجانبها بحماس فلم تجده
اعادت نظرها الى انعكاسها على الماء ثم يدت يداها وسحبت بعض الماء من النهر الى وجهها وغسلته
"اعدك ابي انني سأوقف تلك الحرب وانا لا اخلف الوعد"
تراجعت على الخلف واستعدت للقفز
ثم ركضت وقفزت للجهة الثانية من النهر
وصلت الى تلك الارض
كانت تسمع اصوات قوية
اصوات سيوف تتلاحم ورجال يصرخون
اطفال يبكون
كانت ارض عشبية متيبسة
والسماء قد تغيرت للون الاسود يتخلله الاحمر الدموي
كان المكان حولها منير باللون الاحمر وكأنه لون الدماء التي تسفك
اخذت تركض تتبع تلك الاصوات الى ان وصلت الى مكان كان خالٍ لكنه مألوف
ارتفعت الاصوات بشدة وكأنها بقلب تلك المعركة
فعلمت انها ساحة المعركة
ركضت اكثر في الارجاء
حتى وصلت الى بوابة كانت منيرة باللون الابيض
جدران تلك البوابة محفورة باللون الفضي والذهبي والاحمر متتاليين
وقفت امامها قليلاً ثم دخلت من خلالها
.~.~.~.~.~.
"ايها اللعين كيف تجرأ على هذا"
فتحت عينيها فوجدت نفسها بين كفي جونغكوك
"لم تموتي حمدلله"
قال جونغكوك وهو يزفر الهواء بقوة ويرفع رأسه ناحية الأعلى مغلق العينين
"ماذا حدث"
قالت الينا بصوت تعب
فأتتها الاجابة التي لم تكن تريد ان تسمعها

ستوووووب
يتبع
رأيكم بطريقتي الجديدة بالسرد؟
طيب ايه الي صار؟
هيصير أيه بالحرب الي هتجي؟

سرب الشفق Jk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن