أغلِق عَينيك ¦1

491 24 10
                                    

6/27
.
.
.

"أطلق العدو القنَابُل بأتجاه الشَرق اخفِضوا رؤسكم واهربوا!"

تَراعدت الابدان وارتَجف الجِنود واصوات الصُراخ دَوت مَيدان الحَرب

.

"بُني ارجوك لا تَذهب"

"أمي ، وطَني يُنادي.. أخي بمُفرده" 

.

عاد الجُندي المُرتعد من أفكارهِ وذِكرياته ، حَمل سِلاحهُ وهرِع لميدان الحَرب

شَاهد بعينيِه اجثامً تَنقسم واجثامً تنزُف وأصدقاء قدِيمون تتأرجحُ أرواحهُم بَين الموت والحَياة تحتضِن الاترِبه وبَقايا الخيام أبدانهُم الهَزيله

رَمى نفسهُ بجانِب جُثة أخيه المُتقطعه لأشلاء "لقد جئتُ من أجلِك، لا تُغادرني!"

جَرت يدًا بدنهُ من الخلف بينما ينظُر بفراغ نحو بِرك الدماء المُلطخه بالتُراب وشَضايا الثياب العَسكريه

صَاح بأذنُه بتُوسل ورُعب "توقف عن العودة الى هُنا كُلما ابعدتُك ، لقد مات!"

.
6/30

"غادر العَدو! انسَحب الجِنود! اعلَنوا السلام! تَصافحَت أكُف الطُغاة! ارفعوا رايات النصر والجَنائز وزفُوا توابيتَ الشَباب لأمُهاتهم ، مات الشَعب وعاش الوطَن!"

هَز صوت مُكبر الصوت آذان جِنود المُعسكر على الحدود ، بعضهُم بكى وبعضهُم ركَض للعوده لمنزِله بشوقٍ وحَنين

وبعضهُم لم يغلُق أعيُنه المفجوعة من رِهاب الحَرب

هو..

أقتَرب منه صديقُه بِرويه ، امسَك كتفهُ واردَف بعينين دامِعه "لقد انتهى الامر ، والِدتك تنتَظِر"

لا يَزال صوت قَنابِل الحَرب الاخيره يدُب مسامِعه وتُزعج خُيوط الشَمس عَينيه القاتِمه ، يَنغلِق على ذاتِه ويُغلق عينيه بسُرعه ما ان تُداعِب الشَمس ساعَة النهار

.

"امُه؟ اتقصِد المَرأه المُسنه في المَنزل السُفلي؟ الا ترى حُطام المَنزل؟"

تَوقف قَلبه للحظه ونَظر لصدِيقه المَرعوب ، يُغطي اذُنيه ويُغلق جفونهُ من حَساسية الشَمس والصوت مُنذ انتهاء الحَرب الاخيره

اردَف لي تشان يُحاول مواساة صَديقه بأي طريقه "انظُر لي! انت جُندي جَسُور.. لَن أسمَح لك ان تَنهار هُنا وبهذهِ الطَريقه"

.

دَلف الجُندي السابِق لي تشان يجُر خلفهُ زَميل الفاجِعه لأحدى مَصحات البَلده ، مُختصه لمُعالجة صَدمات الحَرب

اغلَق اذُنيه وصَرخ ليُثير جَلبةٍ وسَط مُحاولات الاطِباء لأمساكِه وربطِه على السَرير

"اهدأ... واغلِق عَينيك"

لكنهُ يُغمض عينيه بالفعل...

..........

يُتبع...


قمر الحرب الأخير ¦¦ جوشوا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن