لا تَذهبي ¦ 3

215 17 8
                                    

7/17
.
.
.

أغلَق سَتائِر النافِذه فجرًا قَبل أن يتَسلل ضوء النَهار أعتاب غُرفته

عاد للظَلام الذي لم يخرُج منه مُنذ البدايه

تتَردد أصوات القَنابُل بين مسامِعه ويعرُض له صَوت الهدُوء مشاهِد الحَرب الاخيره

فَتحت الباب ودَلفت تسير بصعُوبه عَبر الظلام

"لِما انتِ هنا"

"لقَد عرفتني.. هذا تقدمٌ ملحوظ"

فُتحت عُقدة حاجبيه وتَنفس الهواءَ بثُقل كـ مُجبر على العَيش

"قَمر الامسِ كان خاطفً للأنفاس، هل رأيته؟"

وَجه مُقلتيه الى زاويةِ النافِذه ، لكنهُ لا يرى

"كلا ، كان ساطعًا"

"الا تُحب ضوء القَمر حتى؟"

"يُشعرني بالضُعف"

"كيف ذلك؟"

"يُذكرني بمدى انطِفاء روحي"

هَمهَمت بتَفهم واتَجهت نحو الباب لتخرُج ، قَبل أن يجُرها صوتهُ المهزوز مِن الخلف

"لا تَذهبي"

"هَل تُريد رؤية القَمر معي غدًا؟"

.
.
"أمي، اين كُنتِ؟"

"راقبتُ القَمر.. كان في غاية الحُسن ، هل تُريد رؤية القَمر معي غدًا؟"

.
.

"كلا ، لن اخرُج"

هَمهَمت مَره اخرى وخَرجت قَبل أن يَلمح تَفاصيل وجهِها

لا شيء سوى شعرٌ اشقر وثيابٌ بيضاء وصوتِها الشَجي العَذب

.
.
انتَظر المَساء ليُغطي زُرقة سماءِ بلدَته

فَتح السِتاره قليلاً ليتأكد مِن عَدم وجود نورٍ مُختبئ في بلدتهِ الكئيبه

خَرج مِن غُرفته بقدمين مُرتجفه يستندُ على حائِط المشفى

تقودهُ تِلك الاقدام لحَديقةٍ هادِئه يملئُها الجنود المُنهزمين ، يحدقون في اللاشيء بِفراغ

رَفع عينهُ ببُطئ للأعلى وخَفت حدةُ عينيه ما ان قابَلت القَمراء نَظراتهُ المُنكسره

ثَبِت بمكانهِ لدقائِق بينَما تجُره حَلقة القَمر بِرحلةٍ حول المَاضي

بَين القُبور الذي يختبئ بِها الجنود ليلاً ليُداهموا خَلوة الاعداء

أكشَرت تَعابير وجهِه وسَقطت من بين رموشِه دَمعه ، تَصاعدَت انفاسُه واضطَرب عقِله للَحظه

قَبل أن تَتسلل يَديها العاريه مِن خلفِه لتُغطي عَينيه ومَنظر الموُت برأسهِ

لمسةٌ اعادتهُ للِواقِع للحظه..

"انتِ؟"

صُوتهُ المَهزوز والمُرتجف يديِه المُتشبثه بذِراعيها  ، يشُد على جِفنيه تحت أكُفها البارِدة على عينيه يُغلق أي مَجال للضوء

"أنا هُنا ، أتبعني"

يَسري الضُعف بأورِدته كالدِماء بينما يمشي يدًا بيد توجههُ لغُرفته المُظلمه مَره أخرى

يَتبعُها دون تَذمر ويُحكم اغلاق قبضَته على يَديها

وَضعته في السَرير

"كان عليك أخباري انك أردت رؤية القَمر ، سآتي مَعك"

وخَرجت...

.................

يُتبع...

قمر الحرب الأخير ¦¦ جوشوا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن