8/2
.
.
.خَرج مِن عالمه الدامِس بتردد الى عالمِها الابلَج المُضيء
يَستكشِف بعينيه الضَيقه ثَنايا النور النابِع مِن أمامِه
وَضعت الشَمعه بجانِب السرير وتَلامَست أصبِعها الواثِقه يدَيه المُرتجفه
جَرت يدهُ نَحو وجنَتِها ووضَعت ثُقلها بَين راحة كَفيه "أنظُر نحوي"
تأرجَحت مُقلتيه ما بَين الشمعة والارض ليرفَع نَظرهُ ببُطئ نحو ملامِح وجهِها
عانَقت ابصارهُ عَينيها الشَهلاء عِناق يستَكشف فيه مَزيج البُن والخُضر المُتداخِل في حُدقة عينيها حَسنة الخُلق
انزَلقت انظارهُ نحو شَفتيها المُتفرقه قلقًا وتجُر أنفاسًا بينهُما وتَدفع انفاسَها شعرُها الاشقَر عَن وجهِها بِرويه
"حَسناء ، اغلقي الضَوء"
نَفخت على الشَمعه لتطفئها مرةً اخرى
استَقامت لتخرُج مِن الغُرفه فـ جَر يدها لتسقُط على بَدنه بخِفه
"جوشوا؟"
"ابقي قليلاً ، حَسناء"
أسَر عَقلها المشوش صوتهِ العَذب بينما يَرمي بنبرةٍ خافِته كلمة حَسناء كما لو كان مُعتادًا على مُناداتِها بذلك..
"حسنًا دعني فقط.. اسند قامَتي على السَرير"
"بَل ارمي قامَتكِ على جَسدي ودَعيني احضى ببقايا الحَرب بهذه الطَريقه ، يا ابنةَ العدو"
ارتَبكت مَسامِعها مِن مُلاحظته ، بعدَ ان ادرك ان تَفاصيل وجهِها لا تَنتمي لدولَته..
"أنا.."
"انتِ.. انتِ من خَرجت بِه مُنتصرًا في عِز انهزام جُثماني وسَط مَيادين الحروب"
"جوشوا.. انا لم اكُن اقصد ذلك.."
"أعلم ان لا دَخل لكِ بذلك ، أهدَئي حَسناء"
اغلَقت عينيها بأنهزام وانفاسِها تَضطرب لقُربه وكلِماته ، سَمحت لجَسدها بالتموضِع على صَدره بِراحةٍ اكثر وفَردت ذراعيها حَول جُثمانه الساكِن
لَف يديه حول جِذعِها وجَرها لتكون أقرب مِن بدنهِ اليه كما لو أراد دمجَها بِداخله فتكون مِنه واليه
دَفن وجههُ المُتعب بشعرِها الطَويل الاشقَر الذي تَعيش خيوط الشَمس فيه واستَنشق رائِحته بهِيام
مَدت يدها لتُربت على شعرهِ الادجن الفَحيم الذي يُخبئ فِيه طَيات الليل والقَمر بتردُد
"لا تُفلتيني حَسناء.. انا اشعُر بالحياة مُنذ زَمن"
تشَبثت بقميصِه العَتيق بقوةٍ اقل بِقليل لتَدعهُ يغوص في عُنقها باحثًا عن ما يُريد
"سيلا"
"ماذا؟"
تَحركت لتُقابِل وجههُ اثناء حَديثها لكِنه سَحبها نَحو صدرِه بعِناق أعمَق
وَضع ذِقنه على رأسِها المدفُون في صدره المُتضارِب ونَبضات قلبهُ المُتسارِعه ترُج عِظامه أسفَل مسمعِها
"ادعى سيلا"
"كـ لَم شَمل الاحبابِ بَعد فُراق الحَرب"
"ماذا؟"
"هذا معنى اسمُك ، حَسناء"
.......
يُتبع...
أنت تقرأ
قمر الحرب الأخير ¦¦ جوشوا
Romanceبعد رُكام الحَرب تشتعل شرارات الاعجاب بين جُندي مُرهق.. ودكتورةِ في مصحى نفسيه. . روايه بفِصول قَصيره لا يتجاوز الفَصل الواحد حَد 300 كلمه #1 مينقهاو #1 جونقهان