8/2
.
.دَخلت ألهِبة النار خَيط مُنتصف الشَمعه كاشِفًا عَن نور صَغير في مُنتصف غُرفته القاتِمه..
اغمَض عينيه تِلقائيًا تَستجيب عَينيه الحساسةَ لرغبَتِها بفُقدان البَصر
وَضع الطَبيب الشَمعة بجانبهِ على السَرير "عليك رؤية الضوء"
غادَر في صمت تارِكًا بدن جوشوا الهَزيل يرتعِش بردًا وتحسُسًا من ضوء شمعةٍ صَغيره
بَينما يغرقُ بجفنيه يختُم عن بَصره كُل ما امامه ، دَلفت مُنعزلهُ البارد والمُعتم بهدوء
تَسير براحةٍ اكثَر من أي وقتٍ مضى بعد ان اعتادَت التَجول في ظلامِه الحاد ، تَقِف بجانِب الشَمعه وتنظُر اليه بقلقٍ طَفيف
عانَقت أصابِعها خَيط النار لتقتُل نور شمعته الاولى مُنذ زَمن
"افتَح عينيك"
"الضَوء..."
"لقد أطفئتُها ، افتحهما من أجلي"
فَرق عِناق رمشيه المُثقلة بالتَعب ببُطئ لينفُر الهَواء خارِج جَسده براحه
أزاحت أغطيتهُ للوراء وجَلست امامهُ في عَتمةٍ مُريبه
"هَل انت بخير؟"
"شكرًا.. لأطفاء الشَمعه"
"أتعلم جوشوا.. بقدرِ ما انت خائف من الضوء ، انا خائفه من الظلام"
"أذن لما انتِ هُنا؟"
"لأني..."
"لانكِ؟"
"لاني اريدك ان ترى ما أراه بالضوء ، مثلما أريتني الكَثير في العَتمه"
"ماذا يوجَد في الضوء سوى الجُثث والدِماء؟"
"أنا"
ثقُلت انفاسهُ وشَعر بنبرة صوتِها تأسُر ذِكرياتهُ السيئه عن الضَوء وتستَبدِلها بـ هي
"هل أستَطيع رؤية وجهِك؟"
"هل أنت واثِق جوشوا؟ عَليك الصمُود أمام الضَوء.. لن يكون سهلاً عَليك"
"اريد ذلك.. كي أذكُرك كُلما لمحتُ خَيط النَهار ، وأنتَشلني ضوء القَمر"
حَركت يَدها لتأخُذ عود الكَبريت الفاصِل بينَها وبين خوفِه ورَغبتِه
أنارَت العَتمه بضوء الشَمعه الباهِت فأغلَق عينيه دون أدراك
"افتَح عينيك جوشوا.."
صَوتها كَتهودةٍ تُهدئ مصارِعه ولَمسة يَديها حول كفه تُطمئن روحهُ المُنهكه
تَنفس الصَعداء وفَرق بين جِفنيه ببُطئ وأرتِباك..
.......
يُتبع...
أنت تقرأ
قمر الحرب الأخير ¦¦ جوشوا
Romansaبعد رُكام الحَرب تشتعل شرارات الاعجاب بين جُندي مُرهق.. ودكتورةِ في مصحى نفسيه. . روايه بفِصول قَصيره لا يتجاوز الفَصل الواحد حَد 300 كلمه #1 مينقهاو #1 جونقهان