أوراق وقَلم ¦ 6

182 17 22
                                    

8/20
.
.
.
"هل احضُر لك شيء؟ اي شيء يُلهيك عَن نَبذ ضوء الشَمس؟"

"أوراق وقَلم"

اومئَت رأسها وخَرجت مِن غُرفته بهدوء بَعد أن فَتحت السَتائر وتَسللت اشُعة الشمس الساطِعه لجُثمانه تمُده بالحياة مُنذ تِلك الليله

رَفع يَده امام وجهِه لينصُبها حاجزًا بين أعيُنه والنافِذه

عادَت تُمسك بيدَيها بَعض الاوراق والاقلام ، وضَعتهم بحُجره ثُم شَدت يَده ببُطئ من على وجهِه لتَسمح بالنور ليصِل لتفاصيل وجهِه الذابِله

"لما اردت الاوراق والقَلم؟"

"لاكتُب عَنك ، لم تَعد تكفيني جُدران قَلبي المَليئة بالخَربشه"

ابتَلعت ريق حَلقِها بخجلٍ وتوتر واومئت لهُ ، تَشابكَت اصابِعه بالقَلم واخَذ يكتُب دون توقِف حتى اذ ملئ الاوراق البَيضاء بسوداوية كِتمانه

حَل عَصر اليَوم وبدَأت الشمس بالغَرق في الجانِب الاخر من الارض

دَلفت بثيابِها العاديه دون رِداء الاطباء الابيض وجَلست بجانِبه

"هل كُنتِ دومًا بهذا الحُسن؟"

"انتَ تُخبرني بأني حَسناء كل يومٍ تقريبًا لذا اظن اني كنت كذلك"

"رؤيتِك دون الرِداء تَجعل قَلبي يخفُق"

"لِما؟"

"لأنكِ تَقفين امامي وكأنكِ تُخبريني ان اهتِمامك بي ليس لنِداء الواجب وحَسب"

"رُبما هذا ما اشعُر به حقًا"

صَب تَركيزهُ على الاوراق مرةً أخرى بينما تُجالسهُ كـ طفل مُتشبث بألعابِه

رَمى الاوراق جانبًا بَعد ان امتَلئت بكُل انواع الكَلام مِن معاجِم العربيه حتى الايطاليةِ العَريقه

"ماذا كَتبت؟"

"لُقياك بَين مَدامعي ، كـ ضمادةٍ لمواجعي..
حَرب أبت ان تنتَهي.. أنهَيتَها بِأصابعي"

"كَيف انهَيتها بأصابِعك؟"

"حرف الأليف يُغازلُ.. الحاء البَهية مُثقلاً
بالباء تكمُن عثرتُه.. والكاف يُكسَر خجلاً"

"جوشوا.."

"صَوت الكَلام مُعذبِ.. بين ثَنايا نُدبي
لحنٌ يدُب مَسامِعي... تُحيى بِذكرى مَصرعي"

"جوشوا انتَ.. "

"أما انا؟ فأحبكِ رُغم فؤادي المُتعبِ"

...........

يُتبع....

قمر الحرب الأخير ¦¦ جوشوا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن