٭6٭

47 2 1
                                    


Part. 6

'أتلك البشرية حقًا..؟ مِفتاحُ اللعنة؟ لن أُصدّق هذا الهراء'  بَصَق صَاحبُ الحشرةِ المتجسسة كلامه مستنكرًا -الهراء- الذي سمعه ورآه. ثم بانَ صفَّ أسنانه راسمًا ابتسامةً سامة.

عادَ (يونجون) للغُرفة ، ماحيًا لآثار الصدمةِ التي كَانت عليه. مُشتت العَقل ومتَخربُط الأفكار لكنّه ثابُت الوجود والهيئة. لاحظَ تلكَ العيون الفُضولية التي تُلاحقهُ بريبةٍ وفضول بِسببِ عودَته ،
ليقول مفسّرًا " قالَ (هيوكا) إنّه نَسي هاتِفه هُنا .. أرأيتموه؟ " وحرّك أعينه مصطنعًا البَحث.
ردت عَليه (يوري) ولازالت تِلك العيون التي يتمنى لو أنّه يستطيع اقتلاعهما الآن لخداعهما لَه تُلاحقه "كلا يا (يونجون)... لم أرى شيئًا فقد كُنتُ جالسةً خَلفه ثم بجانِبه"

أومأ لها (يون) وأراد المغادرة لكنّ قَدميه تمنعاه وعَقله يريد طرح العشَرات من الأسئَلة بل المئات مِنها حتى. و (روز) تماثله الحال في هذا .

" أقال الطبيبُ مَتى ستخرج (روز) من هُنا؟ " سأل (يونجون) بَعد مرور لحظاتٍ كانت كالدهرِ عليه. فتردَّ عَليه (روز)
- "أجل، أستطيعُ الخروجَ اليوم، ألن تقولَ أنتَ شيئًا أو توضح بعضَ الأمور ؟"
- " أوضحَّ ماذا؟ لا شيء يَحتاجُ لتوضيح"
قال ممتعضًا وموجهًا باقي حروفه لـ (يوري) الحائرة بأمرهما
"استكملي الأوراقَ يا (يوري) ، الرفاقُ ذهبوا وأنا مضطرٌ للرحيل الآن كما... "
لَم يستطع الإكمال بسبب (روز) التي صَاحت تفرغُ الغضَب الذي خالجها بعد تَجاهُلهِ لها متعمدًا

- "لكنّكَ قلتَ سَنتكلمُ لاحقًا..!! "
- " لا أملكُ الوقت لأدخلَ بأحاديث جانبية (روز) فإن كانَ وقتكُ فارغ لا دخلَ لي بِه "
- " من تَظنُّ نفسَك أُستاذ مشغول؟ أريد معرفة ماحصلَ منذُ قليل، أشعُر بالكثير يَجري حَولي وعلى غفلةٍ مني"

تجاهلَ كلامها وفَتح البابَ لكنّها أوقفته بجملتها التي سبقت خروجه، فَغادرت (يوري) الغرفة لاتريد التدخل أو سَماع شيءٍ لا طائلَ منه بظنّها

- " أُستاذ مشغول مَخبول قارئُ الأفكار اللعين ، توقف حالاً ودَعنا نتكلمْ، أريد فَهم ما يجري هُنا "

التَفت لَها بعينٍ متوهجة، تَشع لونًا لاڤندريًا يأسر الأنظَار، لكن ولرهبتها مِنه لم تُعبّر عن هذا بل خَافت وجمدت مكانها مراقبةً إيّاه يقترب منها بأنفاسٍ غاضبةٍ مضطربة .
ضغطَ على جانبي مكان جلوسها مقتربًا منها هامسًا بغضب جليّ واضح.
" مفاجئةٌ جديدة (روز) ، لَيس كُل ماتريدين مَعرفته والدخول فيه متاحٌ لكِ يا صغيرة، لستُ كما تعتقدينني، أنا الخطرُ بعينه هُنا، أنا هو الذي يجري هُنا ، لا تتَصرفين وكأنَّنا أصدقاءٌ مقربين يَسعُنا تبادل الأسرار والخبايا فلا شأنَ لبشريةٍ غبية مثلكِ بأمور لا تَفقهُ بِها شيئًا، وإيّاكِ ثم إيّاكِ البوحُ لأحد بما قُلته لكِ ورأيتهِ مني إنّ كُنتِ تريدينَ سَلامةَ الجميع ، تريدينَ الكلام و ها قد تكلمت ، وأخيرًا ...فقط لتختفي من حَياتنا (جان روز) ،انتهى كلامنا الآن، وداعًا"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 25 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

 ★ مَنْ أَنْتَ ..؟ ★حيث تعيش القصص. اكتشف الآن