2-17

1 0 0
                                    


اصطلح أهل مكة من الأشراف الكافرين على أن يحاصروا المسلمين في شعب أبي طالب ثلاث سنوات كاملة، فهل كان هذا الحصار حقاً؟ 

 اصطلح أهل مكة من الأشراف الكافرين على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حادثة الهجرة لولا نصر الله له، فهل كان هذا القتل حقاً؟ 

 اصطلح أهل مكة من الأشراف الكافرين على أن يحاصروا المدينة اقتصادياً، وعلى أن يقاتلوا المسلمين في بدر وأحد والأحزاب، فهل كان هذا الحصار للمدينة والحروب المتوالية حقاً شرعياً، أم افتراءً على الله وعلى المؤمنين؟! 

 إذاً: المسلمون جابهوا الشرعية الدولية في مكة؛ لأنها كانت ظالمة، وجابهوا الشرعية الدولية في جزيرة العرب؛ لأنها كانت ظالمة، وجابهوا الشرعية الدولية في قوى العالم المختلفة والمتمثلة آنذاك في فارس والروم؛ لأنها أيضاً كانت ظالمة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حق خالص، ودينه خالص، ورأيه حق خالص، وخلقه حق خالص، وكتابه القرآن الكريم حق خالص، ومع اعتراف أهل مكة في داخلهم بهذا الحق إلا أنهم حاربوه، ثم دارت الأيام وآمن أهل مكة، وذلك لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة مؤيداً بقوة، نعم. مؤيداً بعشرة آلاف من المؤمنين المجاهدين، مؤيداً بسيوف ورماح ودروع، هنا آمنوا، وكثير منهم لم يؤمن إلا خوفاً من هؤلاء الرجال، وخوفاً من هذه السيوف، ثم دارت الأيام من جديد وحسن إسلامهم، ونصروا الدين بحق، وثبتوا على أمر هذا الدين، وهكذا فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. 

 إذاً: لا بد للحق من قوة تحميه حتى لو كان هذا الحق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة من سنن الله في خلقه وفي أرضه؛ ولذلك لا يجب أبداً أن يعتقد المسلمون أن الشرعية الدولية الحالية سوف تسمح للمسلمين بحقوقهم أو حتى ببعض حقوقهم ما داموا لا يملكون قوة، المهم في هذه النقطة أن يعلم المسلمون أن فلسطين بكاملها أرض إسلامية، تعين على المسلمين تحريرها بكاملها وإلا أثموا، وبأي حال من الأحوال لن تعيد الشرعية الدولية الحق للمسلمين إلا بسواعد المسلمين. 

 إذاً: لا يفيد استجداء السلام من أمريكا، ولا من الأمم المتحدة، ولا من الاتحاد الأوروبي، ولا من الصين، وسبحان الله! يمدون أيديهم إلى كل المتواطئين عليهم ولا يرفعونها إلى خالقهم ورازقهم، والله إن هذا لشيء عجاب؟! 

 والله يا إخوة هذا الكلام ليس اجتهاداً مني، الأزهر الشريف كان قد أفتى من قبل بعدم جواز الصلح مع اليهود ما داموا يحتلون أرضاً إسلامية، وأنه يحرم التفريط في شبر واحد من فلسطين، أصدرت هذه الفتوى في 1 يناير عام 1956م، وسبحان الله! لو ذهبت الآن إلى الأزهر أنا على يقين أنك لن تجد رجلاً واحداً يفتي لك بأن يافا بلد غير إسلامي أو أن حيفا بلد غير إسلامي، أو أن عكا بلد غير إسلامي، كل هذه البلاد الآن تقع تحت ما يسمونه إسرائيل، فالحي الشمالي من يافا اسمه تل أبيب، فتل أبيب ما هي إلا الحي الشمالي من مدينة يافا الإسلامية، ولا ينكر منكر أبداً من كل بلاد المسلمين أن هذه الأرض أرض إسلامية عاش فيها الإسلام قروناً متتابعة، لا أقول: أياماً ولا شهوراً ولا سنوات، بل قروناً متتابعة، وسبحان الله! لا أدري أين ذهبت هذه الفتاوى؟!

سلسلة فلسطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن