2-18/19

2 0 0
                                    


تصحيح المفهوم حول السبب الدافع لتحرير فلسطين 

 نراجع الاختيارات التي كنا قد طرحناها تحت سؤال: لماذا نحرر فلسطين؟ 

الاختيار الأول: هل لأنها عربية؟ 

الاختيار الثاني: هل لأن بها القدس؟ 

الاختيار الثالث: هل لأن بها المسجد الأقصى؟ 

الاختيار الرابع: هل لحل مشكلة اللاجئين؟ 

الاختيار الخامس: هل لوقف نزيف الدماء؟ 

الاختيار السادس: هل لأنها فتحت بالإسلام فأصبحت أرضاً إسلامية؟! 

 واخترنا الإجابة الأخيرة، واستنتجنا من ذلك بأن بلاد فلسطين بكاملها إسلامية، ولذلك نحررها، ولكن ما عيوب الإجابات الأخرى أم أنها صحيحة؟ تعالوا بنا نفصلها واحدة واحدة ونرى هل الإجابة سليمة أم غير سليمة؟ 

تحرير فلسطين لكون القدس فيهانأخذ مثلاً إجابة أن بها القدس، هل نحرر فلسطين لأن بها القدس؟ 

القدس طبعاً مدينة شريفة ومباركة، وذات قيمة هامة جداً عند المسلمين، تأخذ موقعها المتميز مباشرة بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة، وفوق القيمة الدينية العالية فهي ثغر قديم من ثغور الإسلام، وأرض جهاد دائم، وأهلها في رباط إلى يوم القيامة،

لكن الحقيقة أن شيئاً خطيراً سيحدث إذا قلنا: إننا نحرر فلسطين من أجل القدس، فإنه سيأتي العدو عند لحظة من لحظات المساومة ويقول لك: خذ القدس واترك كذا وكذا من أرض فلسطين؛ ولذلك فالعدو نفسه سيعلي جداً من قيمة القدس في إعلامه وسفاراته ومفاوضاته حتى إذا سمح لك بأخذها فتح لك الطريق لتسلم غيرها بسهولة،

والأمم المتحدة من شدة خبثها أنها لما قامت بمؤامرة تقسيم فلسطين عام 1947م فصلت القدس لوحدها وجعلتها تحت رعاية دولية، وبذلك رفعت من قيمتها جداً عند المساومة، فيأتي الفلسطيني المفاوض ويقول: لا بد أن آخذ القدس، سأقيم دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فيوافقونه بعد جدال، ثم يكتشف وكأنه قد فقد بصره ساعة المفاوضات أنه لم يأخذ إلا 22% فقط من الأرض فيها القدس، وسلم 78% من الأرض خالصة لليهود، ثم يكتشف أيضاً كارثة أخرى بعد أيام أو شهور أن 60% من الضفة الغربية فيها مستوطنات يهودية، وفي النهاية يجد نفسه لا يملك إلا 10% أو أقل مهلهلة تماماً، لكن الحمد لله معه القدس!!

ونحن متفقون أن أرض فلسطين بأكملها إسلامية محتلة واجبة التحرير، وهذا الذي كان المفاوضون ينادون به من قبل، نأخذ أرض فلسطين بأكملها، لكن سبحان الله! إنها المؤامرة، فهناك أناس يدبرون، وأناس لا يمانعون في الوقوع في المؤامرة، ثم هناك مرحلة أخطر في المساومات، فإنه عندما يشاهد ضعفاً أكبر في صف المفاوضين يبدأ بالمفاوضة في تقسيم القدس فتصبح هناك قدس شرقية وقدس غربية.

سلسلة فلسطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن