4-32

0 0 0
                                    


مفهوم إسرائيل الكبرى: 

 بسم الله الرحمن الرحيمإن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أبقيتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، اللهم لا تجعل مصيبتا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، اللهم لا تجعل إلى النار مآلنا، واجعل الجنة هي دارنا ومستقرنا. آمين آمين.وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. 

 أما بعد:

فمع المحاضرة الرابعة من المحاضرات الخاصة بقضية فلسطين، وكنا قد تحدثنا في الحلقات الثلاث السابقة عن المؤامرة الضخمة التي تحاك ضد أمة الإسلام، وبالتبعية لفلسطين، وتحدثنا عن دور عموم الشعوب في هذه القضية، وذكرنا أن الدور الأول والأساسي هو تصحيح المفاهيم الخاصة بقضية فلسطين، وتحريك القضية بهذه المفاهيم وبسرعة. 

 ثم أتبعنا ذلك بالحديث عن المفهوم الأول الهام: وهو لماذا نحرر فلسطين؟ وخلصنا إلى أن تحرير فلسطين يرجع إلى أنها أرض إسلامية فتحت بالإسلام وحكمت بالإسلام، ولا نحررها لاعتبارات أخرى كثيرة ذكرناها في موضعها. 

واليوم نتحدث عن مفهوم آخر أيضاً شديد الأهمية، وهو مفهوم إسرائيل الكبرى، يعني: ماذا تعني إسرائيل الكبرى؟ 

 هناك مقولة تظهرها كثير من وسائل الإعلام، بل وتظهرها وسائل إعلام إسرائيل ذاتها، هذه المقولة هي: أن هناك ما يسمى بإسرائيل الكبرى، إسرائيل الصغرى هي فلسطين، أما إسرائيل الكبرى في زعمهم فهي فلسطين بكاملها بما فيها الضفة الغربية وغزة والأردن بكاملها ولبنان بكاملها، وسوريا بكاملها، وجزء كبير جداً من العراق يصل في بعض الخرائط الإسرائيلية إلى الفرات، وفي بعضها إلى دجلة، كذلك مصر حتى الفرع الغربي من النيل -يعني: أرض دلتا النيل كلها داخلة في أرض إسرائيل الكبرى، كذلك شمال السعودية حتى المدينة المنورة، بل في بعض الكتابات اليهودية يوضح اليهود أنهم يطمعون في أن تمتد حدودهم إلى حوالي ( 112 ) كيلو متراً جنوب المدينة المنورة -خيب الله ظنونهم- وبعض الخرائط أيضاً تضم جنوب تركيا إلى هذه الخريطة الواسعة.__

شواهد توضح مفهوم إسرائيل الكبرى

هل فعلاً قضية إسرائيل الكبرى هذه قضية تفكر فيها إسرائيل؟ أم أنها أسطورة ذكرت في بعض الكتب أو ذكرت في بعض الصحف أو المجلات؟ الحق أن هناك إشارات كثيرة تشير إلى أن إسرائيل تفكر فعلاً في موضوع إسرائيل الكبرى،

على سبيل المثال: هناك خريطة كبيرة معلقة على باب الكنيست وحدود هذه الخريطة من دجلة في العراق إلى النيل في مصر، معلقة في منتهى الوضوح على باب الكنيست، كما أن في ظهر عملة الشيكل الإسرائيلية خريطة من دجلة إلى النيل.

أيضاً: هناك أمر ثالث من الشواهد أو الإشارات وهو أن علم إسرائيل يحمل خطين أزرقين بينهما نجمة داود، الخط الأول منهما إشارة إلى نهر دجلة أو الفرات، والخط الآخر يشير إلى نهر النيل، لكن هذا الكلام ليس فقط بالإشارات، بل هم يصرحون به أحياناً، فمن أبسط الأمثلة على ذلك:

مذكرات تيودور هرتزل ، هذا رجل له باع كبير جداً في إنشاء الدولة اليهودية في داخل أرض فلسطين، وسيأتي الحديث عنه بالتفصيل، ذكر تيودور هرتزل في مذكراته: أن حدود إسرائيل الكبرى التي ينوي أن يقيمها هناك في أرض فلسطين تمتد من نهر دجلة إلى نهر النيل في مصر، حتى إنه كان في حيرة من أمره، يقول: هذه هي الحدود التي بين الشرق والغرب، فأين الحدود الشمالية الجنوبية، وذكر في مذكراته أنه التقى مع راهب إنجليزي وتناقشا سوياً في هذا الأمر، وخلص إلى أن الحدود الشمالية تصل إلى جبال في جنوب تركيا، وتصل في الجنوب إلى المدينة المنورة حيث كانت قبائل بني قينقاع وبني قريظة وبني النضير في المدينة المنورة في زمان رسول الله ﷺ

وهناك رجل اسمه روتشلد وهو من أثرى أثرياء اليهود وكان يعيش في زمن تيودور هرتزل في أوائل القرن العشرين، عثروا في خزانته على خريطة كتب عليها مملكة إسرائيل، وهي أيضاً تضم نفس الحدود التي تحدث عنها تيودور هرتزل من قبل.

بل خطاب بن غوريون نفسه، وهو أول رئيس لإسرائيل، عندما كونت دولة إسرائيل في سنة 1948م خطب وقال: إن خريطة فلسطين الحالية إنما هي خريطة الانتداب وللشعب اليهودي خريطة أخرى يجب على شباب اليهود أن يحققوها وهي خريطة التوراة التي جاء فيها: وهبتك يا إسرائيل! ما بين دجلة والنيل.

إذاً: هم يصرحون بهذا الأمر ويعلنونه، وليس مجرد خواطر أو أفكار يرهبون بها الناس.

  

سلسلة فلسطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن