9_ لاتترك يدي

159 8 5
                                    

' لا يكفي أن يكون لنا عقل جيد، الشيء المهم هو استخدامه بشكلٍ جيد '

..................................................................................

فتحت عيناها عندما شعرت بركن السيارة لتنظر لزوجها النائم بحضنها، نظر لها السائق عبر المرآة ليبتسم ويقول بهمس "هل تريد أن ألتف حول الحي لبعض الوقت؟"
أومأت له بخفة لتقول بهدوء "سأحب هذا!"

مرت عدة دقائق أخرى عندما عاد للبيت مجددا، ماكادت تخبره أن يقوم بجولة أخرى ليقاطعها نيار ويقول بنعاس "ألم تسأمي من التجول بهاذا الحي بعد زوجتي العزيزة؟"
نهض عنها لتضحك بخفة بينما تقول "إنه جميل وهادئ، لما قد أسأم منه؟!"

نزع قميصه ليرميه على السرير ويتوجه للحمام بسرعة، اتكأ بيده على المغسلة ليضع يده الأخرى على قلبه الذي ينبض بسرعة بينما ينظر لنفسه عبر المرآة بشرود، نفى برأسه ليقول بخفوت "استيقظ نيار، مالذي تفعله؟"

شغل المياه ليبلل عنقه وشعره، إنهم في أواخر سبتمبر ولايزال الجو حارً جدا، عاد لغرفته مجددا ليخرج ذاك العقد من درج منضدته ويراجع قواعده مجددا، "لاتقع في حب الطرف الآخر" لايجب عليه نسيان هذا مهما حدث!

تجلس بتلك الحديقة بينما تنظر لإصبعها الفارغ بشرود،
ل

قد نزعت الخاتم فور وصولها للبيت، وكأنه شيء يخنقها، هي إنسانة تعرف جيدا كيف تتحكم بمشاعرها، بالهرب، لأن هذا حلها الوحيد، الهرب يجعلها تتخطى تلك المشاعر!

أخرجها من شرودها صوت نيار خلفها "متى قمت بزرع تلك الزهور؟" إلتفت إليه لتجد أنه يتحدث عن الأزهار التي قامت بزرعها في حديقة بيتهما، ارتشفت من كأس شرابها لتقول بهدوء "كان البيت مليئ بالمزهريات، لأن أحدهم اشترى كل محل الأزهار وأحضره للبيت"

سحب كرسيا ليجلس بجانبها بينما يقول "لأنني لم أعلم أي نوع من الزهور تحبين، اشتريت كل شيء فحسب"
تنهدت بعدم تصديق لتقول "أحب زهور التوليب، إنها جميلة ولديها معانٍ دافئة، أسمعت عن الأسطورة الإيرانية؟"

عقد حاجبيه باستغراب ليقول بخفوت "لا، لم أسمع بها"
نظرت لتلك الأزهار بشرود بينما تقول "يقال بأنه كان هناك شاب اسمه فرهارد جاءه خبر وفاة حبيبته التي تدعى شرين مما دفعه بسبب حزنه الشديد وحبه لها على رمي نفسه بحصانه من أعلى أحد الجبال, فنزف بغزارة وأزهر مكان كل قطرة من دمه زهرة توليب"

نظر لها بشرود ليقول بهدوء "وهل أنت تصدقين هذا؟"
حولت نظرها له لتبتسم بخفة وتقول "جميعنا نسعى لتصديق الأشياء الجميلة، والتي تعجبنا، لذا أصدق هذا"
أومأ لها بخفة ليقول "قلتِ أنك ترين كوابيس أيضا، ماذا ترين بالضبط؟، أقصد أنت تعرفين كوابيسي الآن، تساءلت عنك فحسب"

أنت قدريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن