1

712 47 46
                                    

مرحبا يا رفاق اتمنى أن تستمتعوا في هذه الرحلة الجديدة
.....

تايهيونغ

إن الأرض خلفت من خطيئة لقد وقعت كالبلاء من السماء تشهد على عصيان البشر منذ أول الخلق، و نحن بطبعنا قد عُجنا من طين و ماء و كمية غفيرة من الذنوب تتسرب منا الدناءة و تمشي على وجوهنا

امشي و الليل يسقط على اكتافي يحملني سواد فوق سوادي، اترنح في مشيتي كغصن مبلول أرى بأن الوصول إلى باب داري ل هو ضرب من المستحيل، اقتربت من الباب و اشرد لثواني هل علي أن اطرق الباب و ادخل كبائع الجرائد الذي يحمل أسوأ اخبار الحروب و الخيبة؟ ام علي أن اهرب و اطمر نفسي في الارض؟ و قبل أن اتخذ القرار قامت عبير بفتح الباب ترتسم على وجهها ابتسامة و في عيونها كل اللهفة و لكن عندما وقعت عيناها على يدي الفارغة سقط الحزن على وجهها كالخريف و تمنيت لو اني مجرد ورقة مصغرة تأخذني الرياح

"اه منك يا تايهيونغ، اه منك يا زوجي العزيز، لقد نفذت اخر ذرات الصبر من صدري و اصبحت في نظري كاثاث بالي، اريد أن اكرهك و لكن عيونك المرسومة في وجه ميريان تكسرني و شعر ليليا يذكرني بشعرك في ايام الصبا، لا اعرف على ماذا علي ان انوح؟ انوح على حالنا و على اطفالي و انا ارى كيف أن بطونهم قد التصقت على ظهورهم من الجوع ؟ ام انوح على حبك الذي بدأ يتلاشى من أضلُعي؟"

"و الرب يا عبير إني احاول إني اقوم بالمستحيل، اجوب كل الشوارع و ادخل كل الطرق أفتش عن العمل في كومة من الدمار لقد اكلت هذه الحرب الطويلة خيرات هذه البلاد و تركتنا نصارع الموت في كل لحظة، انا واللهي اخجل من النظر لك و لأطفالنا فليلعني الرب إن لم أكن ابذل كل نفسي و روحي فداء لكم" لم تنطق بعدها بشيئ و همت إلى غرفتنا وقفت ثواني اجمع قطعي المتناثرة يال الخزي الذي يحاوط صدري لإني أقبح الرجال

انجلى الليل بدموعه و حسراته و اعتلى قرص الشمس السماء تخبرنا بأن الألم مستمر و واضح كنورها القوي، ذهبت إلى غرفة المعيشة المهترئة إني متعجب من ثبات هذا السطح البالي فوقنا "صباح الخير يا ابتي، اريد أن أخبرك بشيئ و لكن ارجو ان تسمعني حتى النهاية" نطق ميريان في وجهي يقف امامي بثبات و عيونه تحمل كل الاحترام لي ينظر لي و كأني أحد الجنود الذين خلدهم التاريخ على الرغم من صغر سنه فهو لم يتجاوز الاثنتي عشر وردة إلا أنه يمتلك من الرزانة و الفطنة الكثير "هات ما عندك يا قرة العين ف كلي اذان صاغية"

"يا ابتي إني بمدرك بما خلفته الحرب بدمار على البيوت و جوع و مرض و اعلم بان إيجاد عمل بين هذا الركام لضرب من المستحيل، و لكن اعذرني و لا تأخذ بكلامي على أنه خدش لرجولتك لا فأنت أعظم الرجال، لقد مر علينا يومان لم يدخل الطعام بطوننا و انا لا اشتكي فأنا من ضلعك يا اقوى الرجال و لكن اختي الصغيرة ليليا تكسرني لا أظنها قادرة على الصمود لقد اكل التعب منها الكثير افتقد فستانها و وهو يطير في الهواء و هي تقفز في كل مكان رُأيتها هكذا تقتلني، لذا اردت أن أخبرك أن السيد مارتن قد عرض علي العمل في محطة القطار لتنظيف أحذية المسافرين و أخبرته اني ساطلعك على الأمر و انت صاحب القرار و لكن رجوتك يا ابي هذه الفرصة لن تكرر و نحن بحاجة إلى اي مصدر دخل"

راهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن