راهب

7

اتمنى لكم قرأة ممتعة
________

جونغكوك

ترتعش الغيوم في بطن السماء و تستند الأغصان على بعضها تحاول عدم السقوط، اليوم يبدو ثقيل منذ أن استيقظت و شعور سيئ يبتلع قلبي

لقد مضى اسبوع منذ أن زرت تايهيونغ و خلاله لم ينقطع سؤالي عن عائلته لقد أخبرني أنه و عبير قد بدءوا بجمع التبرعات ليسافروا إلى العاصمة

فهناك ستبدأ عبير رحلتها العلاجية ضد السرطان فنحن نعيش في ريف جاف من شرايين الحياة

"سأذهب لأساعد الاخت راشيل في حمل إكليل الزهور من فضلك اكمل تلميع المقاعد عني، ليس لدينا ما يكفي من الوقت و العزاء بعد ساعة بالفعل"

طلب مني مارسيل و أخذت القماش منه أكمل عمله، و الرهبان منتشرين في كل مكان كالنحل ينظمون الكنيسة لمراسم العزاء

أشعر برائحة عزرائيل تحوم في الجو و كم أكره هذا الحضور، يتقدم بهالته المخيفة يزعزع العروق و يصفع الوجوه بحزن قبيح

"أتعلمين لمن العزاء؟" سألت الأخت جودي الأخت رينا "لا أستطيع الجزم و لكن سمعت أنها امرأة في عقدها الثالث و لديها طفلين، أشعر بالاسف الشديد يالهم من مساكين"

سمعت حديثهم و أنعقد قلبي و جف حلقي، لا هذا مستحيل تركت القماش من يدي و هرعت سريعا إلى حديقة الكنيسة ابحث عن تايهيونغ بالجوار فلم يظهر طوال اليوم و لا أعتقد أنه قد أتى 

بعد دقائق من البحث لم أجده و تأكدت أنه لم يحضر من مارسيل، حسنا علي أن اهدء أنها مجرد أفكار خبيثة تدور في عقلي لا بد أن عبير تعبت و هو قرر البقاء معها.

مضت نصف ساعة و ها هم الضيوف جالسين على المقاعد ملتحفين الاسود و الدموع تلمع في عيونهم

لقد تم وضع الجثة في التابوت الأبيض قبل مجيئهم بربع ساعة و لم استطع حضور هذا المشهد لذلك كنت أجلس في الحديقة الخلفية و لا اريد أن أحضر شيئا من العزاء

لا استطع تحمل هذه الواقعة فـ الموت أكبر من فؤدي فإن قابلته تمزقت إلى أشلاء

بينما انظر الى السماء و أحجب أذني عن صوت البكاء، لمحت امرأة تحمل بين يدها طفلة تبكي بقوة قادرة على تفتيت الغيوم لتشاركها هذا الحزن الكبير على روحها الهشة

أزحت نظري سريعاً أحاول تجنب هذا الألم و عندها لمحت تلك الخصلات البنية العائدة للطفلة و توقف الزمن

لا، امشي خطوة إلى الأمام و أتراجع ثلاثة إلى الخلف حتى وصلت إلى المرأة و رفعت بيدي الهشتين وجه الطفلة المدفون في عنق السيدة