8

187 21 11
                                    

اتمنى لكم قرأة ممتعة
-------

بعد ثلاثة أشهر -

جونغكوك

تمضي الايام كالفصول الأربعة فبعضها مُتعِب و شديد كالصيف و بعضها الآخر قاسي و بارد كالشتاء و نعيش صباحاً حلواً و ناعماً كالربيع و نتساقط ليلاً كأوراق الخريف

و لكنها تمضي، لا تتوقف عند لحظات الوداع لنبكي كل دموعنا، تمضي قبل أن تلحتم الشفاه مع الشفاه قبل أن تنتهي رقصة المحبين و قبل أن نبدأ الدعاء و نصرخ آمين

تغيرت الكثير من ملامح الحياة مع قدوم الشتاء كما تغير الكثير منذ ذلك اليوم

أصبح تايهيونغ كالرجل القصدير جاف العروق و خاوي من الحروف، يعمل في حديقة الكنيسة صباحاً و يغيب مع غياب الشمس فلا أحد يعلم في أي اتجاه أفل فهل ذاب في الغرب أم لجأ إلى الشرق

و ميريان الصغير في ليلة و ضحاها قرر الكون أن يزيده فوق عمره ألف عام، فيحكم عليه أن يعيش كرجل كهل أن يكون اباً و ام، أخاً و أخت ،و قد دُفن فيه روح طفل و طموح شاب بدون عزاء

لقد ترك المدرسة بعد أن تراجع مستواه إلى العدم و  من يومها سخر حياته للعناية بـ ليليا و أن يمدها بألوان الحياة و لم يدرك كم أصبح في وقتها شاحباً

فكان في الصبح أُماً يُحضر الطعام و يزرع على خديها  القبلات، و كان أباً يعمل في ورشة الحدادة يعمل حتى أصبح جلده قاسياً و اصبح القلب خاوياً، و عندما يعود في اخر الليل كان أخاً حنوناً و قلباً واسعاً

و ليليا تلك الزهرة الجميلة قد ذبلت أوراقها و اصبحت كدمية خزافة بالية، لازالت تتساءل لما تخلينا عن أمها ببساطة و اهديناها للأرض في صندوق أبيض

و ها أنا هنا مازلت راهب، ادعوا الرب أن يرحم عباده و انا في قلبي كاذب

لم أدق باب تايهيونغ منذ تلك الليلة الزرقاء و مازلت حين أقابله في الكنيسة اعبر من خلاله بلا سلام

أراقب هذا الانهيار بصمت و حداد و ادعوا الرب بقلب صادق أن يُنزل بـ سخطه على تايهيونغ.

سأعيش طوال الدهر راهب فـ سأكون لهذه الليلة هارب، بعد أن انطفأت الشمس خلعتُ عني الحجاب و تعريتُ لأصبح مجرد إنسان

في هذه الليلة ها أنا اتبع تايهيونغ كشيطان اخرس، فكان ينعطف غرباً ثم شرقاً فلا الشمس قادرة على ملاحقته ولا القمر عالم أيلقي عليه السلام ام يلقي الوداع

و عند النهاية كان هناك يجلس على الأرض و بين شفتيه لفافة تبغ "اقترب جونغكوك"

باغتني بقوله يصفع وعي بصوته الذي غاب عني، تهتز أوصالي لاسمي الهارب من بين شفتيه، اقتربت بهدوء كغزال خجول لأجلس بقربه و أناظر النجوم أمامنا فكم تبدوا قريبة من فوق سفح الجبل

راهبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن