تجاوز حده ..

155 18 8
                                    

اكتفت بسحب شعري خلف أذني وأنا متوترة أمام نظراته المتمعنة ، ولكن سرعان ما مد يده ليصاحفني قائلا بكل جرأة ووضوح : بما إنك لا تعلمين كيف تسدين دينك فلنتعارف إذا ، أدعى براين كونراد سعيد بلقائك مجددا 

تجاهلت جملته الأخيرة وعيناي مصوبتان نحوه بشيء من الاستنكار والتعجب الشديد!

هذا رجل لديه طريقة مميزة في تجاوز حدوده دون خجل أو خوف مما سيواجهه !

وكأنه واثق بطريقة ما أن حيلته تلك ستنجح معي بلا جهد أو عناء !

فليذهب ويجد لنفسه امرأة تناسبه ، فأنا لست مستعدة على خوض أي علاقة أو تساهل أمام البدايات التي تنتهي بالاشتباك والتعلق .. فما حدث معي مع باتريك جعلني أفقد نفسي أتساءل أي جزء من حياتي كنت أعيشه حقيقيا .. أي من لحظات كانت تثبت أنه ليس وهم أو دور مزيف تقتمصه الأشخاص من حولي

عدت للواقع لأراه في الوضعية نفسها وبدى عليه التوتر ولإحراج من شدة الانتظار إذ همس بشك ممازح : أنت لا تنوين ترك يدي معلقة في الهواء وإحراجي أمام الجميع ، آليس كذلك ؟

لا تبدو الفكرة سيئة ,رغم أنني أستبعد أن يكون هذا حلا نهائيا يمنعه من الاقتراب مني مجددا

وليكن ..

رفضه أمام الجميع ليس بالأمر صائب ، سأفعلها عندما نكون بمفردنا وهذا في الاحتمال قابلته مجددا بخلاف ذلك سأكون ممتنة لو يختفي من حياتي بالسرعة التي دخلها إليها

شعرت ببرود في أثناء لمسه ، ففكرت للحظة إذ كان الأمر طبيعيا أو هو ناتج عن تدفق الحمم بداخلي ، فأصبح جسدي يبث الحرارة

لأن ملامسته حقا كانت كملامسة الجليد الصلب !

صافحته بهدوء أخفي اضطرابي خلف ابتسامة متحفظة : تشرفت بلقائك أنا أيضا سيد براين

إدعى الاستياء فجأة وهو يميل رأسه: رجاءً, لا داعي للرسميات بيننا ,ثم أخبرني ما هو اسمك .. فأنا بحاجة إلى اسم أناديك به في المرة القادمة

- اسمي هو ميا ..ميا مورغن

انبهر يعلق مجاملا : ياله من اسم جميل كجمال صاحبته

-آه .. شكرا لك

كان كلامي مختصرا بسبب الخجل الذي طغى علي ، سحبت يدي منه ببطء ثم لا أدرى كيف وأصبح حينها الصمت هو سيد الموقف ،لطالما كنت طرف صامت منذ ظهوره ولكن الآن توقف عن الحديث وهو يغوص في أفكاره وتعابير وجه مازلت تجيد التظاهر ببراعة

كان من السهل سماع أحاديث ناس وصوت الحقائب وهي تجر على الأرضية ،وكذلك صوت تدفق المياه الذي يضفي على نافورة الماء التي تتوسط باحة هناك !

كسر هذا الهدوء المميت تدخل كلارا وهي تتكلم بنبرة عادية ، تطلب مني أن أجلب لها بعض الملفات من غرفة الإدارة ، رمقتها بحيرة فلوت شفتيها بعبوس وهي تضيف مشيرة إلى قدمها موضحة : بصراحة لقد تعرضت لرضة قوية في قدمي لذا لا يمكنني التحرك من مكاني ,ألا مانع لديك أن تجلبيها بدلا عني ؟!

Let's Start OverWhere stories live. Discover now