ذِكرى، تَحتَ شَجرةِ البُرتُقال

677 35 187
                                    


على مرج أخضر من العُشبِ الطَري، مستنداً بظهره على جدع شجرة كبيره تحمل وسط طياتها الخضراء حبات البُرتُقال.

منغمس في قراءة كتاب، كشيخً هَرِم يجمع شُتات نفسهِ عبر قراءته لحروف تم نسيانها ، لكنه في الواقع طفل في الرابعة يقرأ قصص مصوره.

فسرعان ما ثقلت جفناه فأفترش ذلك العشب  الناعم غارقاً  فيه بينما يقهقه بضحكات خفيفة عندما أخدت إحد الفراشات بمداعبة أنفه الصغير.

لكنه لم يتهنى بتلك القيلولة، فقد صعد صوت خشخشات من أعلى الشجرة التي يرقد تَحتها، ففتح عيناه وبحدقتيه البُندقية نظَرَ اليه.

صبي بشعر نِحاسي مشتعل كالنار، كان مقلوباً رأس على عقب وقد تمسكَ  برجليه في غصن الشجرة، كانت تعابيره متذمرة فقد كان يهدف لإخافه ذلك النائم، لكنه أحس به واُفسِدَ مقلبهُ العظيم!

أرخى جسده ليسقط برفق على ذلك العشب، تمدد جواره وغمغم بأنزعاج طفولي.

"  أنت هُنا مجدداً، المعلمة تبحث عنك، تقول ان عليك العودة، فهو وقت الطعام"

همهم الآخر بصوت رقيق جداً ثم همس
" أُفضل البقاء هنا رفقة شينجو"

"ومن شينجو هذا؟"

اشار الصغير للكتاب الذي يحمله، قَلبَ نُحاسي الشعر عيناه ثم نهض وقال:

" ان لم تأتي للحضانة سريعاً سآكل حِصتك من الطَعام "

أومئ له بإبتسامه ثم اظهر من جواره بُرتُقاله طريه
" لا بأس فماما قد اعطتني هذه"

نظر اليه بحاجبان مرفوعان ثم أخفضهما سريعاً وأسدار ذاهباً للحضانة، بينما يتَنهد.

نظر الصغير للسماء الزرقاء هائماً في تفاصيلها التي امتزج بها بعض السحاب، إضافة رفرفة سرب من البَجَعات.

سرح تفكيره، فأبتسم بخفوت متذكراً ذلك اليوم الذي ألتقى فيه الصبي صاحب الشعر النحاسي المشتعل.
او كما يسميه

بُرتُقالتي






✦✦✦




قبل خمسة شهور


بنفس المكان جالساً عند شجرة البرتقال، يقرأ كتابه الحَبيب سارحاً في جَماله.

حتى سمع صوت حفيف وخشخشه فوق رأسه، فرفعه  ناحية الصوت، كان صبي له شعر نحاسي كالنار وكبرتقالته العزيزة، وعينان شبيهان بالسماء المزينة بالسحاب الصافي.

 شَـجر‏‏هہ البُرتُقالِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن