ظهور مفاجئ

1.5K 18 33
                                    

جزء خاص
"ملفات كرستين"
البارت الثالث

خرجت من المنزل وأنا لا أعلم إلى أين أتوجه. كانت الطرقات تبدو كأشباح تتلاعب بظلالها، وكنت أنا ذلك الطيف الهائم الذي يبحث عن أمل في ظلام الحياة. كان المال الذي معي قليلاً، يحرق جيبي كأنه يذكرني بضرورة الحذر. صرت أنام في الحدائق العامة، حيث أصبحت مشردة، لا تعرف الراحة طعماً. النوم كان يتسلل إلى عيني نصف مفتوحتين، متأهباً دوماً من غدر الليل. كنت احد الدفئ فى اعمق الزاوايا ، وكنت اعيش بين الحشود دون ان يشعر بوجودى احد

في أحد الأيام، بينما كنت أتجول باحثة عن عمل، دخلت إلى ماركت. سألت الموظفة، لكنها أجابتني بأنه لا توجد وظائف شاغرة. هممت بالرحيل، لكن لحقني شاب وكأنه طيف أمل في عالم مظلم.

- "يا آنسة!"
* "نعم، في إيه؟"
- "أنا اسمي أرنولد."
* "أهلاً."
- "مش هتعرفيني بنفسك؟"
* "كرستين."
- "كنت واقف في الماركت وسمعت إنك بتدوري على عمل."
* "أها، عندك وظيفة؟"
- "أه، بس مش عارف هتناسبك ولا لأ."
* "أكيد هتناسبني، أنا محتاجة الشغل جداً."
- "أنا بشتغل نادل في نادي للسادية."
* "يعني إيه نادي للسادية؟"
- "يعني أقرب للملهى الليلي، لكن رواد المكان عندهم ميول خاصة."
* "مش هيفرق بالنسبة لي، المهم إني أشتغل."
- "تمام، لو حابة تشتغلي تعالي العنوان ده بالليل."
* "شكراً جداً."

قبل الموعد بساعتين، كنت أقف على باب المكان، وقد سئمت حياة التشرد. كانت دقائق الانتظار تمر كأنها ساعات، وكنت أراقب رواد المكان بدهشة. يدخلون ثنائيات، وكأن هناك رابطاً خفياً بينهما. أحدهما يتبع الآخر بانقياد مطلق. رأيت رجالاً تخضع لنساء، ونساء تخضع لنساء. أشخاص يجرون آخرين كالكلاب، بعضهم يرتدي ملابس جلدية لامعة. لكن كل ذلك كان لا يعني لي شيئاً؛ كل ما كان يهمني هو تلك الوظيفة.

دخلت المكان بعد مرور الوقت، وكانت الأضواء خافتة، تتراقص كأنها تعزف سيمفونية سرية. رأيت أرنولد يقف خلف البار، توجهت نحوه.

* "أرنولد."
- "أهلاً، كرستين. جيتي في معادك."

أشار إلى عامل آخر ليقف مكانه.

- "تعالي معايا، هندخل لصاحب المكان، مستر ليونارد. هو من أصول إيطالية وصاحب المكان. رجل عملي جداً، لا يهتم إلا بمصلحته والأموال فقط."

كنت متوترة، يدي ترتعش كأوراق شجرة في عاصفة. طرق أرنولد باب المكتب، وسمح لنا مستر ليونارد بالدخول.

- "مستر ليونارد، كرستين اللي كلمتك عنها."
# "نظر إليها من أعلى إلى أسفل، ثم قال: "ممممم، شكلها مبهدل وواضح إنها مستحمتش بقالها كتير. ريحتها لا تطاق."
* "حضرتك أصل..."
# "مسمحتلكيش بالكلام."
* "آسفة."
- "مستر ليونارد، البنت واضحة إنها ذكية وهتتعلم بسرعة."
# "هنشوف." نظر إليها وقال: "القاعدة الأهم هنا، العميل دايماً على حق مهما صدر منه."
* "أكيد."
# "لو تطاول عليكِ عميل لفظياً أو مادياً، هيكون إيه رد فعلك؟"
* "ولا شيء، طول ما هو عميل هنا هكون في خدمته مهما صدر منه."
# "الرواتب عندنا مش عالية، حبيبتي. أنتي عارفة الاقتصاد واقع."
* "هقبل بالمرتب اللي حضرتك هتحدده."
# "هقبل أشغلك لو جيتي بكرة بشكل غير الشكل المقرف ده."
- "متقلقش حضرتك، بكرة هتشوف شكل تاني خالص."

الموسم الثالث21/ ملفات كرستينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن