اخطبوط

803 12 17
                                    

ملفات كرستين
البارت السابع
اخطبوط
النهاية

أصبحت كما أرادني، عبده وجارية، أتحرك بإشارة واحدة منه، كأني دمية بين يديه، لا أملك إلا أن أنصاع لأوامره. كان ماستر آدم هو سيد عالمي، ذلك العالم الذي بني حوله فقط. كل حركة وكل كلمة كانت تأخذني بعيدًا عن نفسي، إلى مكان لا أكون فيه إلا ظلاً لما يريده هو. كنت أتحول تدريجيًا إلى تلك الأداة في يده، أداة تتحرك بمهارة وفقًا لرغباته وأوامره، وكأنني قطعة من ذاته، مرآة لرغباته المستترة.

لم يكن الأمر سهلًا عليّ في البداية. كنت أشعر بثقل الغرابة على كتفي، كأنني أُسحب إلى عالم لم أتوقع أن أكون جزءًا منه. ماستر آدم لم يكن فقط يتحكم في جسدي، بل كان يتحكم في فكري، مشاعري، وحتى رغباتي. بدأ يدربني على الاهتمام بالموقع الذي أسسه، والذي بدأ يزداد إقبالًا عليه مع الوقت. كان يختار عملاءه بعناية فائقة، كأنه يختار قطعًا ثمينة من مجموعة محدودة.

في البداية، كان هو من يسافر ويلتقي بالخاضعات اللاتي يرغبن في جلسات خاصة معه. كنا نحقق أرباحًا كبيرة، والمال كان يتدفق بسلاسة. لم يكن ذلك يقلقني، كنت راضية بما يوفره لي من سيطرة وشعور بالأمان في عالمه. ولكن مع الوقت، بدأ يدفعني إلى معادلة لم أكن مستعدة لها، معادلة غيرت كل شيء.

"حان الوقت لتكوني جزءًا من هذا،" قالها ببساطة، كأنها أمر لا يحتاج إلى نقاش. لم أستطع الرد، شعرت بصاعقة تسري في جسدي. كيف يمكن أن يقبل بأن أكون مع غيره؟ كان هذا سؤالاً يخترقني. المشكلة لم تكن في فعل الخضوع نفسه، بل في شعوري العميق بأنني لا أستطيع أن أكون لغيره، جسدي وروحي ملكه وحده. كيف يمكن أن أسمح لنفسي بأن أخضع لرجل آخر؟ كيف يمكن أن أقبل قدمًا غير قدمه؟ وكيف يمكن أن أمارس الحب مع غيره بينما وجودي كله كان من أجله هو؟

كنت أشعر كأنني قد خُنت نفسي قبل أن أخونه. شعور غامر بالارتباك سيطر عليّ. لم أكن أعرف كيف أواجه تلك الفكرة التي بدأت تنمو بداخلي، تلك الفكرة التي جعلتني أشعر بالانقسام بين ما يطلبه هو وما أشعر به أنا.

لكنه كان يرى الأمور بمنظور مختلف تمامًا. بالنسبة له، لم تكن المسألة شخصية كما كنت أراها. كان يرى أن جسدي أداة، مثلما كنت أداة في يده، أداة يمكن أن تُستخدم لتحقيق مكاسب أو لإرضاء حاجات معينة. "ليس الأمر كما تعتقدين،" قال لي مرة، "أنتِ تعرفين أنني لا أسمح لأي شخص بالاقتراب منكِ إلا إذا أردتِ ذلك. لكن في بعض الأحيان، هذا جزء من اللعبة."

كانت كلماته تتسلل إلى أعماقي، تثير في داخلي صراعًا بين رغبتي في أن أكون له وحده، وبين حاجتي للرضوخ لما يريد. شعرت بأنني في دوامة من المشاعر المختلطة، بين الرغبة في الإرضاء والخوف من فقدان نفسي. كنت أشعر بأنني أختبر حدودي الخاصة، حدود لم أكن أعلم أنني سأصل إليها.

وفي كل مرة كنت أنظر في عينيه، كان يتضح لي أكثر أنني لا أملك شيئًا في هذا العالم سوى طاعته. وكأن كل قرار كان يُتخذ له وحده، دون أن أكون جزءًا من المعادلة.

الموسم الثالث21/ ملفات كرستينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن