أنت من كنتُ بإنتظاره

47 5 14
                                    

ليلة مختلفة ، يمكنني أن أقول أنها ليلة ساخنة ، إنني منشغلة بما يمنعني عن رؤيت المكالمات التي بدأت تتعدى العشرين مكالمة ، الأمرُ أشبه بإغلاق أذناي فقط لأنشغل بإعداد نفسي ، إنها أول مرة أستغرق بها ساعاتٍ أمام دولابي أبحث عن ثوبٍ يجعلني مُثيرة ، حتى وقعت عيناي على ثوبٍ باللون الأبيض ، حدقتُ به بذهول أيعقل أن اليوم سوف أبدأ من جديد .

كان يرسم جسدي بإحتراف ، أظهرني وكأنني أميرة من عالم مختلف ، شعرتُ لوهلة وأنا انظر بمرآتي أن اليوم سوف يكون زفافي لم أستطع تمالك إبتسامتي أو حتى قلبي الذي يرفرف ضاحكاً ، بدأت أشعر بالتوتر ، عندما أمسكت قلم الشفاه الأحمر ، وجعلتُ شعري ينسدل على وجهي وعُدت للخلف أطالع نفسي عبر مرأتي .

تورد وجهي خجلاً عندما بدأت أتخيل رد فعل جلال ، أيُعقل أنني سوف أعجبه حقاً ، فأنا أنوي جعله ينظر لي وكأنني المرآة الوحيدة التي تتربع على عرش النساء .

سمعت صوت خطواتٍ تقترب من الغرفة ، فخفق قلبي بذهول ، أكاد أقع لتوتري ، ما هذا الشعور فجأة .

تدفقت نبضات قلبي وكأن قلبي سيخترق جسدي عندما دلف للغرفة ، يُطالع هاتفه وكأنه يقوم بِعَدِ عدد الإتصالات التي تجاهلتها قائلاً

-أيعقل يا زولا، أكنتِ تتعمدين تجاهل مكالماتي لقد قمت بمهاتفتك عشرين ....

أطبق جلال فاهه عندما رمقني بذهول ، رأيت عيناه الخضراون تبرزان من دهشة ما فعلته ، حاولت إخفاء توتري بإبتسامة عفوية ، وبدأت أخطو نحوه ولا يمكنني تمالك مشاعري ، إنه أمامي الأن لن أخدع مشاعري بعد الأن ، لذلك عانقته بكل ما لدي من عشق ، فأنا أرغب بدفن نفسي بين ذراعيه للأبد ، فبادلني العناق وكم شعرت بقوة عناقه حتى إقترب ثغره من أذني قائلاً بصوت مثير

-لماذا هذا الإستقبال يا محبوبتي ؟

رفعتُ رأسي لأذوب بين عيناه الخضراوان ، بدأت أشعر بشيءٍ من البريق الذي توهج فجأة ، إنه وسيمٌ حقاً ولا يمكنني رؤيت أي كذبٍ مدفون بكلامه ،لطالما كان الشخص الذي كنتُ بإنتظاره لذلك إنه يستحق أن يحصل على فرصته أيضاً .

شعرتُ بيده تلامس وجنتي محاولاً إعادة بعض الخصل المتمردة ، وكم كانت يده دافئة ، فرفعت يدي أضعها فوق يده ليقول بهدوء

-أنتِ تختبرين صبري .

إبتسمت له وكم شعرت بسعادة غامرة تحتويني لأقول له بهدوء

-هل تتذكر تلك الليلة ، عندما قلت لي أنك لن تقترب مني لحين موافقتي .

أجابني بإستنكار قائلاً

-بالطبع أتذكر .

وضعتُ يداي الأثنتان خلف عنقه ورفعتُ جسدي مسندة نفسي بأنامل قدماي حتى وصلت أذنه لأهمس قائلة

-أريدك الأن أن تكون لي ،أريدك أن تقترب مني بقدر ما تستطيع ، تدفنني بين ذراعيك ، وتكتفي بحضني لأنني محبوبتك الوحيدة .

رقصة الوداع🦋حيث تعيش القصص. اكتشف الآن