الفصل 6 "تواجهه"

2.9K 119 26
                                    

الفصل 6 "تواجهه"
#رواية_احفاد_نصار
#روايات_دنيا_كريم

صُدم «طارق» عندما رأى حالتها ليقترب منها ويسألها بقلق :

" سما... أنتِ كويسة ؟ "

انتفضت من مكانها عندما رأته لتنظر الي الجهة الأخرى وهي تحاول مسح دموعها ليكرر سؤاله عندما لم يجد إجابة :

" أنتِ كويسة ؟ "

اومأت له دون أن تنظر إليه ومازالت تعطيه ظهرها ، لتتجه بعد ذلك الي ابريق الشاي و تضعه على الموقد و تشعل النار بأرتباك لتحرقها دون أن تنتبه ، سمع صراخها الذي منعته وهي تضع يدها على فمها قبل أن يغادر ليعود إليها مرة أخرى و يسألها بلهفة :

" اي الي حصل ... اتلسعتي ؟ "

نظرت إليه وهذه المرة خانتها دموعها وهبطت على وجنتيها وهي تمسك كفها بيدها الأخرى ، كاد يمسح دموعها بأنامله لكنه دُهش عندما وجدها انتفضت من مكانها و ابتعدت عنه وهي ترتجف وتضع كلتا يداها على وجهها بخوف ، أبعدت يداها و نظرت إليه لترى صدمته فقالت بصوت متقطع اثر بكائها :

" انا ... انا اسفة "

" سما أنتِ كنتِ فاكرة اني ها اضربك ؟! "

سألها بدهشة ومازال يحاول استيعاب ما فعلته لتهرب من أمامه وهي تضع يدها على وجهها و تكرر اعتذارها ، غادرت المكان بأكمله وذهبت الي الاسفل حيث شقتهم لتدلف الي الداخل وهي تمسح دموعها بيدها لتجد أن الشقة فارغة لتعلم أن والديها عند جدتها بالاسفل  فحمدت ربها أنهم ليسوا بالمنزل كي لا يروا حالتها تلك ، دلفت الي غرفتها و أغلقت الباب و استندت عليه بظهرها ، أخذت تبكي مرة أخرى لكن بغزارة حتى شعرت أن قدميها لم تعد تحملانها لتجلس على الأرض و تضم ركبتيها بيدها وهي تبكي .

بينما في الأعلى عاد «طارق» الي الداخل وقال وهو يعود الي مكانه :

" سما تعبت شوية و نزلت تستريح "

" ما كانت لسه كويسة اي الي حصل ؟ "

كان هذا سؤال «يزن» الذي شعر بالريبة ليجيب «طارق» مبررًا :

" قالت إنها ماعرفتش تنام كويس فا نزلت ترتاح شوية "

اومأ له «يزن» وعاد للعبث بهاتفه بينما جلس «طارق» على الأريكة شارد الذهن يتذكر ما حدث قبل دقائق و بكائها الذي لم يفارق ذهنه ، كان مصدوم لا يصدق أن «سما» تلك الفتاة المرحة والتي أعطت أجواء لهذا المكان و ساعدتهم على أن يتعرفوا ببعضهم و التي لا تفارق الابتسامة وجهها هي نفسها تلك الفتاة المنهارة التي كانت تقول عيناها الكثير ، كان بكائها بكاء شخص يتألم بحق ويخفي ألمه تحت تلك الابتسامة الزائفة التي ترسمها على محياها طوال الوقت ، وضع يده على رأسه وهو يحاول استيعاب ما يحدث و كل ما يفكر به هو كيف لشخص يتألم لهذه الدرجة أن يضحك طوال الوقت ! .....
_________________________________

احفاد نصار "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن