بعدَ نجاحِهِ في اختبارِ القوَّةِ، انضمَّ أرثرُ رسميًّا إلى فرقةِ المرتزقةِ السوداءِ، ليُصبِحَ أحدَ أقوى مُقاتليها. لم يكتفِ أرثرُ بإثباتِ مهاراتِهِ القتاليةِ فحسب، بل بَرَزَ أيضًا كقائدٍ استراتيجيٍّ مُلهِمٍ، وقادَ الفرقةَ إلى العديدِ منَ الانتصاراتِ الملحميَّةِ.
معَ كلِّ معركةٍ، ازدادتْ شُهرةُ أرثرَ، وباتَ اسمُهُ يتردَّدُ على ألسنةِ الناسِ في جميعِ أنحاءِ المملكةِ. حكاياتٌ عن شجاعتهِ وبراعتِهِ في القتالِ انتشرتْ كالنارِ في الهشيمِ، جَعلتْهُ رمزًا للبطولةِ في عيونِ العامَّةِ.
لم تقتصرْ شُهرةُ أرثرَ على مهاراتِهِ القتاليةِ فحسب، بل امتدَّتْ إلى ذكائِهِ وفطنتِهِ. كانَ أرثرُ يرى المعركةَ من منظورٍ مختلفٍ، ويضعُ خططًا ذكيَّةً تخدعُ أعداءَهُ وتضمنُ النصرَ.
معَ ازديادِ شُهرةِ أرثرَ، ازدادتْ أيضًا مسؤولياتُهُ. لم يعدْ مجردَ مقاتلٍ، بل أصبحَ قائدًا للفرقةِ، ومسؤولًا عنْ سلامةِ رجالهِ ونجاحِ مهامِّهِم.
في إحدى الأيامِ، تلقَّى أرثرُ طلبًا منَ الملكِ شخصيًا. كانَ الملكُ يواجهُ تمرُّدًا خطيرًا في إحدى مقاطعاتِهِ، وكانَ بحاجةٍ إلى أرثرَ وفرقةِ المرتزقةِ السوداءِ لقمعِهِ.
قبلَ أرثرُ المهمةَ دونَ تردُّدٍ، واصطحبَ رجالهُ في رحلةٍ شاقَّةٍ عبرَ تضاريسَ وعرةٍ. واجهوا العديدَ من المخاطرِ في طريقهمْ، منْ قُطَّاعِ الطرقِ إلى الوحوشِ البريَّةِ، لكنَّ أرثرَ قادهمْ بحكمةٍ وشجاعةٍ، وتمكَّنوا من الوصولِ إلى وجهتِهِمْ في النهايةِ.
كانتِ المعركةُ ضدَّ المتمردينَ صعبةً، لكنَّ أرثرَ وفرقةَ المرتزقةِ السوداءِ تمكَّنوا منْ هزيمةِ أعداءِهِمْ بفضلِ خططِ أرثرَ الذكيَّةِ وشجاعةِ رجالهِ.
عادَ أرثرُ إلى العاصمةِ مُنتصرًا، حظي بتقديرِ الملكِ والشعبِ. كافأهُ الملكُ بسخاءٍ، ومنحهُ لقبَ "الفارسِ الأسودِ".
معَ ازديادِ شُهرةِ أرثرَ، ازدادتْ أيضًا حيرتُهُ حولَ ماضيهِ. لمْ يتذكرْ أيَّ شيءٍ عنْ حياتِهِ قبلَ انضمامِهِ إلى فرقةِ المرتزقةِ السوداءِ. كانَ هذا اللغزُ يُؤرِّقُهُ، ويرغبُ بشدةٍ في معرفةِ حقيقتِهِ.
في إحدى الليالي، بينما كانَ أرثرُ نائمًا، حلمَ بسيفهِ الأرجوانيِّ يتحدَّثُ إليهِ. قالَ لهُ السيفُ: "اذهبْ إلى الشمالِ، ستجدُ إجاباتِكَ هناكَ". استيقظَ أرثرُ مفزوعًا، شعرَ أنَّ هذا الحلمَ ليسَ مجردَ حلمٍ عاديٍّ.
قرَّرَ أرثرُ الانطلاقَ في رحلةٍ إلى الشمالِ، بحثًا عنْ إجاباتٍ لأسئلتِهِ حولَ ماضيهِ. ودَّعَ أرثرُ فرقةَ المرتزقةِ السوداءِ مؤقتًا، وبدأَ رحلتَهُ الشاقَّةَ عبرَ الأراضي الشماليةِ.
في رحلتِهِ، واجهَ أرثرُ العديدَ من التحدياتِ، من مخاطرِ الطبيعةِ إلى هجماتِ قُطَّاعِ الطرقِ. لكنَّهُ لم يتوقَّفْ عنْ السيرِ، مدفوعًا بالعزمِ على معرفةِ حقيقتِهِ.
في أحدِ الأيامِ، بينما كانَ أرثرُ يسافرُ عبرَ طريقٍ قاسٍ، صادفَ قافلةً تجاريةً محاصرةً بقطاعِ الطريقِ. كانَ قطاعُ الطريقِ يُهاجمونَ القافلةَ، ويُهددونَ التجارَ بالقتلِ.
لمْ يترددْ أرثرُ في التدخلِ، فاستلَّ سيفَهُ الأرجوانيَّ واندفعَ نحوَ قُطَّاعِ الطريقِ. قاتلَ أرثرُ بشجاعةٍ ومهارةٍ فائقةٍ، وتمكَّنَ من هزيمةِ قُطَّاعِ الطريقِ وتحريرِ القافلةِ.
شكرهُ التجارُ على شجاعتِهِ، وقدموا لهُ مكافأةً سخيَّةً. لكنَّ أرثرَ رفضَ المكافأةَ، وقالَ لهمْ أنَّهُ يبحثُ فقطْ عنْ إجاباتٍ لأسئلتِهِ حولَ ماضيهِ.
أخبرهُ رئيسُ القافلةِ عنْ رحلتهِ إلى الشمالِ، وعرضَ عليهِ أنْ يُصطحبَهُ معهُ. وافقَ أرثرُ على ذلكَ، وواصلَ رحلتَهُ معَ القافلةِ، مُقتربًا منْ إجاباتِ أسئلتِهِ معَ كلِّ خطوةٍ.
يتبع
أنت تقرأ
الفارس المنسي: صعود المرتزقة من النسيان إلى السلطة ( تحت التعديل )
Fantasyروايه خياليه بالتشكيل في عالم مزقته الحرب، يستيقظ رجل فاقدًا للذاكرة، ولم يكن يملك سوى سيف ارجواني داكن تحمل شعار عائلته. انغمس في حياة عمل المرتزقة، ومهاراته الاستثنائية أكسبته شهرة. تقدم له الأميرة سيرافينا، المنجذبة إلى ماضيه الغامض وقوته، فرصة...