الفصلُ الحادي عشر: معركةُ الفرسانِ وظلُّ الظلامِ

5 1 1
                                    


في هدوءِ فجرِ يومٍ جديدٍ، غادرَ أرثرُ كوخَ الرجلِ العجوزِ، تاركًا إيّاهُ غارقًا في أفكارِهِ، ينتظرُ وصولَ ذلكَ الشخصِ الغامضِ.

خطا أرثرُ بخطواتٍ ثابتةٍ، حاملًا سيفَهُ على ظهرِهِ، تاركًا وراءَهُ ذكرياتِ الأيامِ الماضيةِ، وتدريباتِهِ الشاقةِ، وتلكَ المعاركَ التي واجهَها.

كانَ شعورٌ قويٌّ بالعزمِ يدفعُهُ للمضيِّ قدمًا، واكتشافِ المزيدِ عن نفسِهِ وعن السيفِ الغامضِ الذي يحملُهُ.

سارَ عبرَ غاباتٍ كثيفةٍ، وحقولٍ خضراءَ، وقطعَ أنهارًا جاريةً، متجهًا نحوَ وجهةٍ غيرِ محددةٍ.

ملأهُ شعورٌ بالفضولِ والترقبِ، متشوقًا لمعرفةِ ما يخبئُهُ لهُ المستقبلُ.

فجأةً، توقفَ أرثرُ عن السيرِ. شعرَ بوجودِ خطرٍ قريبٍ.

أمسكَ سيفَهُ بإحكامٍ، وبدأَ يراقبُ محيطَهُ بعينينِ حادّتينِ.

لمْ يمضِ وقتٌ طويلٌ، حتى ظهرتْ مجموعةٌ من الفرسانِ من بعيدٍ، يرتدونَ دروعًا سوداءَ، ويرفعونَ راياتٍ حمراءَ.

كانوا يتحركونَ بسرعةٍ، ووجوهُهم مغطاةٌ بالخوذاتِ، مما يضفي عليهِم مظهرًا مخيفًا.

أدركَ أرثرُ على الفورِ أنَّ هؤلاءِ الفرسانَ ليسوا ودودينَ.

استعدَّ للمعركةِ، ورفعَ سيفَهُ عاليًا، منتظرًا هجومَهم.

اقتربَ الفرسانُ من أرثرَ، وأحاطوا بهِ من جميعِ الجهاتِ.

أمرَ قائدُهم، بصوتٍ قاسٍ، بالهجومِ.

هجمَ الفرسانُ على أرثرَ، لكنَّهُ صدَّ هجماتِهم بمهارةٍ ودقةٍ، مستخدمًا تقنياتِ السيفِ التي تعلمَها من الرجلِ العجوزِ.

استخدمَ تقنيةَ "نصلِ الريحِ" واندفعَ باتجاهِهم بقوةٍ هائلةٍ، مُسقطًا واحدًا تلوَ الآخرِ.

لكنْ عددُهم كانَ كثيرًا، فحاولَ استخدامَ تقنيةِ "خطواتِ الظلامِ" للهروبِ، لكنهم حاصرُوهُ من جميعِ الاتجاهاتِ وهاجموهُ جميعًا معًا.

أدركَ أرثرُ أنَّهُ منهزمٌ، فقالَ لهُ السيفُ: "استسلمْ لهمْ الآنَ حتى أتمكنَ من امتصاصِ الطاقةِ التي نقلتَها إليَّ".

لمْ يُصغِ أرثرُ لكلامِ السيفِ، واندفعَ بكلِّ قوتِهِ مهاجمًا، حتى استُنزفتْ طاقتُهُ بالكاملِ.

قبضَ الفرسانُ على أرثرَ، وقيّدوهُ بالحبالِ، وأخذوهُ معهمْ في قفصٍ حديديٍّ.

كانَ أرثرُ مرهقًا وضعيفًا، لكنَّهُ لمْ يستسلمْ.

بدأَ بجمعِ طاقةِ الهالةِ مرةً أخرى، وشفى نفسَهُ من إصاباتِهِ.

في تلكَ الأثناءِ، وجدَ الفرسانُ عربةً جميلةً وفاخرةً في طريقِهم، فلمعتْ أعينُهم وقالوا بصوتٍ واحدٍ: "هيا بنا!".

في كوخِهِ، كانَ الرجلُ العجوزُ ينتظرُ ذلكَ الشخصَ الغامضَ. وفجأةً، ظهرَ من العدمِ، وقالَ بلهجةٍ استهزائيةٍ: "لمْ أرَكَ منذ فترةٍ يا صديقي العزيزِ".

ردَّ الرجلُ العجوزُ: "لقدْ تركتُ منظمةَ خيوطِ الظلامِ منذ زمنٍ طويلٍ. لماذا تبحثونَ عنّي الآنَ؟".

أجابَ الرجلُ الغامضُ: "لأنَّكَ تعلمُ أسرارًا كثيرةً عن منظمتِنا. أنتَ تحملُ معكَ أهمَّ مفاتيحِ القوةِ: طاقةَ الهالةِ وأوردةً مزدوجةً، التي تمكنكَ من تخزينِ طاقتينِ مختلفتينِ في نفسِ الجسدِ. هربتَ من المنظمةِ، والآنَ تسألني لماذا نبحثُ عنك؟".

ضحكَ الرجلُ العجوزُ وقالَ: "لقد فاتَ الأوانُ. لقدْ دمرتُ كلَّ شيءٍ".

غضبَ الرجلُ الغامضُ، واندفعَ بكلِّ قوتِهِ نحوَ الرجلِ العجوزِ، مستخدمًا مهاراتِهِ القتاليةَ الفائقةَ وسرعتَهُ المذهلةَ.

تحركَ كالشبحِ بينَ الضبابِ، مُطلقًا ضرباتٍ سريعةً وقويةً على الرجلِ العجوزِ.

دافعَ الرجلُ العجوزُ عن نفسِهِ بمهارةٍ ودقةٍ، مستخدمًا خبرتَهُ القتاليةَ الطويلةَ وحكمتَهُ.

تحكمَ بطاقةِ الهالةِ، وهاجمَ الرجلَ الغامضَ، قائلًا: "لقدْ تغيرْتَ يا صديقي. لقدْ أعمتِ القوةُ عينيكَ. لقدْ نسيتَ مبادئَ الخيرِ يا شبحَ الظلامِ".

استمرتْ المعركةُ بينَ الرجلِ العجوزِ وشبحِ الظلامِ، وتبادلا الضرباتِ القويةَ.

استخدمَ الرجلُ العجوزُ تقنيةَ "نصلِ الرياحِ" واندفعَ نحوَ شبحِ الظلامِ، لكنَّهُ استخدمَ تقنيةَ "خطواتِ الظلامِ" واختفى من أمامِهِ، ثمَّ ظهرَ خلفَهُ ووجَّهَ خنجرَهُ المسمومَ إلى ظهرِ الرجلِ العجوزِ.

طعنَ شبحُ الظلامِ الرجلَ العجوزَ في ظهرِهِ بقوةٍ، ثمَّ تراجعَ بسرعةٍ.

شعرَ الرجلُ العجوزُ بألمٍ حادٍّ في ظهرِهِ، لكنَّهُ لمْ يستسلمْ.

استخدمَ تقنيةَ "نصلِ الرياحِ" مرةً أخرى، واندفعَ نحوَ شبحِ الظلامِ، وهاجمَهُ بالسيفِ، مُصيبًا إياهُ بجرحٍ بليغٍ في بطنِهِ.

لكنْ خنجرَ شبحِ الظلامِ كانَ ملوثًا بالسمِّ، فاشتدَّ الألمُ على الرجلِ العجوزِ، وبدأَ جسدُهُ يضعفُ.

ضحكَ شبحُ الظلامِ ضحكاتٍ هستيريةً، وقالَ: "أخيرًا هزمتُكَ بعدَ عناءِ طويلٍ يا أخي!".

ثمَّ هربَ بسرعةٍ، وهو متأكدٌ من أنَّ الرجلَ العجوزَ سيموتُ.

توجَّهَ الرجلُ العجوزُ إلى كوخِهِ، متكئًا على سيفِهِ يشعرُ بالألمِ والتعبِ.

فتحَ خزانةً سريةً في كوخِهِ، وأخرجَ منها علاجًا للسمِّ.

شربَ العلاجَ، وبدأَ يشعرُ بتحسنٍ تدريجيٍّ.

جلسَ على مقعدِهِ، وأغمضَ عينيهِ، واسترخى.

تذكرَ أرثرَ، وابتسمَ.

"لقدْ اعتمدتُ عليكَ يا أرثرُ،" قالَ لنفسِهِ. "لقدْ سلمتُكَ كلَّ شيءٍ. الآنَ، حانَ وقتُكَ لتنقذَ العالمَ."


                      يتبع 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الفارس المنسي: صعود المرتزقة من النسيان إلى السلطة ( تحت التعديل ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن