3_سر من أسرار

203 19 34
                                    

.
.
.
.
.
.
.

بعد قيادة دامت قرابة الساعة، تعبت لوريما. لذا
ركنت دراجتها في المركن العمومي و اتجهت
لتجلس في أقرب مقهى..

دخلت لأول مقهى صادفها.. و كان مقهى عائلي فاخر. جلست في آخر مقعد فارغ.. و الذي كان في الزاوية و يطل على المحلات عبر واجهته الزجاجية.

المكان مليء بالتنائيات و العائلات.. لكن فساحة المقهى و البعد الكبير بين الطاولات يجعل صوت الضجيج منخفضا أقرب للتمتمات بعيدة المدى..

توقف النادل على طاولة لوريما ليسألها عن طلبها وفي يده قلم و مذكرة..

"ماذا ستطلبين يا آنسة..؟"

صوبت لوريما عينيها لعيني النادل الشاب أمامها الذي يبدو في بداية عشرينياته تحلل تفاصيله و نظراته الزائغة بكل هدوء لتجيبه عن سؤاله..

"كأس ماء لو سمحت.."

رد النادل الشاب بعد أن إنتهى من اِلتهامه لتفاصيل وجه لوريما..

"حاضر يا آنسة.."

ثم التفت مغادرا ليحظر طلب لوريما و على أطراف شفتيه إبتسامة خفيفة.

عادت لوريما بظهرها للخلف متكئة على ظهر الكرسي الجلدي براحة و هي تربع يديها تحت صدرها.. و نقلت عينيها للجدار الزجاجي على يمينها تتصفح كل من مر من قرب المقهى تحلل لغة جسده و ملامحه لتلهي نفسها عن التفكير..

لكن سرعان ما قطع تحليلاتها صوت خطوات توقفت أمامها قرب الكرسي و لم تكن نفس خطوات النادل الرشيقة.. إنما أتقل بقليل..

نقلت لوريما زمردتيها ناحية الشخص الذي قاطع
خلوتها بنفسها، لتقابلها عينان ذهبيتان مثل الشمس
في منتصف النهار..

إنه ذلك الشاب الذي ساعدها في إدخال دراجتها لصندوق السيارة صباحا و على شفتيه إبتسامة خفيفة.

كان سيلفا يرتدي بذلة زرقاء بقميص أبيض رفقة حذاء أسود..

استقامت لوريما من مقعدها بهدوء كدلالة على ترحبيها به لتبادله الإبتسامة بخفة أيضا..

ثم مد يده نحوها سائلا إياها المصافحة قائلا..

"لم أتوقع أن أجدك هنا آنسة لوريما.. يالها من مصادفة رائعة.. سعيد بلقائك تانية.."

مصادفة؟

أيضنها حمقاء لدرجة لم تحس بأعين تتبعها في الخفاء منذ ركنها للدراجة؟.. لا بل منذ خروجها من القصر!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 22 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحلة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن