1_مغادرة الميتم

417 32 25
                                    

.
.
.
.
.
.
.

"حان وقت مغادرة هذا المكان القذر و أخيرا.."


همست لوريما بخفة تكلم نفسها وهي تراقب الفتيات و الذكور أمامها.. كل المتواجدين يبلغون سن 18 سنة.. و كل لوحده واقف في مكان ما يراقب من حوله في صمت مخيف..

أعينها كانت على محيطها لكن عقلها غائب يفكر في من ستقابله بعد خروجها من هذا الميتم. العائلة التي قامت بتبنيها..

و يال السخافة.. تبنّتها عائلة لكي تضعها بدار أيتام و لم تكلف نفسها عناء رُأيتها حتّى.

الكل في القاعة يرتدي الأسود لكونه لونا موحّدا للدار، لهذا لوريما ترتدي بِنطال جينز عريض و قميصا أسودين رفقة سترة من الجلد و حذاء عسكري أسودين أيضا... أما شعرها الفحمي فقد صفّفته على شكل ضفيرة فرنسية طويلة تنتهي أسفل ظهرها.

اقتحمت المديرة التي تبدو في عقدها الرابع القاعة و صوت كعبها يطرق بقسوة معلنا عنها قبل دخولها بنظراتها الحادة الباردة..

انتقلت أبصار الموجودين لها تلقائيا لكونها كسرت الصمت الذي كان يسود المكان بعد حضورها لكي تلقي بخطابها.. و خلفها العاملات و هن يمسكن بصناديق تحتوي على أوراق و بعض الأغراض الأخرى..
 
"أنتم الحين ختمتم جميع الأساليب القتالية المطلوبة، و كل مهماتكم خارج الدار ممتازة، كما أنكم أتممتم السن القانوني لخروجكم من هنا، أما من يفكر بنزع الشريحة المزروعة في جسده، فمصيره الموت. و باقي القوانين أنتم تعلمونها مسبقا، لذا اليوم ستوقعون أوراق خروجكم. و أتمنى ألا أرى وجوهكم سوى إن استُدعيتُم"

البعض قلب عينيه من السخرية في آخر كلامها، و انقسمت القاعة لجهتين، جهة خاصة بالفتيات و جهة خاصة بالذكور و الكل ينتظر سماع إسمه...

مرت الدقائق و الدقائق.. و يبدو أن ورقة لوريما هي الأخيرة على هذه الحال...لأن القاعة أصبحت فارغة و ضلت هي و المديرة و العاملات...

تقدمت بعد أن غادرت آخر فتاة قبلها لكي تأخد القلم.. لكن المديرة نزعته من يدها قائلة...

"أنت تعلمين أن العائلة التي قامت بتبنيك هي التي وضعتك هنا...لهذا أنت لا تعتبرين يتيمة.. ولا يوجد أيّة أوراق لتوقعيها..لذا إتبعيني لقاعة الممرضات...علينا إزالة شريحة التتبع المغروسة في ظهرك.."

ناظرتها لوريما بهدوء و هي مستغربة فسألتها..

"أولم تخبرينا قبل قليل أن نزعها ممنوع و عقوبته الموت؟.."

قابلتها المديرة بنظرات هادئة و قالت بنبرة لا جدال فيها..

"هذا ليس من شأنك.. حينما تقابلين العائلة التي تبنتك ستفهمين لماذا.. لذا هيا أسرعي و اتبعيني للمستوصف، الممرضات هناك ينتظرنك لإزالتها.."

رحلة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن