1ـ الجيران الجدد

61 9 2
                                    

يجلس الإثنان على مائدة الإفطار كُلًا منهما ينظر في طعامه لم يكلفا نفسيهما عناء إلقاء التحية في وجوه بعضهما البعض.

حتى جاء ساحرنا المرح بشوش الوجه الوحيد الذي يحاول التأقلم على الوضع قائلًا ببسمة و هو ينظر لمصاص الدماء الذي يتجرع مشروبه الصباحي ألا و هو الدماء:

_ "صباح الخير إدريان"

ردد إدريان تحية الصباح بهمهمة غير مفهومة و أكمل إحتساء مشروبه المكوّن من دماء الحيوانات و تحديدًا الغزلان، إلتفت الساحر إلى ذئب المتجسد على هيئة بشريٍّ الآن و قال:

_ "صباح الخير ألكس"

ردد ألكس التحية بابتسامة فهو ثاني شخص يحاول التأقلم لكن مع وجود مصاص الدماء اللعين الذي يجلس على الكُرسي المقابل له يجعل الأمر شِبه مستحيل:

_ " صباح الخير دان، كيف الحال؟ "

_ " بخير"

جلس دان على مقدمة الطاولة و باشر في تناول طعامه المكوّن من جبن و بيض و خبز و الذي يبدو طعامًا غريبًا بالنسبة للآخرين فهناك واحد يتجرع الدماء ويأكل اللحوم النصف مطهية والآخر كل الطعام الذي أمامه عبارة عن لحوم مطهوة جيدًا و هناك بعض الخضروات للزينة فقط.

_ "سنذهب للمدرسة الثانوية اليوم"

تأفأف إدريان بضجر هذا ما كان ينقصه:

_ " بحققكم نبلغ من العمر سبعة وتسعون عامًا و يأمروننا بالذهاب إلى المدرسة، هذا ليس عادلًا"

_ " كُف عن التذمر آدري وتناول إفطارك "

تأفأف إدريان مجددًا من أوامر دان التي لا تنتهي فقد تم تعينه قائد عليهما لأنه أعقل واحد... هراء.

أكمل ثلاثتهم تناول الطعام في هدوء لم يخلوا من من بعض الشجارات الخفيفة بين إدريان و ألكس التي تنتهي بإحراق طاولة الطعام و هذا أقل شئ.

إتجه دان إلى غرفته بعدما قام بتنظيف الفوضى التي خلفها الآخرين و أعني بالفوضى تدمير المطبخ بأكمله حتى كادوا أن يحرقوا المبنى لولا سيطرة ألكس على غضبه في أخر لحظة وإكتفى
بـ شتم الآخر و حسب.

أرتدى دان ملابسه بينما يفكر إلى متى سيحتمل شجارات إدريان وألكس فإن كان هناك شئ يزعجه في هذه الحياة هو شجارتهما وعدم تعاونهما طيلة النهار يهددان بعضهما البعض بإفشاء سرهما على العلن و إن عنى إفشاء السر شيئًا فهو يعني إقتلاع قلوبهم هم الثلاثة من صدورهم و بعدها حرق جثثهم بكل برود، إبتلع ريقه بتوتر بعدما خُيل له كيف سيكون العقاب ثم أكمل إرتداء ملابسه و خرج لـ يجد أن ألكس يجلس على الأريكة و ينتظرهما و بجواره حقيبته المدرسية، زفر بضيق قبل أن يقول بملل وصل إلى عنان السماء:

لا تفشي سري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن