الفصل الأول: بداية غير متوقعة

149 13 2
                                    

كانت لندن في ذلك المساء البارد مغطاة بطبقة خفيفة من الثلج. شوارع المدينة الصاخبة بدت وكأنها تتنفس بهدوء تحت غطاء الشتاء الهادئ. إيثان وايت، بشعره الأبيض الناصع وعيونه الزرقاء العميقة، كان يسير بخطوات متأنية نحو المكتبة الكبيرة في شارع بيكاديلي. منذ صغره، كان يجد في الكتب ملاذًا من واقع حياته المليئة بالضياع والوحدة.

لم يكن إيثان يعرف الكثير عن والديه. كانا قد اختفيا في ظروف غامضة عندما كان طفلًا صغيرًا، وتركاه ليعيش مع جدته التي لم تكن تفهمه أو تهتم به كثيرًا. كل ما كان يملكه من ذكريات هو قلادة قديمة تحمل نقشًا غريبًا، يقال إنها تنتمي لعائلة سحرية قديمة.

في تلك الليلة، وبينما كان يتصفح رفوف المكتبة، عثر على نسخة من "هاري بوتر وحجر الفيلسوف". جلس إيثان في زاوية هادئة وبدأ يقرأ. كانت الصفحات تنقله إلى عالم مليء بالسحر والمغامرات، بعيدًا عن واقعه الممل. فجأة، شعر بدوار قوي وكأن الأرض تسحب قدميه. أغمض عينيه بقوة، وعندما فتحهما، وجد نفسه في مكان غريب، مليء بالسحرة والساحرات.

افتتح إيثان عينيه ليجد نفسه في حارة ديجون، الشارع الشهير في عالم هاري بوتر. لم يكن يصدق ما تراه عيناه. تجول بنظراته في الشارع الضيق المليء بالمحلات السحرية. لمح هاجريد العملاق بلحيته الكثيفة، يسير بجانب فتى بنظارات دائرية، عرفه على الفور: إنه هاري بوتر.

توارى إيثان عن الأنظار، محاولًا فهم ما يحدث. كان يشعر بالارتباك والخوف. كيف وصل إلى هنا؟ وكيف سيعود؟ بينما كان يفكر، سمع صوتًا خلفه يقول: "تبدو تائهًا يا فتى."

التفت إيثان ليجد رجلاً عجوزًا بملامح حادة وعيون غامضة. "من أنت؟" سأل إيثان.

ابتسم الرجل وقال: "اسمي ليس مهمًا الآن. ما يجب أن تعرفه هو أنك هنا لسبب ما."

شعر إيثان بقشعريرة تسري في جسده. "ماذا تعني؟ كيف وصلت إلى هنا؟"

"ستكتشف ذلك قريبًا، لكن عليك أن تكون حذرًا. هناك قوى في هذا العالم تتلاعب بالأحداث."

توارى الرجل فجأة، تاركًا إيثان وحيدًا. قرر إيثان أنه بحاجة إلى مأوى ليلًا. تجول في الحارة حتى وصل إلى فندق "ذا ليكي كولدرن". دخل الفندق، وكانت الأجواء دافئة والناس يتحدثون ويضحكون.

تقدم إيثان إلى صاحب الفندق، توم، وطلب غرفة. "لديك مظهر غير مألوف، هل أنت من العامة؟" سأل توم.

تردد إيثان قبل أن يجيب: "نعم، لكنني بحاجة إلى مكان للإقامة الليلة."

ابتسم توم وقال: "لدينا غرفة في الطابق العلوي. لكن كن حذرًا، فالعالم السحري ليس دائمًا كما يبدو."

في غرفته الصغيرة في الطابق العلوي، جلس إيثان على السرير يحاول استيعاب ما يحدث. أخرج القلادة القديمة من جيبه ونظر إليها. كان النقش الغريب يلمع بخفة في ضوء الشمعة. شعر بأن هذه القلادة تحمل سرًا قد يساعده في فهم وجوده هنا.

استلقى على السرير وأغمض عينيه، مستعدًا لمواجهة التحديات التي ستواجهه في اليوم التالي. لكنه لم يكن يعلم أن وجوده في هذا العالم لم يكن مجرد صدفة، بل جزء من خطة أكبر. كانت هناك قوى خفية تتلاعب بالزمان والمكان، وكان عليه أن يكتشف الحقيقة ويواجهها، ليعيد التوازن إلى عالم السحر.

ساحر من خارج الزمان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن