ساحر من خارج الزمان

الفصل الخامس: مصير جديد وأحلام قديمة

مع وصول القطار إلى محطة هوجوارتس، نزل إيثان وأصدقاؤه الجدد وهم يشعرون بمزيج من الإثارة والترقب. اتجهوا نحو القوارب الصغيرة التي ستنقلهم عبر البحيرة المظلمة إلى القلعة المهيبة. الجو كان باردًا، ومع ذلك كانت الإثارة تملأ الهواء.

جلس إيثان في قارب مع نيفيل لونجبوتوم، الذي بدا متوتراً ومتحمساً في نفس الوقت. قال نيفيل بصوت مهتز: "أتمنى ألا أفسد الأمور في حفل التنسيق."

ابتسم إيثان ليخفف من توتره: "أنا واثق أنك ستبلي بلاءً حسناً. كل شيء سيكون على ما يرام."

في القارب المجاور، جلس هاري بوتر مع رون ويزلي وهيرميون جرانجر، يراقبون القلعة بشغف. التفت هاري إلى إيثان وقال: "هذه المرة الأولى لي هنا، الأمر يبدو مهيباً، أليس كذلك؟"

أجاب إيثان بنبرة متحمسة: "بالتأكيد، لا أصدق أنني هنا."

عند وصولهم إلى الشاطئ، قادهم هاجريد الضخم نحو القاعة الكبرى. كانت القاعة مليئة بالطلاب القدامى والجدد، والطاولات الأربعة مُزينة بألوان المنازل المختلفة. في المقدمة، كانت قبعة التنسيق القديمة تجلس على مقعد خشبي، تنتظر بداية الحفل.

هاجريد قال بصوته الجهوري: "سيبدأ حفل التنسيق الآن. انتظروا أسماؤكم.

تقدمت الأستاذة مينيرفا مكجونجال بخطوات واثقة نحو المنصة. نظرت إلى الطلاب الجدد بابتسامة مطمئنة وقالت: "سيتم الآن توزيعكم على منازلكم. عندما أنادي اسمكم، تقدموا واجلسوا على المقعد، وسأضع قبعة التنسيق على رؤوسكم."

بدأت العملية، حيث تم استدعاء الطلاب واحدًا تلو الآخر لوضع القبعة على رؤوسهم. عندما جاء دور هيرميون، جلست على المقعد، ووُضعت القبعة على رأسها. بعد لحظات من التردد، أعلنت القبعة: "جريفندور!"

صفق الجميع بحرارة بينما انضمت هيرميون إلى طاولة جريفندور بابتسامة واسعة. جاء دور العديد من الطلاب، وتم توزيعهم على منازلهم المختلفة.

جاء دور هاري بوتر، وهو الطالب الذي تحدثت عنه جميع الألسنة. جلس هاري على المقعد، ووُضعت القبعة على رأسه. استغرقت القبعة وقتًا أطول من المعتاد، وهمست بصوت خافت: "همم، لديك شجاعة كبيرة، ولكن هناك حكمة أيضًا. ربما... لا، أعتقد أن جريفندور ستكون الأنسب لك."

ثم أعلنت القبعة بصوت عالٍ: "جريفندور!"

هزت القاعة بتصفيق حار عندما انضم هاري إلى طاولة جريفندور، حيث استقبله الطلاب بحماسة.

ثم جاء دور إيثان. شعر بتوتر يزداد في صدره وهو يجلس على المقعد. وضعت الأستاذة مكجونجال القبعة على رأسه، وبدأت الهمسات في أذنه: "همم، أنت لغز مثير للاهتمام. لديك شجاعة وروح مغامرة، ولكن هناك جانب مظلم وقوة خفية. أرى إمكانيات عظيمة... أعتقد أن أفضل مكان لك هو... سليذرين!"

تردد صدى الكلمة في القاعة، وشعر إيثان بمزيج من الدهشة والتوتر. انضم إلى طاولة سليذرين، حيث رحب به الطلاب بحماس وترقب.

بينما كانوا يتناولون العشاء، بدأ إيثان في التعرف على المزيد من الطلاب في طاولة سليذرين. جلس بجانب بوجي باركنسون، فتاة ذات شعر بني وعيون حادة. قالت بصوت هادئ: "مرحبًا، إيثان. كيف كانت رحلتك؟"

أجاب إيثان بابتسامة: "كانت مثيرة ومليئة بالمفاجآت."

انضم إليهما دراكو مالفوي، الذي نظر إلى إيثان بفضول وابتسامة متكبرة. "مرحبًا، أنت الجديد هنا. سأكون مهتمًا بمعرفة من أين أتيت."

أجاب إيثان بحذر: "أنا من لندن. وهذه تجربة جديدة بالنسبة لي."

قال دراكو بنبرة متعجرفة: "حسنًا، أتمنى أن تتعلم بسرعة كيف تسير الأمور هنا. لدينا معايير عالية في سليذرين."

شعر إيثان ببعض التوتر من نبرة دراكو المتكبرة، لكنه قرر أن يبقى هادئاً ويواصل التعرف على المزيد من زملائه.

بعد العشاء، قاد الطلاب الأكبر سنًا الجدد إلى برج سليذرين. كانت الغرفة المشتركة مظلمة وأنيقة، تعكس طابع البيت الخاص. بدأ إيثان يشعر بأنه ينتمي إلى هذا المكان.

جلس مع بوجي وبعض الطلاب الآخرين في زاوية الغرفة، وتبادلوا القصص والأفكار حول ما يمكن أن يتعلموه في هوجوارتس. شعر إيثان بالارتياح والانتماء بين هؤلاء الأصدقاء الجدد.

بعد أن انتهى الجميع من الحديث وتوجهوا إلى أسرّتهم، جلس إيثان على سريره. نظر إلى القلادة التي كانت تلمع بخفة في ضوء الشموع، ثم استلقى على ظهره متأملاً في سقف الغرفة.

بدأت أفكار إيثان تتجه نحو حياته القديمة في لندن. تذكر جدته التي كانت تعتني به، والمكتبة التي كان يهرب إليها ليقرأ كتبه المفضلة. تذكر كيف كان يجلس في الزاوية الهادئة في المكتبة ويغوص في صفحات "هاري بوتر ". لم يكن يتخيل أن الكتاب الذي أحبه سيصبح واقعًا يعيش فيه.

كانت تلك اللحظات في المكتبة تمنحه السلام والهروب من واقعه. كان يشعر بالأمان بين صفحات الكتاب، والآن يجد نفسه جزءًا من القصة. تساءل عن سبب وجوده هنا وما إذا كان سيجد طريقة للعودة إلى عالمه الأصلي، أو ما إذا كان مقدراً له أن يبقى هنا ليكتشف أسرار هذا العالم السحري.

بينما كان يستسلم للنوم، شعر بمزيج من الحنين والتفاؤل. كانت مغامرته الحقيقية قد بدأت، ولم يكن يعلم ما الذي ينتظره في الأيام القادمة.