الحادي عشر

22 3 0
                                    

تجلس علي فراشها ليث وتكتب في الكراسه الخاص به كعادتها منذ طفولتها ليدخل ليث الغرفه ونظر لها بتأمل قليلاً فكانت ترتدي تلك النظاره ومندمجه في الكتابه خصيلات شعرها البني تتناثر حولها بعشوائيه محدثه منظر لا تمل من النظر اليه

وبعد صمت وتأمل ظل وقت ليس بقليل تحمحم كعلامه انه اتي ثم اردف :
" شايفك علطول بتكتبي ، ياتري بتكتبي عن أي؟ "

رفعت جميله رأسها عن الكراسه اخيراً وابتسمت له بسمه افقدته حواسه وشعر بإنجذاب كبير الي بسمتها تلك وبدون شعور ارتسمت نفس البسمه علي ثغره وسمعها تردف:
"من زمان وانا بحب اكتب اي حاجه تختر علي بالي .... عارف انا حاجات انا كتبها من ابتدائي لسا عندي في اوضتي "

اقترب ليث من الفراش وجلس بجانبها ثم نظر ليث الي الكراسه بفضول :
" وياتري بتكتبي اي دلوقتي "

نظرت جميله للكراسه بحنين وكأنها تذكرت شئ ثم صاحت وهي تردد:
" كنت بكتب عن بابا اصله اي هو وحشني اووي وانا الشخص اللي بيوحشني بكتي عنه "

اغمض ليث عينه بألم يعرف هذا الشعور بل يحفظه ظل يشعر به سنوات عديده ومع مرور الوقت اشتياقه قل وقل وقل ومع مرور السنوات انعدم ابتسم وهو يردف :
" علي كدا لما تكتبي عني أعرف إني أنا واحشك "

نظرت له جميله بحرج ماذا تقول تقول انها كتبت عنه بالفعل ومن بين هذا الحرج انتابتها فكره ومن ثم ابتسمت بحماس:
" بقولك اي بتعرف تعاكس باللغه العربيه ...من زمان اووي وانا نفسي جوزي يعاكسني باللغه العربيه وبما انك جوزي فيالا عاكسيني"

ضحك ليث وهو يردف :
" اول مره اشوف واحده هي اللي بتقول عاكسني بس ماشي هعاكسك بس بشرط انتي كمان هتعاكسيني باللغه العربيه "

ظهرت علامات النفي علي وجه جميله وهي تصيح :
" لا طبعاً انا مش هعاكس حد دا انا بعاكس نفسي وانا باصه في المرايه بتكسف وانا بعاكسني ، اعاكسك انت"

" يبقي خلاص يستي لا اعاكسك ولا تعاكسيني انا قايم اخد دوش "

قال اخر جملته وهو يقف لتمسكه جميله وتجلسه مره اخري وهي تردف بتذمر :
" حاضر حاضر هعاكسك ...امسك يالا الكراسه اكتب فيها المعاكسه "

واخذ ليث منها الكراسه والقلم واخذ احتيطاته ايضاً حتي لا تنظر ماذا يكتب إلا حين ينتهي وبدأ ينظر لها بتأمل وبدون شعور بدأت تكتب يده عنها ولكن قاطع تأمله صوتها وهي تردد:
" حاساك بترسمني وانت عمال تبصلي وبعدين تكتب تبصلي وبعدين تكتب ، فلو بترسمني ابوس ايد عيالك صغر مناخيري شويه عشان هي الصراحه بتدايقني وانا بتصور وكمان تقل رموشي وحواجبي واي كمان يابت يا جميله ...اه اعملي خدود سيكه بس متخليش خدودي كبيره اوووي يعني "

اخرج ليث صوتاً ساخراً:
" متأمريش بأي حاجه تانيه مع الاوردر "

" لا شكرا لو انت شايف حاجه انا مش شايفاها ابقي اعملها "

وصية جديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن