كان يقود سيارته الفاخرة بجانب تلك التي لا تتوقف عن الحديث، حتى كاد يسأل نفسه كيف تورط معها. ولكن، لم يعد بالإمكان التراجع الآن.
"والله يا باشا، الشغل اللي عملناه في الشركة دي ما يتعملش تاني"، قالتها وهي تلوح بيديها بحماس.
تنفس بعمق وقال بغضب مكبوت: "إحنا بقالنا ساعة بندور في الشوارع، فين الشركة دي؟"
أشارت بسرعة إلى زاوية الشارع وقالت: "أيوه، أيوه، هنا ادخل."
سار بها حيث أرادت، ثم قالت بثقة غريبة: "اركن هنا."
أوقف السيارة ونظر حوله مستغرباً: "فين الشركة؟ إنتي بتهزري؟"
أشارت بإصبعها إلى بناية متواضعة وقالت بنبرة متحدية: "ما هي قدامك، سلامة نظرك."
تأمل اليافطة البالية فوق الجراج وقرأ بصوت منخفض: "شركة التكنولوجيا السوداء... ده جراج يا ست الكل."
نظرت إليه بحزم وقالت: "لو سمحت، متسخرش من شغلنا. يلا اتفضل."
تبسم من أعماقه وهو يتبعها داخل الجراج، قائلاً لنفسه: "يلا، نشوف آخرها إيه."
في الداخل، كان الجو مليئًا بالفوضى، الأجهزة متناثرة في كل مكان، لكن كان هناك نشاط وحيوية غير مألوفة. وقبل أن يستوعب المكان، قطع أفكاره صوت شخص آخر:
"بت يا ليل، جبتيلي الساندوتش اللي طلبته؟... مين ده؟ انتي بتجيبي ناس نضيفة هنا من إمتى؟"
اقتربت ليل منه بخطى متوترة وقالت بصوت خافت: "اسكت يا حيوان، متفضحناش. اتفضل يا باشا، الكرسي ده ليك."
جلس على الكرسي بنوع من السخرية، لكنه سرعان ما لفت انتباهه رجل يظهر من بين الأجهزة، مشيرًا بإصبع باتجاهه وقال بلهجة ملؤها الفضول: "مين الزفت ده؟"
غضبت ليل وصاحت: "يا ناس، هتفضحوني! ده ضيف محترم."
حاولت ليل تهدئة الأجواء وقالت بابتسامة متوترة: "أعرفك يا باشا على فريقنا... ده زين عبدالله، مهندس إلكترونيات، خريج معهد حاسبات ومعلومات. الشركة دي بتاعته..."
قاطعه بغضب: "قصدك الجراج!"
نظرت إليه بغضب وقالت: "الشركة... ومتقطعنيش تاني، ودي..." وأشارت إلى فيروز التي كانت تبتسم بخجل: "فيروز بنت خالتي، بتحب الطبخ، لكن هي جزء مهم من الفريق، وبعدين..."
نادتها بصوت مرتفع: "غيـــث! تعال هنا!"
ظهر غيث من خلف الأجهزة، ووجهه مليء بالتعب والضيق: "مش فاضي يا ليل، عايزة إيه؟"
قالت بسخرية: "تعال، عايزة أعرفك على حد."
جلس بجانبها بامتعاض، فقالت بفخر: "وده العبقري بتاعنا، غيث محمد، خريج هندسة قسم برمجة."
لكن قبل أن تتمكن من إكمال كلامها، نظرت إليه بحماس غريب وقالت: "وده بقى حضرة الضابط مراد، ضابط مخابرات!"
وقف مراد فجأة وقال بغضب: "انتي مجنونة؟ بتقولي لهم كده بكل بساطة؟"
نظرت إليه بعيون واثقة وقالت: "يا باشا، متخفش. أنا واثقة فيهم."
رد عليها بسخرية: "أنا مش واثق فيكي انتي أصلاً.
_____________________________
و هذه يا عزيزي ليست كا اي بدايه بل بدايه النهايه .
انتظرونا 🙈