Part14: الرابِع عشَر

473 36 8
                                    

ارجو عدم نسيان ضغط زر الفوت'ز لدعمي 🤍

أقسم لكِ بأنه لا يوجد في السماوات
عيون أكثر سحرًا من عينيكِ...

***********************************

' تذكري...انا.. لاسيردا سوف اعود مجدداً لإيجادكِ' صوتَ صرخ بها وترَدد صداه على مسامِعها، في بُقعة ضبَابية كانت تستلقي بإرهاق وحولها دمار كما لو انّ مَدينة كاملة مُحطّمة ورُكامها من حولها منثوراً بفوضى.

نظرت حولها تشعر بيد باردة تشّد على اصابِعها لكنها لم تتمكن مطلقاً من رؤية من هذا الذي يهتِف جانِبها بكلمات لا تفهمَها ولا تسمعُها جيداً، مترَددة في قنوَات اُذنَها وتتصَبب كتشويشات مُتقطِعة.

ارادت ان تبقى هذهِ اليد متمسكة بها لأنها بطريقةً ما شعرت بالأمان.

احاطت هذهِ اليد خصرها ترفَعها عن الأرض الصلبة فشعرت بنفسها تهبط على شئ ناعم لم تُميّزه جيداً حتى.

'انا اعدُكِ، اعدكِ بأنني الشخص الذي سيأتي اليكِ مجدداً...سأكون من يعُدّ الأيام حتى نجتمع معاً مجدداً' همسات بجانب اُذنها جعل مجرى عينيها يفيض بالدموع من اثرَ الكلِمات المُتهدجة والمحقونة بِشروخ القَلق والجَزع.

حينها احسَت باليدين مجدداً ترتفع الى وجنتيها وجبيناً حُطّ على جبينها فإرتَدّت عِدة انفاس دافِئة عليها قبل ان يُغلِفها الفَراغ بإبتعاده ببطء عنها، ارادت الصُراخ به ان لا يتركها لوحدها، ارادت ان ترجوه حتى لا يَبتعد ويتركها في هذهِ البقعة المُخيفة التي حولها لكنها لم تتمكن!

شيء منعها من الحَديث وجعل عبَراتها تخنِقها وتكتم عليها، المِياه الحارِقة انزلقت على وجنتيها وارتجَف جسدها من برودة الجَو التي صقعتها، كانت للتو قد ادركت ان الرِياح باردةً للغاية، كان جسدها المُحاط بمعطَف اكبر منها بكثير  يحترِق ويتّقد من سخونته مع ذلك اطرافها تشنجت مُتجمِدة من قُروسَة المكَان حولها.

سمِعت ضجيجاً يأتي من مسافة بعيدة، صوت مرتفع للغاية كتحطيم وانفجار شيء ما ثم اصبح الصوت كرنين زجاجي حاد فأدركت انه اطلاق ناري يَحدُث، لم تستطيع فتح عيناها او النهوض بسبب خمُول جسدها وإنطفَاء طاقتها الى اقصى مراحل الإرهاق.

الدِفء الذي كان يحيطها قبل قليل ابتّعد عنها بعد ان اعطاها وعوداً بالكَاد ميَزتها حتى، رفعت يداها الى اذنيها تغطيها وتكوّرت على ذاتها كالجنين الذي لا مكَان له في هذا العالم.

مـلكة على عرشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن