اللقاء الأول

671 30 252
                                    



تقود سيّارتها بِكُلِّ هدوء تحت إطلالة القمر والطريق المليء بالأعمدة الكهربائية والسيّارات السريعة تعبُر كُلًّا لوِجهتها.

وقفت السيّارة عند إشارة المرور الحمراء تنتظرُ الضوء الأخضر لتأخذ طريق اليسار.
الإشارة تحوّلت للأخضر.
أنطلقت السيّارة بعد ميكرو من الثانية، ألا وضوءٌ ساطع آتٍ بشكلٍ مُفاجئ مع تعالي أبواق السيّارات الشاهدة.
اصطدمت سيّارة الفتاة بالسيّارة الأُخرى بشكلٍ سريع وقويّ مما جعلها تنقلب عدّة مرّاتٍ على نفسها حتى سكنت وهي منقلبة رأسًا على عقِب.

الفتاة بالداخل تتنفس بصعوبة بينما رأسها ينزف، فتحت الحِزام عندما شعرت بحرارة شديدة منبعثة من السيّارة فتجعل يديها للأعلى كي لا يصطدم رأسها بسقف السيّارة، فتحت الباب بصعوبة لتلتقي بمجموعة كبيرة من الحشد يلقون أعينهم القلقة عليها بينما انشغل البعض بالاتصال بخدمة الطوارئ، أتى البعضُ إليها جريًا، وسأل رجُلًا يرتدي اللباس العسكريّ يحمل حقيبته خلف ظهره:
"آنسة هل أنتِ بخير؟"
"لا تتحركي كثيرًا قد يُصيبُكِ مكروه"، نبست امرأة شابّة عندما زحفت الفتاة مبتعدة عن السيّارة وسمعُها كان ضعيفًا إثر الصدمة..فأشارت بسبابتها الراجفة نحو السيّارة فيصرخ ذات الرجل صاحب البدلة العسكرية بخشونة:
"ابتعدوا! السيّارة على وشك الإنفجار!!"
ولم ينتهي من كلامه بعد إلا واشتعلت السيّارة بشكلٍ مُخيف ولم تقوى الفتاة حتى شعرت بنفسها مغشي عليها.

————————————————

فتحتُ عينايّ لِأجدَ نفسي على سرير إحدى المستشفيات.
مهلًا أحقًا ماحدث؟ ظننتهُ كابوس..!
"استيقظتِ؟"، خرج صوت امرأة لالتفت نحوها وأجدها ممرضة تعمل هُنا، ابتسمت بوجهي لأفعل المثل وبدأت بكتابة المُلاحظات المكتوبة على شاشة البيانات الصحيّة الخاصّة بي.

فأسأل:
"هل يُمكِنُني المُغادرة هذا الاسبوع؟"
فأجابتني تُعيرُني انتباهِها:
"أخشى أنهُ لا يُمكِنُكِ، آنسة سوجين. لأن الطبيب كتب لكِ ملحوظة بأنكِ مُلزمة بالخضوع لعملية جراحية"

"عـ-عملية جراحية؟؟"، قُلتُها بصدمة! أتمنى تكون تلك مُزحة الأطباء..

"أجل، زراعة عظم في ذراعكِ الأيسر، ولكن لا تقلقِ إنه ليس بالأمر الخطير والعملية لن تستغرق أكثر من نصف ساعة"، قالتها مطمئنة لي ولكن مع ذلك فأنا خائفة.
اومأتُ إيجابًا لها أشكرها قبل رحيلها.

نظرتُ لذراعي الأيسر، وضعوا عليه الجبيرة.. أهو إجباري؟ أعني خوض العملية؟.. أليس العظم ينمو بذاته مع مرور الوقت..؟

......

مرَّ الوقت ببطء شديد.. شعرتُ بالملل لذا طلبتُ من أخي أن يأتي بهاتفٍ جديد فقد فقدتُ الأول.
وبالفعل ها هو أتى لزيارتي ومعه طعامي المُفضّل وهاتفٍ جديد!

𝐰𝐞 𝐦𝐞𝐭حيث تعيش القصص. اكتشف الآن