ازدادت الأيام قسوة ومليئة بالعمل الشّاق، لا أستطيع تحمّل كُلّ هذا..وأحتفظ سنقتشول على عدم إلقاء عيناه نحوي والتزم بالصّرامة بكلامه، ولم يعد يوصلني لمنزلي
لذا استلم جوشوا هذه المُهمّة كُلّ نهاية هذه الأيّام التي مرّت كالجحيم.إنها الواحدة عصرًا، وقتُ الاستراحة بالفعل قد أتى!
لِذا غادرتُ مع جوشوا لنتناول غدائنا بعد مشقّة بداية اليوم.
فتساءل بشرود ذهن وهو يُحرّك الطعام بهدوء بالملعقة:
"كيف ستحلين الأمور بينه؟"تنهدتُ بعمق وقُلتُ بشرود ذهن أنقلُ نظري من طعامي إلى وجهه:
"ليس لديّ أدنى فكرة..""ماذا عن مُفاجأته؟؟"، نبس بنبرة عفويّة.
"وكيف؟"، سألتُ بشرود.
همهم مُفكّرًا قبل أن يقول:
"لا أدري.. كُنتُ سأقول تذهبان لمطعمٍ ما.. ولكن أخشى أنه يتجاهلكِ تمامًا-""لديّ خطّة!!"، قاطعتهُ أضربُ الطاولة بيداي بخفّة.
"وما هي؟؟"، توسّعت عيناه بفضول.
"سأُطلِعُكَ عليها لاحقًا~"، غمزتُ بنهاية كلامي.
"هيّا! إنه ليس وقتًا جيّدًا للمزاح!"، تحدّث مُترجيًّا.
فوضعتُ يدي أمام وجهه أقول:
"قِف عندك.. أخبرتُكَ أني سأُخبرك لاحقًا""حسنٌ~"، ردّ يُكمل تناول طعامه الذي لم يلمسهُ حتى.
بقيتُ طوال اليوم مُلتصقة بجوشوا كالعادة أُحادثه عن مواضيع العمل ونتبادل النُكات هُنا وهُناك، وأنا على دراية تامّة أن سنقتشول يُراقبُ تحركاتنا فهو لم يُسدل ستائرة طوال هذه الأيام على نحوٍ غريب.
حسنٌ سنقتشول.. أنا آسفة.. :(
إنها نهاية اليوم..
غدًا سيكون آخر يوم في الشهر وهو مايُصادف عُطلة الأسبوع.. وفي العادة نحنُ نذهب لعشاء عمل كُلّ نهاية شهر مع سنقتشول، ولكنه فقط يبدو وكأنه لن يفعل هذه المرّة.كُنتُ شاردة الذهن أُلقي نظراتي لمكتبه الذي أُسدِلَت ستائره فجأة وعلى نحوٍ غريب.
ولكن قاطعني تفكيري همسُ جوشوا:
"سوجين، هيّا لِنُغادر!"ابتسمتُ باصفرار:
"اذهب بدوني..""لماذا..فجأة..؟"، استغرب بها جوشوا..
تنهدتُ قبل أن أُجيبه:
"لا عليك..سأكون بخير هذه المرّة.. رافقتك السّلامة وشُكرًا لك على كُلّ شيء أنا حقًا أُقدّرُك وكُلّ ما تفعله لن أنساه أبدًا مادُمتُ على قيد الحياة"