Part 3

840 10 2
                                    

شُخصت مارلين بمزيج من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع و السادية الاستبدادية ما يستدعي العلاج طويل الامد كون السمات الشخصية تأخذ نمط ثابت ومستقر ما يشكل عقبة حقيقية، من جانبها تلقت الخبر بلا مبالاة ربما كانت في قرارة نفسها على دراية بذلك
تقرر ان تستمر جلسات العلاج النفسي السلوكي لمدة عام كامل بدأً من خمس جلسات لكل شهر لمدة ثلاثة أشهر تليها جلسة لكل شهرين وذلك بحسب الاستجابة للعلاج ..
أرسل لها الطبيب مجموعة من الاستبانات لتملأها لاغراض تشخيصية وتحدد موعد الجلسة الاولى بعد اسبوع في العيادة الخاصة ،
كانت مارلين تفكر بعبثية قرارها فقد تخلصت من جميع العقاقير التي وصفها والتي في الواقع لا يمكن ان تكون علاج مباشر لحالتها والحقيقة كان الدافع لمراجعة الطبيب ليس التعاطف مع ضحاياها وانما لانها لم تكن مستعدة لتعلق بمشاكل جنائية وتبعاتها القانونية قطع سيل افكارها رنين هاتفها نظرتْ لتعرف هوية المتصل ، كانت قد سجلته بأسم الكلب الثالث
كل ماسمعته هو صوت نفسه السريع معربا عن توتره منتظرا اذنها ليشرع بالكلام
- تكلم قالتها بتململ ليجيبها بقلة حيلة
- مولاتي أنا موافق
- حسنا أنا قادمة
كغيره ممن كانت تلهو معهم ولا تاخذهم على محمل الجد كان مسخر لخدمتها لم يكن يعني لها شيئا؛ لم يسبق وان ذهبت بقدميها لأي ممن اعتبرتهم عبيدها ولكنها في هذه المرة التي قررت ان تكون الاخيرة بدتْ متحمسة لحدث كبير...
- الان ، نفذ ما أمرتك به
قالتها وهي تنظر اليه بازدراء بعد ان القت عليه سكين غلفته بمنديل لتكمل
كتبت رسالة الانىًحار ؟
ما جعله يهرع اليها ويجثو عند قدميها يتصبب جبينه عرقا وجسده يرتعش خوفا أجابها بصوت خافت ورأسه مطأطئ
- ولكن مولاتي
لتقاطعه بنبرة حادة
- لا تخبرني انك تنوي التراجع لقد اتفقنا مسبقا
- لقد أطعتُك دائما ونفذت جميع اوامرك ولكن مولاتي ليس من السهل علي قتل نفسي
ما اثار استفزازها لتشد شعره بقوة وتصرخ بإذنه
- كل ما عليك فعله هو قطع رسغك ما المهم بحياتك السخيفة أي جبان انت لا أصدق اني جئتُ لاسمع هذا
ركع عند قدميها وهو ينتحب
- أرجوكِ مولاتي أبقيني معك سأخضع لكِ بكل جوارحي طالما حييت
ركلته بقسوة بعيدا عنها واخرجت سوط جلدي من الحقيبة المعلقة على كتفها وأردفت
- سأعاقبك .. خمسون جلدة إبدأ بالعد وان توقفت أُزيد
- واحد
اثنين
ثلاثة
.
.
.
بدأت تجلده بوحشية كان يصرخ ويتلوى من شدة الألم يترجاها ان تعفو عنه دون ان يبدي اية مقاومة كمن يسلم نفسه للمصير الذي لا مفر منه اما هي كانت تتلذذ بلا رأفة بعذابه ؛ عند الاربعين توقف عن العد بدأ يفقد وعيه لم تحتمل بنيته الضعيفة فقد ازرق جسمه بالكامل ونزفت مناطق اخرى لقوة الضرب ، سكبت عليه كوب ماء لينتفض وأنظاره تبحث عنها قال بتوسل
- اعترف بغلطي أكملي حتى المئة ولكن لا تتركيني
أطلقت ضحكة ساخرة واضافت
- لا تمتعني الكلاب العاصية
وادارت له ظهرها ، كانت تعرف هي انه أضعف من ان ينهي حياته البائسة لكنه الامر الوحيد الذي يعجز عن تنفيذه ما يُمكنها من ايجاد عذر لعقابه وتركه. طوال حياتها لم تعرف الحب ولم تستشعره حتى مع عائلتها او اقرب الناس اليها لكنها في اغلب الوقت كانت تنجذب للرجل الذي يبان عليه الضعف والخضوع الا أنها كانت سريعة الملل ومتقلبة المزاج ما يجعلها تتركهم محطمين مكسورين وهم بدورهم هاموا بها وغلبهم سحرها فمن يقاوم الهة الاغواء والفتنة!

قُل مولاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن