Part 6

621 7 0
                                    

العديد من المكالمات والرسائل المهملة لم تعرها اية أهمية لكنها في هذه المرة أقرت بحاجتها لخدماته فأرسلتْ له برسالة تطالبه بالمجيء اليها خلال نصف ساعة فقط محذرة اياه من التأخير
خلال دقائق أمتثل بين يديها مظهرا أقصى درجات الطاعة والخضوع
- مولاتي عبدكِ طوع أمرك
- أتحتاج ان اذكرك بفشلك السابق ؟ ليجيبها محاولا استعطافها
- أعلم كم أنا فاشل ودنيء لا تحرميني من خدمتكِ
فأمرته بالركوع بنبرة صارمة؛ بدون اية تردد انكفأ عند قدميها ، ثم داست فوق رأسه بحذائها وأردفت
- تذكر هذا مستواك
- وهو نعيمي
- لقد بعثت اليك لاني لم استطع ان استغني عن خدماتك لذا ستأتي في نهاية كل أسبوع لتقوم بمهامك أما اليوم فعليك تنظيف البناية كاملة وعندما تنتهي قد تركت لك الملابس المتسخة في السلة هناك قم بغسلها
- جلالتكِ سأبدأ حالما ترفعي قدمكِ من فوق رأسي 
- ابدأ حالا وايضا خذ هذه معك
خلعت جواربها التي كانت ترتديها وقدمتها له ، تسلمها منها بلهفة كمن كوفئ بقطعة ثمينة وهرول ليباشر بعمله؛ وبعد ثلاث ساعات نادت عليه كانت جالسة على الاريكة تحمل بيد كتاب وفي اليد الاخرى كانت ممسكة بشفرة حادة تدورها بين اصابعها بتململ ماجعله يبتلع ريقة عدة مرات من التوتر ليسأل بتلعثم
- هل قمتُ بفعل لا يعجبكِ؟
- وجودكَ ثم أكملت وهي ترمقه بنظرات لعوبة
يقال ان الرجل الشرقي اذا ما اراد ان يتباهى برجولته أطال شاربه اتسائل لأي درجة تعتز بشواربك هذه
- مولاتي ارجوكِ لا تفعلي هذا بي سيلازمني العار عند قبيلتي
- ليكن، أريد رؤيتك مهان
اخذت الشفرة واخذت بحلق شاربه كان يبكي بصمت دون ان ينطق بأي كلمة لتقول بسخرية
- هل تشعر باني اهنتُ رجولتك ؟
ليرد بقلة حيلة يملأه الشعور بالاهانة
- انا مجنون بكِ للحد الذي يُفقدني صوابي
- لست سوى كلب بنظري، غادر الان لقد اكتفيت منك وانتهت مهامك لهذا اليوم...
بعد يومين وعند انصرافها من المشفى سالكة الطريق المؤدي لموقف السيارات حيث ركنت سيارتها تبعتها سيارة حتى نهاية الطريق ادارت لتعرف من يكون صاحبها فاذا بالطبيب تيام يترجل من السيارة
- اركبي لدينا امور مهمة لمناقشتها
- ولكن سيارتي قد تركتها .. ليقلطعها 
- سأعيدكِ الى هنا
لبت دعوته وقالت بعد ان اخذت موقعها بقربه في المقعد الامامي
- كان بامكانك ان تحدد لنا موعد في العيادة او اي مكان ترغب عوضا من ان تجعلها مباغتة
- صادفتكِ في طريقي وكانت فرصة جيدة صمت قليلا ثم اضاف
لقد علمت انك تعملين في المشفى ذاتها التي اعمل بها لكن لم اتوقع ابدا ان تكوني طبيبة متدربة فيها لم تعلني عن ذلك ابدا
- لم يكن مهم ولكن كيف علمت ؟
- ليس مهم كذلك الأهم لقد قارب الشهر على نهايته هل لاحظتِ اية تغيير منذ بدئ العلاج وهل تعرضتِ لاية مضاعفات ؟
- نوعا ما
- أيعتبر جوابا ؟ هل نستمر بالعلاج أو ازيد الجرعة أم نستخدم البديل
- شعرتُ بتحسن طفيف ربما أصبحت أقل تطرفا وعدائية مقارنة بالسابق لكن ليس بالشيء الكبير
- لا بأس بذلك في هذه المرحلة. إلتفتت اليه فجأة كانت تفصل بينهم مسافة قليلة ما أربكه قربها لتعرض عليه
- هل تسمح لي بمشاركتك كتاب سيجعلك تحرز شوطا كبيرا في محاولتك لفهم طبيعتي
اخرجت الكتاب من الحقيبة التي تحملها معها دائما والتي بدت كمستودع اسرار اكثر من كونها حقيبة
- فينوس في الفراء
- نعم ... أيمكن ان نلتقي غدا عند الساعة الخامسة مساءا هل أنت متفرغ؟
- لكن غدا يكون عطلة بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية
- أعلم ، سيكون لقاء ليس كالمعتاد؛ بعيدا عن اماكن العمل خالٍ من الرسميات ولنعرف بعض أكثر أليس هذا ضروري لدراستك ؟ أم ان لديك مخططات لقضاء العطلة مع العائلة ؟
- حددي الوقت وسآتي حتما
بعد ان غادرته اخذ يقلب في الكتاب في الواقع كان لديه فضول بكل شيء يخصها
كان عبارة عن رواية للكاتب ساشر مازوخ ما جعله يتسائل ان كان مصطلح المازوخية قد أشتق من اسمه ، استُفتح الكتاب بنص من سفر يهوديت
" وضرب الرب القدير سبحانه فأسلمه إلى يدي امرأة"
قلب صفحات الكتاب يقرأ ما تلتقطه عيناه استوقفه نص شعري كانت قد حوطته بلون أحمر
فينوس في الفراء
ضعي قدمكِ فوق عبدكِ
يا سيدة الاساطير ، أيتها الشيطان الرخيم
جسدكِ الرخامي مُستلق
بين نباتات الآس والصبار
لساعات راح يفكر لأي فخ سيجرجره فضوله وهل سيعلق في شباك لا يمكنه الافلات منها...

قُل مولاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن