Part 8

585 5 1
                                    

- ارتديه
- لكن انا لا أنتعلُ أحذية بكعب عال لما قررت ان تهديني شيء كهذا
- أعتقدت بانه سيعجبكِ، أريد رؤيتكِ وانتِ تسيرين به
تحركت بأرجاء الغرفة بخطوات مترنحة وغير متزنة بدت بمظهر ساذج حتى قال لها وهو يضحك ممازحا
- لا داعي لان تجهدي نفسك ارتديه حين تعتادين عليه او تخلصي منه
بعد هذا كله كانت لديه غاية ما، أراد ان يتحرى عن ظنونه بان لديه احد انواع البارافيليا لكنه لم يسبق وان أُغرى بقدم أي سيدة ولم يشد نظره حذاء بكعب عال أو طلاء اظافر جريء لم يجد تفسيرا لاستثارته مع مارلين.
لم ينتاب زوجته اي شكوك على الرغم من بروده معها في الاونة الاخيرة و سرحانه وشرود ذهنه الا انها اختارت ان تمنحه الثقة المطلقة منذ فترة طويلة لانه وخلال عقد من الزواج الناجح لم يمتلك الوقت الكافي ليقيم علاقات نسائية متعددة كان مراع لإلتزاماته في العمل و واجباته الزوجية والأسرية ما يجعل من الاستحالة أن تستحوذ عليه امراة اخرى أو ان تجد احداهن متسع لها في حياته..
بالنسبة لتيام فقد قرر ان يمنح مارلين بعض المساحة ليتيح لها ان تأتي بمتغيرات وتحولات جديدة ويقلقه احتمالية ان لا تاخذ بوصاياه على محمل الجد؛
بعد عدة أيام أتصلت عليه مارلين
- في أي وقت ينتهي عملك في العيادة ؟
- في التاسعة مساءا
- اذا سآتي غدا في الثامنة أريد الحديث معك
كانت العيادة تقع في الطابق الثالث في مجمع طبي جاء الموعد المترقب؛ في الساعة الثامنة خلى المجمع من المراجعين تماما وكل العيادات الاخرى أغلقت لسوء الحظ ساءت الاحوال الجوية كانت تمطر بغزارة حيث ان الشوارع فاضت وقد حصل انقطاع في التيار الكهربائي ما جعله يقرر ان يغلق العيادة هو كذلك، فسمح للعاملين معه بالانصراف، اثناء ما كان يحاول غلق البوابة الخارجية سيارة توقفت على بعد عدة خطوات منه ، كانت انوار المصابيح الامامية للسيارة قد شوشت عليه الرؤية
نزلت سيدة من السيارة مرتدية معطف اسود طويل وأستخدمت المضلة لتحتمي من الامطار ألقت عليه التحية من بعد ليتبين له أنها مارلين ليشير لها بان تتوقف
- قفي عندكِ، أخمن بإنك ترتدين حذاء بكعب عال سآتي اليك لتستندي علي حتى لا تتعثرين فالأرض زلقة. أمسكت بذراعه وابتسمت بلطف
- تخمينك صحيح
- لم أتوقع قدومكِ ظننت بانك ستغيرين رأيك فالطقس غير مناسب
- هذه تكون أحب الاجواء الي
- لندخل حتى يتوقف المطر
كان المصعد معطل فاضطرا للصعود عبر السلم الطويل المظلم استعانت مارلين بانارة الهاتف الا انها تعثرت أثناء صعودها وبحركة تلقائية تشبثت بياقة قميص تيام الذي تدارك الموقف وأمسك بها
- أنتبهي
- أرجو المعذرة
كانت العيادة مضاءة بإنارة خافتة بعد ان استقرت مارلين على احدى الارائك أخبرها تيام بانه سيحضر القهوة، كان قد احتفظ بها في علبة حافظة للحرارة حال عودته جلس على مقربة منها ما جعلها تتنبه لبقع الدم على ياقة قميصه
- لابد انك جُرحت باظافري دعني أُعقمه
- لا عليكِ لم أشعر بذلك حتى
- أحمل كحولا طبية في حقيبتي
وجدت قطن في الدرج فبللتها بالكحول واخذت تمسح الجرح كانت قريبة منه غمره عطرها وأستطاع الشعور بأنفاسها تلفح جلده
- هل يؤلم؟
- لا
- والآن ؟
بحركة مباغتة سحبت ربطة عنقه والتي كانت قد اهدته اياها سابقا ما جلعه يفتح عينيه على مصرعيها بذهول
- ماذا تفعلين ؟
- أريد ان اختبر مدى تحملك
حاول ان يرخي العقدة لكنها شدتها بقوة اكبر ماسبب لديه ضيق بالتنفس
- مارلين توقفي عن المزاح، أنا أختنق
كان يتنفس بشكل سريع وعميق وقد ازرقت شفتاه
- ومن قال أني امزح ، لم تمضِ سوى دقيقة انت أضعف مما تصورت
أمسك بيدها محاولا تحرير الرباط من بين أصابعها لتقول بعد ان رمقته بنظراتها الحادة التي تشبعت بالقسوة
- قل مولاتي وتوسلني لأعفو عنك
صمت لثوانٍ لكنه أدرك مدى خطورة موقفه فهربت من شفتيه بصعوبة بصوت خافت اختلجه الشعور بالسخط لتطلب منه ان يكررها بصوت أعلى
- مولاتي أرحميني
بعد ان تركته شهق بقوة ليعوض نقص الاوكسجين قبل أن ينطق بحرف سبقته
- لا تتكلم ، لقد فكرت بما دار بينا في اخر لقاء ان كنت تراهن على ان الحب قد يؤثر علي فالافضل ان تثبت ذلك بنفسك وعلى الاقل انا اعتقد بانك مؤهل وتمتلك فرصة اكثر من غيرك ممن عرفتهم سابقا انا ارى بانك ستنال أعجابي سيكون الطريق ممهد لك لذا سأنتظر قرارك أما ان ترفض وينتهي كل ما بيننا او توافق وتكون تحت هيمنتي واعتقد بانك ذكي كفاية لتختار الاخير وما عانيته اليوم ستطلبه بملئ إرادتك غدا
ليصرخ بغضب
- هذا جنون انتِ ترتكبين جرما ، سأقاضيكِ
ضحكت بسخرية
- كيف يُقاضى المجنون يا دكتور ؛ على كلٍ تركت لك عنواني بلغ عني أو تعال الي متى ما اتخذت قرارك ورغبت برؤيتي
قالتها وهمت بالمغادرة غير مكترثة لمن خلفته وراءها بخراب كامل  ..

قُل مولاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن