Part 7

643 6 0
                                    

2023/1/1
- الى اين نذهب ؟
- لحيث تقودنا اقدامنا دون وجهة ذلك يشعرني بالحرية
كانت مارلين قد أرسلت له الموقع وطلبت منه أن يأتي بدون مركبته كان الجو غائم والوقت ملائم للخروج بجولة سيرا على الاقدام
بعد دقائق من المشي الصامت سألته
أيمكنني مناداتك بإسمك فقط؟
أومأ بالموافقة لتسأله سؤال اخر جعله يتعجب لجرأتها في كسر الحواجز وطرح الاسئلة الشخصية
- تيام كم سنة مضت على زواجك ؟
- قرابة العشر سنوات
- كيف كانت ؟
- قضيتُ معها ايام ربيعية هادئة قدمت لي الملاذ الآمن بعيد عن الصخب في الخارج
- أعتقد ان ايامك تحتاج لعصف يمنع تناسخها
- لقد أمدتني بكل ما اريد الاطفال والاستقرار والاحتواء والدعم انا مكتفٍ بذلك
- انها الروابط الباقية بعد نفاذ الحب الذي أجزم بانه كان بمتوسط عمر لا يجاوز السنة
- أنا ناضج بما يكفي لاقتنع بانه يولد بعمر قصير
- انه اوهن من ان يعبر عن نفسه بذاته ولا يستثار سوى بالالم
- المعاناة والأذى والقهر لا يمكن ان يولدوا سوى الكرة
- الخوف هو ما يحمل الجميع على سوء فهم طبيعة المشاعر الانسانية ، الحقائق صادمة ومرعبة المضادات تكمل بعضها فالسعادة لا تثمن الا بعد الغوص في عمق الحرمان وكذلك الحب لغة غير مفهومة يترجمها الألم وحده ،
الألم الذي يجعلك تتحرق شوقا للحبيب الغائب اوغير المضمون الذي يشعرك بتهديد دائم خوف ان يستميله غيرك؛ او الذي يجعلك تتعذب رغبة في شخص مستحيل كأن يكون من نصيب شخص آخر أو يكون محرما عليك على دين آخر أو قبيلة أو قومية معادية ؛ ما يكون عصي وليس بمتناول يدك وحده قادر على اشعال فتيل اللذة والرغبة وكل ما سواه يطاله البرود والملل
- لما لا ينطبقُ عليكِ ذلك ؟ كيف ستستشعرين الحب ان لم تتجرعي الألم ؟
- أنا أتذوق ألم من اختاره كلما ضاعف شقاءه وعذابه لأجلي ألذني وأوصلني لحبه
- اذا لماذا لم يسبق وان منحتي أحدهم حبك؟ لا يمكنكِ ايذاء من تحبين
- أتعتقد ان دافعي هو الانتقام او العداء الشخصي ؟
- وقد تنتقمين لنفسك بشكل لا واعي ربما صدمات الطفولة او مشاعر مكبوته يتم التعبير عنها لاحقا من خلال السلوك العدائي
- في أقصى درجات تعلقي ستراودني رغبة بان احاوط رقبته بيدي واكتم انفاسه حتى الموت
- متأكد لو توفر الحب سيكون هو المانع وليكن هذا أحد محاور دراستنا في جانب الحياة الاجتماعية
- أتذهب لهذا الحد مع شغفك الغريب لاقامة التجارب علي! على أي حال جد لنا مكان لنستريح فيه.
-  لقد أستمتعت بالحديث معكِ مشينا لأكثر من ساعة لم اشعر بمرور الوقت، توجد حديقة عامة على مقربة منا لكنها مهملة وشبة مهجورة أشك بوجود مقاعد صالحة للجلوس فيها
- لا بأس بذلك
كانت مارلين قد احضرت معها قطعة قماش ليجلسوا عليها كانت الحديقة مخربة تماما الا انها حوت على اشجار كثيفة؛ لم يكن فيها سواهما فجميع الأناس العصريين يفضلون الاماكن الصاخبة للاحتفال بيوم كهذا، خيم هدوء لا يسمع من خلاله سوى حفيف الشجر وصوت تغريد العصافير الحاد بدا مكان مثالي بالنسبة لمارلين بعد ان افترشا وجلسا على الارض شعرت بعدم الراحة مع حذاءها ذو كعب ارتفاعه 12cm يرتبط بخيوط من الجلد ملفوفة حول ساقها وتنتهي بعقدة عند نهايتها حاولت حلها لتقول بعد عدة محاولات
- لا يمكنني حلها مع اظافري الطويلة ايمكنك ان تسدد لي خدمة بمساعدتي في فكها ؟
- بالتأكيد
مدت بساقيها اليه كانت ترتدي فستان اسود طويل مع فتحة جانبية طويلة تصل لمنتصف فخذها وشعرها تركته منسدلا بعشوائية على كتفها كعادتها، الآن اصبح متيقنا ان لا مثيل لها في النساء وليس من حق احد لومه ان اصبح مهووسا بها من أول لقاء ليس وحده بل كل من مرت به أو رآها صدفة في مكان ما
- لم ترتعش يداك ؟
- اعجز عن فهم تفاصيلكم كنساء العقدة مربوطة باحكام تحتاج وقت طويل لفكها
- خذ وقتك لستُ مستعجلة
شكرته بعد ان انتهى ثم اخرجت علبة بغلاف أسود
- أيمكنك ان تقبل مني هذه الهدية
- ماهذه ما المناسبة ؟
- لاحظت انك تحب الملابس الرسمية ف اخترت ان اهديك ربطة عنق باللون الذي أُفضل أيمكنك ان ترتديها في كل وقت نتقابل فيه طالما يكون الاتفاق قائم بيننا ؟
- من دواع سروري شاكر للطفكِ مارلين
أكتفت بالابتسام ، سكت للحظات ثم سأل محاولا كسر الصمت الدائر بينهما
- اذا هل انتِ تشبهين ڤاندا ؟
- هل قرأت الكتاب ؟
- نعم
- هي رفعت قدمها من فوق عبدها فصنعت منه سلطان لم تكن تمتلك المقومات لتهيمن وأنا لا أرفع قدمي حتى يستوي مع التراب
بعد ان قضيا ساعتين معا في نهاية الموعد أخبرها
- تذكري كلامي جيدا سيكون لقاءنا بالمرة القادمة في العيادة سأحدد الوقت لاحقا
لكن اعملي على صنع براهين للنقطة التي اختلفنا فيها.

قُل مولاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن